منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 01 - 2014, 05:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,126

دوافع أخرى للتوبة | زيارات النعمة

هناك دوافع للتوبة، تصدر من داخل الإنسان، من مشاعر قلبه، ذكرنا الكثير منها. وهناك دوافع أخري للتوبة تكون من الخارج، تأتي إلي الإنسان حتى دون ان يطلب. ونذكر من بين هذه الدوافع:
زيارات النعمة:
إن الله "يريد أن الجميع يخلصون، وإلي معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4). ولذلك فهو يسعي إلي الخلاص الكل. ونعمته تعمل في الخطاة لكي يتوبوا، لكي يريدوا ولكي يعملوا (في 2: 13). كل إنسان لابد أن تأتيه زيارات النعمة..
شاول الطرسوسي كمثال:
لقد شهد عن نفسه أنه كان من قبل مجدفًا ومفتريًا ومضطهدًا للكنيسة (1تي 1: 13). وكانت مناخس تنجس ضميره لكي يترك هذه القسوة وهذا العنف ولكنه كان يرفس هذه المناخس ولا يستجيب.. وأخيرًا ظهر له الرب في طريق دمشق وعاتبه بقوله "شاول شاول، لماذا تضطهدني؟ صعب عليك أن ترفس مناخس" (أع 26: 4، 9:5).وواضح أن قيادة شاول إلي التوبة وإلي ترك اضطهاده للكنيسة، لم تبدأ من داخل نفسه، إنما أتاه الدافع من الخارج من زيارة النعمة بلقاء الرب له، الذي صالحه وأصلحه ودعاه لخدمته..
نفس الوضع حدث مع يونان النبي.. كان هاربًا من الرب، وكان غير موافق علي المناداة لنينوى، لئلا تدركها رحمة الله فتسقط كلمته.. وفعلًا لما قبل الرب توبة نينوى وخلص هذه المدينة جلس يونان شرق المدينة مغتاظًا..! بل أنه أغتاظ حتى الموت وقال "موتي من حياتي" (يون 4: 1-3). وفيما هو هكذا، زارته نعمة الرب لتخلصه من غمه الخاطئ.. كلمه الرب بنفسه لكي يصالحه، لكي يشرح له، ويغير قلبه، ويقوده إلي التوبة.. وهكذا كانت النعمة بصوت الله وصلت إلي النبي، كما حدث مع شاول.. ولكني لا يشترط في النعمة أن يكلم الله الإنسان..

