رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللعنة * اللعنة لم تصب آدم وحواء لسببين: أولا: لأن الله كان قد باركهما قبلًا (تك 1: 8) وهبات الله بلا ندامة (رو 11: 9)، ولا يرجع فيها مهما حدث. إنها لا تتوقف على أمانتنا، بقدر ما تتوقف على جوده هو وكرمه.. ثانيا: أنه لو لعن آدم وحواء، لكانت اللعنة قد أصابت الجنس البشرى كله، الموجود في صلبهما، كما لعن فيما بعد كنعان فلعن كل نسله ولا يمكن أن يلعن الجنس البشرى كله، ومنه سيأتي أنبياء وأبرار يباركهم الرب ويكونون بركة.. بل من نسل آدم سيأتي السيد المسيح -حسب الجسد- الذي سيسحق رأس الحية، وبه " تتبارك فيه جميع قبائل الأرض" (تك 22: 18). * ولكن اللعنة أصابت الحية التي أغرت حواء بأكل الثمرة. كذلك أصابت اللعنة الأرض التي تخرج ثمرًا للأكل : 1-فقال الله للحية " ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية. على بطنك تسعين، وترابًا تأكلين كل أيام حياتك. وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. وهو يسحق رأسك، ونلاحظ أن لعنة الحية، كانت تحمل عقوبة ضمنية للإنسان. أصبحت هناك عداوة بينه وبين الحية، ولم توجد من قبل أية عداوة بينه وبين أحد من خليقة كلها. كما أن سلطانه على الحيوان قد اهتز، فصارت الحية تستطيع أن تسحق عقبه، وتؤذيه! وهو الذي كان ملكًا مسلطًا على كل أنواع الخليقة. وهكذا ضاع جزء من هيبته ومن سلطته.. على أن سلطان الحية قد اهتز عندما أعطانا السيد المسيح سلطانًا أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو. وانتهى حينما سحق المسيح رأس الحية.. وعبارة "وترابًا تأكلين كل أيام حياتك " فيها تعريض بالإنسان الذي قال له الرب في نفس المناسبة " أنت تراب وإلى التراب تعود" (تك 4: 19) الإنسان البار، هو صورة الله ومثاله، أما الإنسان الخاطئ فهو تراب. وكتراب يصير طعامًا للحية، أنها تأكل ترابًا كل أيام حياتها.. هذا هو المعنى الرمزي كما تأمله القديس أوغسطينوس.. وفى داخل هذه العقوبة التي أوقعها الله على الحية، وضمنًا على الإنسان، كان يوجد الوعد بالخلاص. وعد بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحية. وهذه كانت أول نبوءة عن مجيء السيد المسيح لخلاصنا ويظهر لنا هذا الوعد حنو الله على الخطاة، ويزيده عمقًا أنه وعد بالخلاص، وعد به الله فيما هو يعاقب ويقتص من الخطية. حقًا إن عدله مملوء رحمة، وأنه رحيم في عدله، وصفاته لا تنفصل عن بعضها البعض.. إن الله لم يلعن الإنسان، ولكنه لعن الحية التي أغوت الإنسان، كانت في لعنتها، عقوبة ضمنية للإنسان. كذلك لعن الله الأرض التي يعيش عليها الإنسان. * وفي اللعنة التي أصابت الأرض، كانت توجد أيضًا عقوبة ضمنية موقعة على الإنسان نفسه: كانت لعنة الأرض ضمن العقوبة التي أوقعها الله على الإنسان، إذ قال له "ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وشوكًا وحسكًا تنبت لك، حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها.." (تك 3: 17-19). بهذه اللعنة بدأت الأرض تتمرد على الإنسان، كما أصبحت الحيوانات تتمرد عليه، ممثله في الحية، هكذا فقد الإنسان هيبته، فيما كانت تعده الحية بالإلوهية!! أول تمرد للأرض، يكمن في عبارة "بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك". الأرض المباركة، لا يتعب فيها الإنسان. أما الأرض الملعونة فتتعبه. كان آدم قبل الخطية يعمل في الجنة، ولكنه كان عملًا مريحًا، ولم يذكر الكتاب مطلقًا إنه كان يتعب في عمله، أو أنه كان يتعب ليحصل من الأرض على أكله هذه اللعنة نجدها واضحة في قول الرب لقايين، أول إنسان لعنة الله " متى عملت الأرض، لا تعود تعطيك قوتها " (تك 4: 12). وتمرد الأرض يظهر أيضًا في عبارة "شوكًا وحسكًا تنبت لك".. لأول مرة نسمع عن الشوك والحسك، إذ لم يرد لهما ذكر من قبل في نباتات الأرض وحينما نظر الله إلى كل ما عمله فإذا هو حسن جدًا: إن الأرض العطشانة، والمحرومة من بركة الله وخيره، يمكن أن تنتج شوكًا وحسكًا وهى تحرم من بركة الله وخيره، بسبب خطية الإنسان. لذلك قال له الله " ملعونة الأرض بسببك " إن الإنسان البار، به تتبارك الأرض، والإنسان الخاطئ بسببه تُلْعَن الأرض، كما ورد في سفر التثنية (تث 28). يقول الرب لمن يحفظ وصاياه "مباركًا تكون في المدينة ومباركًا تكون في الحقل. ومباركة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك.." (تث 28: 3، 4). وبعكس ذلك يقول الرب لمن لا يحفظ وصاياه " ملعونًا تكون في المدينة، وملعونًا تكون في الحقل.. ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك" (تث 28: 16، 18). لما لعنت الأرض، قل خيرها، وأصبحت تنتج شوكًا وحسكًا. وجاء المسيح الذي حمل خطايانا على الصليب، فحمل أيضًا على جبينه الشوك والحسك اللذين أنتجتهما خطية الإنسان . قلنا إنه كانت من نتائج الخطية اللعنة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|