رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذات تصطدم بالله إذا وثق الإنسان بذاته، يبدأ بعمل خطير وهو: استقلال ذاته عن الله... يثق بتدبيره لنفسه، وتحلو تدابيره في عينيه، فلا يستشير الله في شيء ويقول: ما دمت أعرف، فلماذا اطلب معرفة من الله، ولماذا أطلب معونة؟ لذلك فالواثق بذاته: تصعب علية جدًا حياة التسليم. حياة التسليم تحتاج إلى اتضاع قلب، وعدم التمسك بالرأي الخاص، وبالتالي تقف ضدها تمامًا حرب الذات. هنا ونتذكر الخطأ الذي وقع فيه يونان النبي، الذي هرب من الله، إذ كان له مشيئة خاصة لم تتفق وقتذاك مع مشيئة الله. و لما عفا الله عن نينوى -غَمَّ ذلك يونان غمًا شديدًا فاغتاظ- حتى وبخه الله قائلًا: "هل اغتظت بالصواب؟" (يون1:4،4). حقًا إنها مأساة، أن يغتاظ إنسان من مشيئة الله، اغتياظًا يطلب به الموت ولكنها الذات!! حتى بالنسبة إلى نبي عظيم كيونان، حورب كما حورب غيره. على أن هناك اتجاهًا آخر في مشكلة الذات، وهو رفض الله كلية. وقع في هذا الخطأ المرعب، الوجوديون الذين رأوا بسبب شهواتهم الخاصة أن وجود الله يعطل وجودهم. ورأوا أن محبة الله تقف ضد رغباتهم، وضد تحقيق الذات عندهم بالصورة التي يحبونها في حياة اللذة والمتعة، وفي حياة الحرية المطلقة التي تريد أن تفعل ما تشاء، حتى لو كان ضد القيم و الآداب والمثل، وضد وصايا الله. أن الحرية المطلقة التي تطلبها الذات، هي حرب من حروب الذات، تهدف إلى الإباحية، وتنتهي إلى الإلحاد. وبعض الناس دخلوا في هذا النطاق ولكن بأسلوب مختلف، ولكنه للأسف ينتهي إلى نهايات مشابهة.. هؤلاء هم اللاهوتيون أعطوا أنفسهم حرية في العقيدة بغيرة حدود. وكل ما لم يوافقهم من تعليم الكتاب أنكروه، أو اعتبروه أساطير أو حاولوا ترجمته حسب اتجاه الذات عندهم. قصة فلك نوح لا تعجب عقلهم مثلًا، إذن لا مانع من اعتبارها أسطورة.. على أن هناك نوعًا آخر اتخذت عنده الذات أسلوبًا ضد وصية الله ولكنه أخف من هذا بكثير.. مثال ذلك الذين لا يحفظون وصية يوم الرب بسبب الذات ومشاغلها أو الذين يكسرون وصية العشور، بسبب الذات وإنفاقاتها. هؤلاء اصطدمت عندهم الذات بالله سلوكيًا وليس عقيديًا.. محبة الذات تصطدم أيضًا بأب الاعتراف |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|