زيارات النعمة
إنما قد يرسل الله شخصًا، يبكت هذا الخاطئ لكي يتوب..
كما حدث حينما أرسل الرب ناثان لكي يبكت داود ليتوب.. لم يكن داود يحس ما هو فيه، بل كان يتدرج من خطية إلي أخري من الشهوة إلي الزنى إلي القتل.. إلي أن زارته النعمة بمجيء ناثان إليه، وتعريفه بخطورة ما حدث منه..حينئذ فقط بدأت تستيقظ نفسه الغافلة، وقال "أخطأت إلي الرب" (2 صم 12: 13). ثم بدأ قصة توبة عميقة، بلل فيها فراشة بدموعه (مز 6). وهكذا لم تبدأ توبة داود من دوافعه الداخلية، إذ كانت نفسه في غفوة مستمرة في الخطية، إنما بدأت التوبة بدافع خارجي، بتبكيت من الخارج. وهنا دخلت مشاعر التوبة إليه، وبدأ العمل الداخلي فيه.. وأنت أيها القارئ العزيز، هل تدري.. ربما الإنسان الذي يبكتك علي خطية، هو مرسل من نعمة الله إليك، ليقودك إلي التوبة..
فإن رفضته ورفضت توبيخه -حتى لو كان قاسيًا- تكون رافضًا لنعمة الله العاملة فيك. وتكون زيارة النعمة قد افتقدتك ولم تستفيد منها.
لا تظن أن زيارة النعمة، لا تأتي إلا عن طريق صوت الله أو صوت نبي، أو عن طريق حلم أ رؤيا، أو أمثال هذه الأمور الفائقة، إنما قد يكون الأمر أبسط من هذا بكثير..
فقد تفتقدك النعمة بمرض مثلًا، يكون هو صوت الله إليك..
كالمرض الذي افتقد به الرب مار أوغريس، وقاده ليس فقط إلي التوبة، وإنما إلي الرهبنة أيضًا. وكالمرض الذي افتقد به الرب الأنبا تيموثاوس السائح وكقصص أمراض عديدة وردت في الكتاب وفي التاريخ.. وقد يكون المرض الذي يفتقدك الرب به، مرضًا لا يصيبك أنت، إنما يصيب أحد أحبائك المقربين إليك جدًا. ويستطيع هذا المرض أن يشد ركبتيك إلي أسفل، ويرفع يديك إلي فوق، فتصرخ من أعماقك إلي الرب. وقد استطاع المرض أن يعصر قلبك عصرًا، فيتجه إلي الله ويصطلح معه من اجل هذا الذي تحبه.. وقد تكون زيارة النعمة علي شكل ضيقة أو مشكلة.. تكون هي أيضًا صوت الله إليك، يناديك أن تتوب، لكي يتراءف الرب عليك ويخرجك من هذه الضيقة وقد يدفعك الرب إلي أيدي أعدائك، فيقوون عليك، فترجع إلي الرب، لكي ينقذك، وأمثلة هذا الأمر كثيرة في سفر القضاة..المهم أن تكون حواسك الروحية مدربة، تستطيع أن تميز بها صوت الله الذي يناديك لكي ترجع إليه.. لذلك في كل ما يمر بك من أمراض ومن ضيقات ومن مشاكل، لا تفصل شيئًا من هذا عن علاقتك بالله. اجعلها كلها تقوي علاقتك به، وتعمق صلواتك، وتزيد محبتك للرب.. وقد تأتيك زيارة النعمة، أثناء قراءتك لكتاب روحي، أو أثناء سماعك عظة روحية أو لحن مؤثر.. فتجد شعورًا في داخلك، يحثك أن تعمل شيئًا من جهة علاقتك بالله.. تجد قلبك في حالة غير طبيعية، يتحرك داخلك، أو يتحرك عمل الروح داخله. وتجد الروح القدس يبكتك علي خطية، أو يشوقك إلي الحياة مع الله، وإلي التصالح معه.. إنها زيارة من النعمة. احرص ألا تفلت منك.. إن زيارة النعمة افتقدت فيلكس الوالي حينما كان القديس بولس الرسول يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، فاتعب فيلكس (أع 24: 25). ولكنه للأسف لم يستغل زيارة النعمة لمنفعته. بل قال لبولس "اذهب الآن، ومتى حصلت علي وقت استدعيتك".
أما أنت فإن زارتك النعمة، لا تنس قلبك، ولا تؤجل التوبة.. استفد من كل شعور روحي تحدثه النعمة في داخلك، وبخاصة حينما تشعر بثورة في داخلك علي حياة الخطية، وبمحبة طارئة نحو الله، ربما لم تكن موجودة في داخلك من قبل..
لقد زارت النعمة أغريباس الملك فيما كان القديس بولس يتكلم، فقال أغريباس لبولس "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (أع 26: 28). واكتفي أغريباس بمجرد الاقتناع، دون أن يخطو خطوة أخري.. أما أنت فإن زارتك النعمة، لا تكتف بمجرد الإقناع.. لأنه ماذا يفيدك إن اقتنعت أن طريقك خاطئ.. دون أن تقوم عمليًا بتغيير هذا الطريق..
لا تجعل زيارة النعمة في عقلك فقط، أو حتى في قلبك فقط، إنما يجب أن تعمل أيضًا في إرادتك، فتقوم وتعمل عملًا. علي أن زيارات النعمة تقدم لنا حقيقة جميلة ومعزية وهي:
حتى إن كنت أنت لا تسعي إلي خلاص نفسك، فإن الله المحب يسعي بنعمته لكي يخلصك، وهو الذي يبدأ.. كل ما يريده الرب منك هو الاستجابة لصوته في داخلك، يريدك أن تعمل معه، حينما يبدأ هو أن يعمل فيك، يريدك حينما تسمع صوته أن لا تقسي قلبك، وحينئذ تقودك زيارة النعمة إلي التوبة، كما قادت كثيرين.. وحينئذ تقودك زيارة النعمة غلي التوبة، كما قادت كثيرين.. إن زيارات النعمة تعطي لكل خاطئ دفعة من رجاء..
يثق بها أن الله يحبه، وأنه لا ينساه أبدًا في رعايته، ويبحث عنه كما بحث عن خروفه الضال. وان لم تكن في قلب هذا الخاطئ مشاعر تقوده إلي التوبة، فإن الرب يغرس في قلبه هذه المشاعر بعمل نعمته، ويمهد كل الوسائط التي تجعل قلبه يتحرك نحو التوبة..
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
زيارات النعمة للجميع
زيارات من النعمة !
زيارات النعمة
زيارات النعمة..
زيارات النعمة للجميع


الساعة الآن 01:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024