رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الضعفاء و صغار النفوس صغار النفوس هم الذين أنهارت معنوياتهم من الداخل، وصغرت نفوسهم في أعينهم، فاحسوا بالعجز. وقاربوا اليأس. هؤلاء يحتاجون إلى تشجيع. يحتاجون إلى من يمسك بأيديهم ويقيمهم، لئلا يفشلوا ويضيعوا.. كذلك الضعيف يحتاج إلى من يسنده. ويقويه. لأن الذي يحتقر ضعيفًا ويتجنبه، أو يزدري به ويتهكم عليه، كإنسان فاشل أو ضائع. إنما يفقده، ويتركه إلى ضعفه بلا معين، فينتهي، ويستمر في سقوطه أو خطاياه.. بينما الكتاب يقول: "من رد خاطئًا عن طريق ضلاله، يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا" (يع20:5). أخوك الضعيف الذي يسقط كل يوم، حاول أن تنقذه من ضعفه وتقيمه.. حتى إن جاهدت معه، ورأيت جهادك بلا نتيجة، ولا يزال هو مستمرًا في ضعفه وسقوطه، فلا تمل من العمل لأجله، ولا تطرحه من قدام وجهك، بل شجعه ليقوم.. ضع في ذهنك أن قيامة قد يحتاج منه إلى وقت، ويحتاج منك إلى طول أناة.. إن الخطايا التي رسبت في النفس مدة طويلة، حتى تحولت إلى عادة أو إلى طبع، لا تنتظر أن هذا الضعيف سيتخلص منها بسرعة، مهما كان كلامك له مقنعًا!! لذلك فإن الرسول لا يقول فقط "إسندوا الضعفاء"، إنما أيضًا "تأنوا على الجميع". الذي خضع مثلًا لعادة التدخين. ربما يقتنع تمامًا بضررها، ولكنه مع ذلك قد يعجز عن التخلص منها!! إنه يحتاج أن تسنده بصلوات، وبنصائحك وتشجيعك، وأن تصير عليه، ولا تيأس من خلاصه وتهمله!! الخطية التي مدت جذورها في أعماق النفس، وسيطرت على الشعور والإرادة، قد يضعف الإنسان في مقاومتها، وبخاصة لو أشتدت عليه حروب الشياطين من الخارج، مع ميل للخطيئة في الداخل، فتضعف المقاومة.. هذا يحتاج منك إلى تشجيع.. إن كثرة التوبيخ الذي تلقيه على إنسان ضعيف قد يحطمه.. مثل هذا يحتاج إلى نعمة، لا إلى لوم، ربما ينطبق عليه قول الكتاب "الشر الذي لست أريده إياه أفعل.. فلست بعد أفعله أنا، بل الخطية الساكنة فيّ" (رو19:7، 20).هذا الإنسان مقيد بأغلال من العادة والطبع والرغبة والرسول يقول: "أذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم. والمذلين كأنكم أيضًا في الجسد" (عب3:13). حاول أن تشجع هذا المقيد، وساعده على التخلص من قيوده، موقنًا أننا كلنا تحت الضعف.. وإن ساعدته، ووجدته متراخيًا في خلاص نفسه، أو ذا إرادة ضعيفة يقوم ثم يسقط، ثم يعاود القيام والسقوط، فلا تحتقر ضعفه، بل تذكر قول الكتاب: "قوموا الأيادي المسترخية، والركب المخلعة" (عب12:12) الأيادي المسترخية هي العاجزة عن العمل، والركب المخلعة العاجزة عن القيام وعن الحركة، وكلاهما يعبران بصورة متكاملة عن عجز الإنسان كله، وعدم قدرته على عمل أي شيء.. ولعل بولس الرسول قد إقتبس هذه العبارة من قول الوحي الإلهي على فم أشعياء النبي "شددوا الأيادي المرتخية، والركب المرتعشة ثبتوها" (أش3:35). وقد اختبر أيوب الصديق هذا العمل الصالح. فقال له أليفاز التيماني "ها أنت قد أرشدت كثيرين، وشددت أيادي مرتخية. بل إن أعظم مثال هو ما قيل عن ربنا يسوع المسيح: "قصبة مرضوضة لا يقصف. وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت20:12). لاقت هذه الصفة سرورًا لدى الله الآب. فقال فيها عنه "مختاري الذي سرت به نفسي.. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (أش1:42، 3). أي أنه لا يقطع رجاء أحد. حتى لو كان قصبة مرضوضة. يربطها ربما تستقيم. حتى لو كان فتيلة مدخنة. ربما تهب عليها ريح فتشتعل.. إذن شجع الكل. ولا تثبط همة أحد، فالكتاب يقول: "لا تشمتي بي يا عدوتي، فإني إن سقطت أقوم" (مي8:7). فما أسهل أن يقوم الإنسان من سقطته. بالإرشاد والتشجيع والصبر. وعمل النعمة فيه، ويتابع ميخا النبي كلامه فيقول "إذا جلست في الظلمة. فالرب نور لي" حقًا إن الكلام الذي يفيض أملًا ورجاءً، يقوي القلب، ويشجعه على القيام مهما سقط، ومهما أستمر سقوطه، فقال الحكيم في سفر الأمثال: "الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم16:24).. فإن وقع الساقط في اليأس، ذكره بهذه الآية. واحذر من أن تدينه في سقوطه. "هو لمولاه يثبت أو يسقط. ولكنه سيثبت، لأن الله قادر أن يثبته" (رو4:14). قُل له: حتى إن كنت لا تريد خلاصك، فالله يريد لك الخلاص. وهو قادر أن يخلصك.. الله الذي "يعطي المعيي قدرة. ولعديم القوة يكثر شدة" (أش29:40). الذي "جاء يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو10:19).. معزية جدًا هذه العبارة الأخيرة.. إنه لم يقل يخلص من قد ضعف، أو من قد سقط، بل يخلص ما قد هلك! إنه لأمثال هؤلاء الناس قد جاء. ويقول عن رسالته في سفر أشعياء: ".. مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق" (اش1:61). نعم لقد جاء المسيح من أجل المساكين، المنكسري القلوب، المسبيين والمأسورين، جاء يحمل إليهم بشرى طيبة، كلمة تشجيع.. جاء ينادي لهم بالعتق والإطلاق، بفك أسرهم وسبيهم. بل يقول أيضًا "لأعزي كل النائحين" لأعطيهم جمالًا عوضًا عن الرماد، ودهن فرح عوضًا عن النوح، ورداء تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة" (أش3:61). نعم، هذا هو عمله كراع حنون شفوق على رعيته. مهما ضلت وجرحت وكسرت. إنه يقول: "أنا أرعى غنمي وأربضها- يقول السيد الرب- واطلب الضال، واستر المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح" (حز15:34، 16). احفظ هذه الآية، وشجع بها الضالين والمطرودين. والمنكسري القلوب الذين جرحهم العدو، إنه يجول يبحث عن كل هؤلاء، ليردهم إليه ويريحهم. لذلك إن قابلت أحدًا منهم، قل له: لا تخف. أنت لست وحدك. إن الله لن يتركك، سيرسل لك نعمة خاصة. ويفتقدك. إن الله يهتم بالضعفاء، ويبحث عن الساقطين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اسند الضعفاء وعز صغيرى النفوس |
أسند الضعفاء وعزي صغيري النفوس |
أنذروا الذين بلا ترتيب.شجعوا صغار النفوس.أسندوا الضعفاء.تأنوا على الجميع |
الضعفاء و صغار النفوس |
الضعفاء و صغار النفوس |