رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشهيد بونتيوس
وُلد بروما من أسرة عريقة، وكان والده مرقس سيناتور، ووالدته تدعى جوليا. ذهبت جوليا إلى معبد الإله جوبتر تسأل الكاهن أن يتنبأ لها عن نسلها، فإذا به يأخذ عصابة مقدسة يضعها حول رأسها، ويخفي وجهه ليظهر كمن هو ممتلئ بروح النبوة، ويقول لها أن خرابًا سيحل بالهيكل بسبب ابنها الذي لم يُولد بعد. ارتبكت السيدة جدًا، وهربت في ذعر شديد، وصارت تخبط بالحجارة بطنها لكي تجهض نفسها ولا تلد عدو الآلهة. لكن بعد فترة قصيرة أنجبت الطفل بونتيوس، وإذ أرادت الخلاص منه تدخل الكاهن ليخبرها بأن جوبتر يهمه حياة الطفل، فإن كان الطفل ينشأ مقاومًا له يقتله جوبتر نفسه. إذ كبر الطفل سُلم في يدي مربي يثقفه، وفي صباح يومٍ قام الصبي الصغير من فراشه مبكرًا ليذهب إلى معلمه، وإذ ترك بيته سمع صوت تسبيح جميل يصدر عن جماعة تمجد الله بهدوء، قائلة: "لماذا يقول الأمم: أين هو إلههم؟ إن إلهنا في السماء، كلما شاء صنع! أصنامهم فضة وذهب، عمل أيدي الناس. لها أفواه ولا تتكلم، لها أعين ولا تبصر، لها آذان ولا تسمع، لها مناخر ولا تشم، لها أيٍد ولا تلمس، لها أرجل ولا تمشى، ولا تنطق بحناجرها، مثلها يكون صانعوها، بل كل من يتكل عليها... (مز115: 2 - 8). وقف الصبي عند الباب ينصت مع بدء النهار فاستنارت بصيرته الداخلية، وشعر بالفارق بين هذا التسبيح وما يمارسه من عبادة وثنية. أخذ يقرع الباب بيده، وإذ كان عاجزًا عن ممارسة ذلك بسبب صغر سنه صار يخبط الباب بقدميه. تطلع البواب من النافذة ليقول للأسقف بونتينوس بأن صبيًا صغيرًا يضرب الباب بقدميه. أجاب الأسقف أن يفتح له الباب لأن لمثل هذا الصبي ملكوت السماوات. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). دخل الصبي إلى الصالة ليرى جموع المؤمنين تسبح، عندئذ انطلق ببساطة نحو الأسقف ليقول له: "علمني هذه الأغنية العجيبة عن إلهنا الذي في السماء، الذي يفعل ما يسرّه". سأله الأسقف عن والديه إن كانا عائشين، فأجاب بأن والدته قد ماتت منذ عامين، وأن والده وجده عائشان. سأله إن كان والده وجده مسيحيين، فأجاب الصبي بالنفي. بقى الصبي مع الأسقف قرابة ثلاثة ساعات يسمع له، وكان يسأل لينصت إلى إجابته بشوق حقيقي حتى التهب قلبه بالإيمان. إيمان والده: انطلق الصبي إلى والده بفرح يخبره بكل ما حدث له، وإذ كان الأب متعقلًا صار ينصت إليه حتى النهاية ربما لكي لا يخسر ابنه، ولكي يكسبه بالتعقل، لكن سرعان ما انجذب الأب نفسه إلى حديث الصبي، وانطلق معه إلى الأسقف يطلب مشورته. انضم الأب إلى صفوف الموعوظين مع ابنه لينال الاثنان سرّ العماد. تنيح الوالد بينما كان ابنه بونتيوس في حوالي العشرين من عمره، فقام الشاب بتوزيع ميراثه على الفقراء والمحتاجين. أحبه الإمبراطور فيلبس وابنه الذي قبلا المسيحية على يديه. في عهد فاليريان وغالينيوس هرب بونتيوس إلى Cimella بجوار المدينة الحالية Nice بجنوب فرنسا، حيث قبض عليه الوالي كلوديوس الذي قدمه طعامًا للوحوش (الدببة)، فقامت بأكل الجلادَين اللذين كانا يثيرانها بينما لم تؤذِ القديس. اغتاظ الوالي وأمر بقطع رأسه، وقد حفظت رفاته في دير القديس بونتى Ponte بالقرب من Nice بينما كانت رأسه محفوظة في مارسيليا. استشهد في 14 مايو حوالي سنة 257 أو 258 م. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|