09 - 01 - 2014, 03:43 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
حث على الاتضاع * في إحدى المرات سأل أحد الأخوة القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة قائلًا: "قل لنا عن منظر من المناظر التي تراها لنستفيد منه". فأجابه القديس: إن من كان مثلي خاطئًا لا يُعطي مناظر. ولكن إن شئت أن ترى منظرًا بهيًا يفيدك بالحق، فإني أدلك عليه وهو: إذا رأيت إنسانًا متواضعًا بقلبه طاهرًا، فهذا أعظم من سائر المناظر. لأنك بواسطته تشاهد الله الذي لا يُرى. فعن أفضل من هذا المنظر لا تسأل (يقصد أنه يرى في هذا الإنسان صورة الله المتواضع). * قال القديس أوغسطينوس: أنت تريد أن تحصل على كل شيء. اطلب ذلك عن طريق الاتضاع: لما قالت المرأة الكنعانية "نعم يا رب، ولكن الكلاب تأكل من الفتات الساقط من مائدة أسيادها" سمعت قوله "يا امرأة عظيم هو إيمانك" (مت15: 27- 28). وأيضًا لما قال قائد المائة "لست مستحقًا أن تدخل تحت سقف بيتي" قال الرب "الحق لم أجد ولا في إسرائيل إيمانًا عظيمًا مثل هذا" (لو7: 6-9). فلنتمسك بالاتضاع: إن لم يكن لنا حتى الآن، فلنتعلمه. وإن كان لنا فلا نفقده. * قال أنبا ابراكسيوس: إن شجرة الاتضاع التي ترتفع إلى العلاء هي التواضع. وقال أيضًا: تشبه بالعشار، فلا تدان مع الفريسي. * وقال الأنبا أنطونيوس: أحب الاتضاع، فهو يغطي جميع الخطايا. * وقال الأنبا برصنوفيوس: اقتنِ الاتضاع، فإنه يكسر جميع فخاخ العدو. * وقال الأنبا باخوميوس: اسلك طريق الاتضاع، لأن الله لا يرد المتواضع خائبًا. لكنه يُسقط المتكبر، وتكون سقطته شنيعة. احذر من تكبر القلب، لأنه أشنع الرذائل كلها. * وقال أيضًا: كن متواضعًا لتكون فرحًا. لأن الفرح يتمشى مع الاتضاع. كن متضعًا ليحرسك الرب ويقويك. فإنه يقول إنه ينظر إلى المتواضعين. كن وديعًا، لكي يملأك الرب حكمة ومعرفة وفهمًا. لأنه مكتوب أنه يهدي الودعاء بالحكم، ويعلم المتواضعين طرقه. * وقال أنبا يوحنا القصير: يجب قبل كل شيء أن نقوم بالتواضع. لأن هذه هي الوصية الأولى التي قال ربنا عنها "طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السموات" (مت5: 3). * وقال الشيخ الروحاني: تسربل يا أخي بالتواضع في كل وقت، لأنه يُلبس نفسك المسيح معطيه. * وقال مار اسحق: حِب الاتضاع في كل تدابيرك، لتخلص من الفخاخ التي لا تُدرك، الموجودة في كل حين خارج السبل التي يسلك فيها المتضعون. * وقال أيضًا: لا تلتمس أن تُكرم وأنت مملوء من الداخل جراحات. ابغض الكرامة فتكرم. ولا تحبها لئلا تُهان. من عدا وراء الكرامة هربت منه. ومن هرب منها بمعرفة قصدته، وأنذرت كافة الناس باتضاعه. * وقال أيضًا: تواضع في علوك، ولا تتعاظم في حقارتك.. ضع ذاتك، وصغّر قدرك عند جميع الناس. فتعلو على الرؤساء في هذا العالم. كن أميًا في حكمتك. ولا تتظاهر بالحكمة وأنت أمي. * وقال كذلك: أيها