القلب مصدر المشاعر
فيه الحنو والطيبة، أوفيه القسوة والشدة.
فيه الإيمان والثقة، أو فيه الشك وفقدان السلام.
فيه التواضع والوداعة، كما قيل عن السيد المسيح إنه وديع ومتواضع القلب (مت29:11).
لا تظن أن الاتضاع هو أن يقول إنسان كلام أتضاع. مثل أن يقول "أنا خاطئ. أنا لا استحق شيئًا". فقد يقول هذا، ولا يحتمل مطلقًا أن يقول له أحد: أنت خاطئ أو أنت مخطئ!!
التواضع الحقيقي هو تواضع القلب. والكبرياء هي ارتفاع القلب.
أول خطية في العالم، كانت خطية قلب، خطية كبرياء.
بها سقط الشيطان، إذ ارتفع قلبه. وعلى ذلك وبخه الرب قائلًا:
"وأنت قلت في قلبك: أصعد إلى السموات، أرفع كرسي فوق كواكب الله.. أصير مثل العلي" (أش13:14، 14).
وعن الكبرياء يقول الكتاب "قبل الكسر والكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم18:16).هي أذن خطية في داخل الإنسان، في قلبه قبل أن تأخذ مظهرًا خارجيًا.
القلب أيضًا فيه الخوف، كما فيه الاطمئنان.
أمر واحد يحدث لاثنين: أحدهما يخاف ويرتعش ويتخيل له نتائج مرعبة. بينما الآخر يقابله بكل سلام واطمئنان.
ويفكر في هدوء كيف يتلافى نتائجه السيئة.. حسب قلب كل واحد، تكون مشاعره،لذلك يقول الكتاب "تقو وليتشدد قلبك" (مز14:27).
إن القلب يشمل كل شيء فيك ومنك.
كل الفضائل مصدرها القلب. وكل الخطايا مصدرها القلب.
كلمات لسانك راجعة إلى قلبك. لأن الكتاب يقول "من فضلة القلب يتكلم الفم" (مت34:12). وكذلك الفكر أيضًا "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح، يخرج الصالحات. والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر" (لو45:6).
إن كان في قلبك حب، يظهر الحب في معاملاتك. وإن كانت في قلبك عداوة أو كراهية، يظهر كل ذلك في تصرفاتك. بل يبدو في لهجة صوتك وفى نظرات عينيك. ومصدر ذلك هو القلب.. إلا لو كان هناك رياء وأظهر الإنسان غير ما يبطن. وذلك أيضًا ينكشف..