أسد مارمرقس
أخذ أسد مارمرقس شهرة كبيرة، وأصبح عنصرًا ظاهرًا في جميع صوره. وهو إما يرجع إلى أولى معجزاته حيث قتل أسدًا ولبؤة باسم الرب. وإما أنه يرجع إلى إنجيله الذي يبدأ بصراخ الأسد: (صوت صارخ في البرية)؛
أو لأن إنجيله يمثل السيد المسيح في جلاله وملكه؛ على اعتبار أنه:
(الأسد الخارج من سبط يهوذا) (رؤ 5: 5). وهكذا عندما يرمز إلى الإنجيليين الأربعة بالحيوانات الأربعة الواردة في سفر الرؤيا (4: 7)، يرمز إلى القديس مرقس بالأسد هذه الحيوانات.
وهكذا فإن أهل البندقية عندما اتخذوا القديس شفيعًا لهم، اتخذوا أسده رمزًا لهم، وأقاموا تمثالًا كبيرًا لهذا الأسد المجنح في ساحة مارمرقس بمدينتهم.. وأصبح أسد مارمرقس مجالًا لإبداع الفنانين. وهم يصورونه على الدوام أسدًا هادئًا أليفًا، انتزع منه القديس مرقس ما فيه من وحشية واستبقى ما فيه من شجاعة.