الصلح مع الله
وماذا أيضًا؟
الله مستعد أن يرسل الضيقات أيضًا لأجل مصالحتنا..
سواء أكانت هذه الضيقات لنا، أو لبعض أحبائنا..
ربما إنسان لا يأتي بالحب، ولكن يأتي بالضرب، مثل أخوة يوسف الذين قادتهم الضيقة إلي الصلح (تك 44).
والرب يقول "ادعني وقت الضيق، أنقذك فتمجدني" (مز 50: 15). تضغط عليك الضيقات، فلا تجد سوي الله، القلب الحنون الذي يشفق عليك، فتصطلح معه، ذاكرًا حبه.
إن كل ضيقة تهمس في إذنك: إصطلح مع الله.
اذكر أيضًا أن الله يصالحك، من أجل صالحك..
وهو أيضًا يصالحك ليصلحك، لينقيك ويطهرك ويقدسك. لأنه من فرط محبته لك، لا يتركك لكي تضيع ويفترسك عدو الخير. يخشي عليك أن تهلك لما تبعد عنه، وتتغير مبادئك ومثالياتك، وتصبح كأهل العالم ماديًا وجسدانيًا. لذلك هو يصالح ليخلص نفسك. وخسارة كبيرة لك، أن تفقد هذه الفرصة ولا تصطلح مع الله..
عظيمة هي الفوائد التي تحصل عليها من هذا الصلح..
في الصلح تجد المغفرة وتجد الخلاص، ويغسلك الرب فتبيض أكثر من الثلج (مز 50). يمحو إثمك، ولا يذكر لك خطاياك القديمة (أر 31: 34). وفي الصلح تحصل علي سلام داخلي، فتصطلح معك نفسك أيضًا، ولا يعود يوجد صراع في داخلك.
وبالصلح تعود إلي رعوية الله، ولا تصبح غريبًا علي بيته ولا علي ملكوته، بل تصبح من أهل بيت الله (أف 2: 19).وبالصلح تكسب أبديتك لأنه كما يقول الرب (مز 8: 36):
"ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه..
فإن كنت أحيانًا تبذل جهدًا لتصطلح مع أشخاص لك بهم علاقة مؤقتة علي الأرض، فكم بالأولي يكون اهتمامك بصلحك مع الله الذي لك به علاقة أبدية لا تنتهي؟!.. أعرف إذن أهمية الله بالنسبة إليك، وأهمية الصلح معه..
حقًا، كم بذل الرب في مصالحة هذا التراب والرماد، ولكن:
هل يوافق هذا التراب والرماد علي مصالحة خالقه؟
أخشي أن ينطبق علينا قول الرب لأورشليم وأهلها "كم مرة أردت.. ولم تريدوا" (مت 23: 37). إن الرب واقف علي الباب، ولكننا لا نفتح له..