الإنسان الشقي: إن أردت أن تجد الحياة، تمسك بالإيمان والتواضع، لكي تجد بهما رحمة ومعونة وصوتًا من الله في قلبك.. وإن أردت أن تقتني هذين.. تمسك من مبدأ أمرك بالبساطة. واسلك قدام الله بسذاجة وليس بمعرفة. * وقال الشيخ الروحاني: يقول النبي: الويل للحكيم في عيني نفسه.. فكن مثل عبد عند مواليه، وليس مثل أخ عند أخوته.. كن الأول في الأعمال التي يترفع عن عملها غيرك. وكن آخر من يرتب الأمور ويدبرها. ألبس التواضع في كل حين، وهو يجعلك مسكنًا لله. * وقال أيضًا: كما ينبغي للشاب الصوم والنسك، هكذا ينبغي للشيوخ الاتضاع والتنازل. لأجل أنه دائمًا يلصق بهم الظن والمجد الباطل. وإلى جهاد النفس يحتاجون، أكثر من جهاد الجسد. * وقال أيضًا: الكنز المخفي في الأرض لا ينقص، ولا يُخاف عليه من السارقين. وكنز المعرفة داخل القلب، ما تسلبه أفكار المجد الباطل. وقال مار إفرآم: كما أن الجسد يحتاج إلى ثوب، سواء كان الجو دافئًا أو باردًا.. كذلك النفس على الدوام تحتاج إلى رداء الاتضاع. قنية نفيسة هي تواضع العقل.. اختر أن تمشي عاريًا حافيًا، من أن تتعرى منه. فإن الذين يحبون التواضع، يسترهم الرب. * وقال أيضًا: إذا شاهدت نفسك مكللًا بالفضائل وعاليًا فيها، فحينئذ تحتاج بالأكثر إلى تواضع العقل، لكي تضع أساسًا سليمًا لعملك، ويثبت البناء مصانًا غير متزعزع. * لا تعظّم شأن نفسك، لأنه ربما توافيك محنة فتوبخ الظانين فيك حسنًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.حب التواضع فإنه سور لا يُنقب قدام العدو، وصخرة صادمة تكسر حيل الشيطان. * قال القديس مقاريوس الكبير: الصوم بدون صلاة واتضاع، يشبه نسرًا مكسور الجناحين. * وقال مار اسحق: إذا سلكت في عمل الفضيلة حسنًا، ولم تحس مذاقة معونتها، فلا تعجب من ذلك. لأنه إن لم يتضع الإنسان، لن يأخذ مكافأة عمله. المكافأة ليست تُعطى للعمل، بل بالاتضاع. والذي فقد الاتضاع، فقد ضيّع تعبه وعمله. وقال أيضًا: إن عبرت على جميع منازل الفضيلة، فإنك لن تصادف راحة من تعبك، ولا انعتاقًا من حيل أعدائك، إلى أن تصل إلى منزل الاتضاع. * قال القديس الأنبا أنطونيوس: "إن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله. وإن ذكرنا خطايانا، لا يذكرها لنا الله". لذلك احذر من أن تنسى خطاياك، لئلا تنتفخ وتظن في نفسك الظنون، أو تصير بارًا في عيني نفسك. وإن حوربت بالبر الذاتي والكرامة، فقل لنفسك: أنا لا استحق شيئًا بسبب خطاياي.. وإن كان الله من فرط محبته ورحمته قد ستر خطاياي على الناس، لكنني أعرفها جيدًا ولا أنساها، لئلا أتكبر باطلًا. * قال القديس أيسوذورس: إن شرف التواضع عظيم، وسقوط المتعاظم فظيع جدًا. وأنا أشير عليكم أن تلزموا التواضع، فلن تسقطوا أبدًا. * وقال القديس أوغسطينوس: اتضع في إلهك المتضع، لكيما ترتفع في إلهك الممجد. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|