كيف سيمسح الله كل دمعه من عيوننا (رؤيا 17:7)

[sama smsma]

كيف سيمسح الله كل دمعه من عيوننا (رؤيا 17:7)

رغم موت احباء لنا ؟

اولا: المقصود من الاية في سفر الرؤيا ان الله يغمرنا بتعزية تملأ قلوبنا وعندما يمسح الله دموعنا فهذه كناية عن نهاية الحزن والالم والوداع للمعاناة التي كانت في الجسد وعلى الارض. ولا يخفى علينا اننا في المجد نكون جميعنا عائلة واحدة تربطنا علاقة روحية اقوى من العلاقات البشرية في الجسد.
ثانيا: عندما يتوفر مصدر للتعزية فلا يكون هناك اثر للالم. بل يقول الكتاب المقدس لان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا. (رومية 18:8) لذلك فان وجودنا في محضر المسيح سيكون اكبر تعزية ومعها تنتهي الامنا. ولا ننسى ان الاية تؤكد انه يمسح دموعنا. قد تكون تلك الدموع بسبب هذه الحيثية وقد تكون دموع الفرح بعد انتهاء المعاناة والمعركة مع قوى الشر والظلم في العالم والنصرة في الحرب مع ابليس وقواته. يذكر ايضاً الرائي قائلاً: وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت. (رؤيا 4:21). إن هذه الآيات المباركة تدعونا للهتاف والنشيد والتعزية لكي نصرخ باعلى صوتنا مسبحين الهنا "هللويـــــا".
ثالثا: هذا الشعور والاحساس لا يجعلنا نحزن بل نفعل كل ما بوسعنا لتوصيل رسالة المسيح لكل لاحباؤنا الآن . لقد بكى ربنا يسوع على أورشليم وقد ضحي لاجل الجنس البشري بالمجد السماوي واتي الى ارضنا وقبل الموت على الصليب والاهانه من بني جنسه حتى يهب كل الذين قبلوه سلطانا حتى يصيروا أولاد لله. وقد قرر قائلاً ان حبة الحنطة إن عاشت تحيا بمفردها اما عندما تدفن في التربة وتموت فانها تنبت وتثمر وتعطي حصاداً كثيراً مشيراً بذلك الى فدائه! فقد أحبنا وبذل دمه لاجلنا لكي ننال باسمه غفرانا لخطايانا وحياة ابدية. ودورنا ان لا نحيا لانفسنا بل نشهد ونعمل مدام نهار. يقرر بولس الرسول لو أن حرمانه من المسيح على حساب قبوله ذويه للمسيح فهذه كانت رغبه قلبه لسبب محبته الشديدة لبني جنسه أن يعرفوا المخلص وينالوا حياة ابدية!
رابعا: الاجساد النوارنية (السماوية) التي سنلبسها في السماء لا تتعرض لما نحن فيه الآن من الآم واتعاب بل هي مختلفة تماما لذلك لا يمكن الحكم على أمور السماء ونحن الان في الجسد . فنحن ستتغير كليا في السماء. وطبيعتنا الجديدة لن تشتهي الامور الارضية. نحن على الارض الان نقاوم الخطية التي تحاربنا كاولاد لله، وفي ضعفنا البشري نكون معرضين للاخفاق. لكن في السماء (في المجد) نلبس أجساداً سماوية حيث يحيط بنا مجد عظيم في حضرة الله القدوس ولا نظل قيد المشاعر الانسانية الضعيفة التي نختبرها الآن.
خامسا: في السماء سنكون في مجد عظيم يختلف عن الحياة على الارض التي نحياها هنا. الكتاب يخبرنا ان امورالسماء يعجز عن فهمها الفكر البشري كما يعجز اللسان البشري عن التعبير عنها!. المفردات اللغوية مختلفة بل وكل شئ مختلف تماما عن ما نعرفه الآن. السماء عالم اخر مجيد تشتهي ارواحنا الوجود فيه، وهو لا يحتوى على فراق ولا حسد ولا كراهية ولا مرض ولا شهوة رديئة ولا كذب ولا حقد ولا انانية ولا ظلم او قسوة ولابطش ولاخداع ولا غش ولا موت بل محبة وضياء وقداسه وطهارة ونقاء كامل اشياء لا يعرفها عالمنا ولا تحكم السماء قوانين مثل قوانين ارضنا البشرية المتغيرة، العاجزه، الناقصة، والمحدودة بل واحيانا مغرضة! بل في المجد قوة الله المبهرة ومحبته المذهلة وفرحه الغامر وقداسته الكاملة ومجده المبهر.