04 - 06 - 2012, 10:01 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الاستـنارة في حياة آباء البـرية--1 " لا أزال شاكرًا لاجلكم ذاكرًا إياكم في صلواتي كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح أبوالمجد روح الحكمة والإعلان في معرفته.مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هورجاء دعوته وما هوغنى مجد ميراثه في القديسين ". (افسس 1 : 16 – 18). حقا إن كل الفضائل نافعة ويحتاج إليها كل الذين يطلبون الله ويريدون التقرب إليه ، إلا أننا رأينا كثيرين يهلكون أجسادهم بكثرة الصوم والسهر والانفراد في البراري والزهد .. ومع ذلك رأيناهم حادوا عن الطريق المستقيم وسقطوا وعدموا جميع تلك الفضائل ، وسبب ذلك أنهم لم يستعملوا الإفراز . فالإفراز هوالذى يعلم الإنسان كيف يسير في الطريق المستقيم ويحيد عن الطرق الوعرة . والإفراز يحذر الإنسان من أن يسرق من اليمين بالإمساك الجائر المقدار ومن الشمال بالتهاون والاسترخاء . " القديس أنطونيوس. بستان الرهبان" نسمع كثيراً عن الاستنارة، وعن شخص مستنير، ونتساءل في كل مرة عن ماهية الاستنارة .. وكيف يستنير الانسان.. وما هي علامات الاستنارة في انسان ونتائجها. وقد اتفق معي الأخوة الأحباء في مركز الدراسات الآبائية "فيلوباترون" أن أتحدث في موضوع: الاستـنارة في حياة آباء البـريةوذلك من خلال سيرة القديس أنطونيوس، وذلك في اطار المؤتمر الذي ُاقيم في ايبارشية المنيا وأبو قرقاص. الاسـتنارة Enlightmentاصطلاح يعبر عن العين الداخلية القادرة على استقبال حقائق الله التى يكشفها الروح القدس للإنسان.كما تعنىالكلمةأيضا الفرح والمجد وتحول الشخص وتغيره بالكامل. وعندما يقول القديس بولس:" مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هورجاء دعوته وما هوغنى مجد ميراثه في القديسين " (أف1 : 18) فإن الذهن المقصود هنا هوقدرة الوعي الداخلي على النظر الى الأمور التى يستعلنها الروح فيفرزها ويكشف مقدار الحكمة فيها ويستوعبها ويفهمها ويستذكرها. وفي حديثه يطلب القديس بولس من الله أن يهبنا روح الحكمة والإفراز ثم يعطينا قدرة داخليه لاستيعاب وفهم ما يعمله الروح داخلنا. عندما ُسئل القديس انطونيوس عن روح الحكمة الذى يطلبه القديس بولس قال : "روح الحكمة الذى يطلبه القديس بولس الرسول هوالذى سيضطلع بتعريفنا وتسليمنا، كل ما يخصنا من جميع أعمال الله العظيمة ،التى بطبيعتها تفوق ادراكاتنا والتى عملها في المسيح يسوع من أجلنا). ولكن ما هي عيون الذهن ؟ بالعين العادية يرى الإنسان الأمور العادية ،ولكنه يستحيل على هذه العين أن ترى ما هوفائق عن الطبيعة.. العين الخارجية = ترى صـورة الأشياء العين الداخلـية = ترى حقيقة جوهر الأشياء لذلك يقول السيد المسيح لتلاميذه " طوبى لعيونكم لأنها تبصر" (متى 13 : 16) وعندما كان سائرًا مع تلميذي عمواس،احتاج الأمر أن يفتح ذهنهم ليفهموا الكتب " فانفتحت أعينهم وعرفاه ثم اختفى عنهما " (لو 24 : 31). كتب القديس أنطونيوس إلى القديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الاسكندرية اللاهوتية، ُيعزيه عن فقد بصره قائلاً: "لا تحزن إن كنت قد ُحرمت من حاسة البصر تلك التي يشترك فيها الحيوان والحشرات مع الانسان، فقد وهبك الله البصيرة الروحية تلك النعمة التي يفتقر إليها الكثير من الناس". ومن هنا يجب أن نفرق بين "البصر والبصيرة". سر استنارة الكنيسة : لا شك أن هبة المعمودية هي سر استنارة الكنيسة،أوبمعنى آخر أن الاستنارة هي هبةإلهيه ُتمنح لنا خلال هذا السر، والمرتبط بعطية الروح القدس في سر التثبيت. وهكذا فإن الإنسان الروحي الذي استنار بالروح القدس ثيصبح قادرا على التمييز بين ما هو جيّد وما هو رديء "الإنسان الروحي يحكم في كل شيء ولا ُيحكم فيه". ويقول القديس باسيليوس الكبير، عن الروح القدس أنه مصدر القداسة والنور العقلي والذي يهب كل الخليقة الاستنارة لفهم كل شيء). انها إشراقة القلب والدخول بالإنسان إلى النور بعد ظلام طويل مع الخطية والموت (الشعب الجالس في ظلمة أبصر نورًا عظيما والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور (مت 4 :16). |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فيلم فخر الرهبنه |
درجات الرهبنه |
تاريخ الرهبنه فى مصر |
الروتين فى الرهبنه |
هذا الأب حرم بناته من الدراسة لمدة سنة كاملة - فقط لأجل أن يأخذهم جولة كاملة ويلف العالم |