رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صراع بين الحق والباطل في حياة المسيح بإنجيل مرقس بعد كل هذه المقدمات، سجل مار مرقس كيف أن خدمة المسيح أثارت عليه حسد قادة اليهود، فحاربوه ولما لم يقدروا عليه في قوة إقناعه وفي إخجالهم أمام الناس، قتلوه أخيرًا.. إنه لم يبدأ بالاحتكاك، بل كان يعمل عمله في هدوء بعيدًا عنهم، ولكنهم بدأوا بالعدوان، واحتكوا به.. فرح الشعب بالمسيح، والتفوا حوله، وانتفعوا من تعليمه، أما قادة اليهود فعلي العكس تضايقوا من شهرته وشعبيته وقاوموه. لم ينتفعوا من تعليمه ولا من معجزاته. كانوا يمشون وراءه ويدعونه إلي بيوتهم، لا ليستفيدوا وإنما ليراقبوه ويصطادوه بكلمة... في حادثة المفلوج فكر الكتبة في قلوبهم "لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟!" ورد الرب علي ما في قلوبهم فسكتوا (2: 6، 7). ثم تدرجوا من التفكير القلبي إلي مخاطبة تلاميذه عنه: ما باله يأكل ويشرب مع العشارين والخطاة؟! فأفحمهم بقوله "لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضى" (2: 16، 17) ثم تدرج اليهود فتجرأوا أن يكلموه هو، فاشتكوا له تلاميذه: لماذا لا يصومون؟ لماذا يقطفون السنابل في السبت؟ فرد عليهم من الكتاب، وبالمنطق، فسكتوا.. ثم راقبوه هل يشفي صاحب اليد اليابسة في السبت، فناقشهم وأفحمهم فسكتوا. "فنظر حوله إليهم بغضب حزينًا علي غلاظة قلوبهم" وشفي الرجل "فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاورا عليه لكي يهلكوه" (3: 1-6). وهكذا من أول الأصحاح الثالث شرح مار مرقس بنفس وضوحه وبنفس سرعته، تطور العلاقة بين المسيح ورؤساء اليهود: من كلام الشك داخل القلب إلي التشاور علي اهلاكه، وتطور موقف السيد المسيح من مجرد الاقناع إلي نظرة الغضب والاصطدام. ما كان ممكنًا أن يسالم امثال هؤلاء الذين يريدون تعطيل عمل الرب. ثم تطور الأمر بهم إلي التشهير به: قال الكتبة عنه " إن معه بعلزبول، وإنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين" (3: 22)، فرد عليهم في قوة بأن الشيطان إذا انقسم علي ذاته لا يقدر أن يثبت. ثم ظهر لهم أنهم امسكوا غلطة: إن تلاميذ المسيح يأكلون بأيد دنسة أي غير مغسولة. فبدأ المسيح يوبخهم قائلًا "حسنًا تنبأ إشعياء عليكم أنتم المرائين.. لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس" شرح لهم كيف أنهم كسروا الوصية الخامسة من أجل تقاليدهم (7: 6-23) فمنعوا الناس من إكرام والديهم، لكي يأخذوا هم هذا المال في الهيكل.. هنا نري أن المسيح قد بدأ يهاجم. ثم حذر التلاميذ منهم قائلًا: "تحرزوا من خمير الفريسيين وخمير هيردوس" (8: 15). ودخل الهيكل وحده غير مبال بسلطانهم " فطالبوا كيف يهلكونه لأنهم خافوه" (11: 18). ثم قال لهم مثل الكرامين الأردياء، وعرفوا أن المثل عليهم، وصفهم فيه بأنهم قتلة الأنبياء ورسل الرب وأنهم يريدون قتل الابن أيضًا. وهددهم بأن صاحب الكرم سوف يأتي ويهلك الكرامين.. " فطلبوا أن يمسكوه، ولكنهم خافوا من الجميع" (12: 1-12). ثم دخل الصراع في مرحلة الأسئلة: أرادوا أن يحرجوه بأسئلتهم، فأحرجهم بإجاباته: جاءه الفريسيون بأسلوب تملق لشجاعته سائلين هل تعطي جزية لقيصر. فأجاب بقوله المشهور "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" (12: 13-17)، ثم جاءه الصدوقيون يسألونه عن القيامة والزواج، فأفهمهم بقوله إنه في السماء يكونون كالملائكة لا يتزوجون. وختم كلامه بقوله:" فأنتم أذن تضلون كثيرًا" (12: 18-27)، ثم جاءه كاتب يسأله عن الوصية الأولي، فأجابه واقتنع الكاتب (12: 28-33). ثم يقول الكتاب: "ولم يجسر أحد بعد أن يسأله" (مت 12: 34). وإذ لم يستطيعوا أن يحرجوه في الكلام، لجئوا إلي التآمر، ونفذوا مؤامرتهم وقتلوه، لاعن ضعف منه وإنما لأنه جاء "ليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (10: 45). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحق والباطل |
حوار بين الحق والباطل |
الحق والباطل |
الحق والباطل |
الحق والباطل 21-6-2009 |