منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 01 - 2014, 03:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

ذاتك أمام الله
ومرة أخري يا أخي الحبيب أريد أن أحدثك عن ذاتك، ذاتك التي تحبها وتثق بها أكثر من الله أحيانا. أن لم تنكر هذه الذات فهيهات أن تتمتع بجمال انطلاق الروح.
إن كانت المحبة هي الوصية الأولي في المسيحية، فان إنكار الذات هو الطريق الأول إلي المحبة.
أنك لا تستطيع مطلقًا أن تحب الله والناس، طالما أنت تهتم بذاتك ولذاتك. لذلك عليك أن تنطلق أولًا من هذه الذات، فقد قال السيد له المجد: من أراد أن يتبعني فلينكر ذاته ويحمل صليبه ويتبعني (أم38:8).
وهكذا جعل إنكار الذات أول كل شيء.
ليكن هدفك إذن يا أخي الحبيب هو أخفاء ذاتك في الله بحيث لا يكون لك وجود مستقِل عنه، لتقل كما قال معلمنا بولس الرسول: {لكي أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في} {غل20:2}.

ذاتك أمام الله
أن أردت أن يكون لك مجد، فليكن مجدك من الله، وعند الله كرر هذه الآية دائما: {مجدني أنت أيها الآب عن ذاتك} {يو5:17}. لا تبحث عن مجدك في العالميات {فالعالم يبيد وشهوته معه} أما أنت فأبن الله، وأما أنت {فهيكل الله وروح الله حال فيك}، لست من دم ولا مشيئة جسد ولا مشيئة رجل بل من الله ولدت، وروحك نفخة من الله، نسمة من فيه.. وأنت في كل قداس تتناول جسد الله ودمه، والله يريدك أن تتحد به، تثبت فيه، فلماذا إذن تترك هذا المجد العظيم كله، وتبحث عن مجدك في التراب؟
لماذا يهمك رأي الناس فيك، فتسر بمديحهم. وتدافع عن نفسك أن هاجموك، وتتسول رضاهم بحديثك عن نفسك؟ أما زلت يا أخي تحب التراب ومجد التراب؟ أما زالت نفسك تمثالا تقدم له الذبائح والقرابين – أنكر ذاتك، وركز محبتك كلها في الله وحده. قل كما قال يوحنا المعمدان {ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص، {يو30:3}. أتتهامس في تذمر وتقول {لا أريد أن أنقص}. أعلم إذن أنك سوف لا تنقص إلا الشوائب التي تعكر نقاوة عنصرك، سوف لا تنقص ألا المجد العالمي، ذلك التراب الذي علق بك، والذي ينبغي أن تنقضه لترجع نظيفًا كما خلقك الله وكما يريدك دائما أن تكون.
هذا من جهة علاقتك بالناس، ولكني أريد أن أخاطبك أيضًا من جهة نظرتك إلي نفسك وموقفك أمام الله. إن أردت لروحك أن تنطلق فقف أمام الله كلا شيء، إنكر علمك وحكمتك، إنكر ذكاءك وخبرتك، وقف أمام الله كجاهل لا تعرف شيئًا. لست أقصد أن تدعي الجهل أو تتظاهر به، فالله لا ينخدع ولا يحب المدعين، إنما اعتقد يقينا – في تصريف كل أمر – أن ذاتك ينبغي أن تختفي ليظهر المسيح، ليس إمام الناس فحسب، وإنما أمام نفسك أيضًا. قل له يا رب أني أحكم حسب الظاهر، وقل له يا ربي أني ضعيف لا أستطيع مقاومة الشياطين، قل له أيضًا أن النتائج في يده وأطلب منه أن يتدخل فيرشدك، أو يسكن فيك ويعمل بك. وعندما يأتي الناس ليمدحوك علي فعلك، لا تفتخر ولا تتظاهر بالتواضع، إنما أتخذها فرصة أن تجلس معهم وترنم ذلك المزمور الخالد {لولا أن الرب كان معنا، فليقل إسرائيل لولا أن الرب كان معنا، حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء.. إذن لغرقنا في الماء وجازت نفوسنا السيل} {مز123}.
وعندما تعرض لك خطية، لا تثق بقوة روحك، ولا بماضيك في الانتصار {فقد طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها أقوياء} {أم26:7}. إنما اعتقد أن النصرة من عند الله، وإن تخلي عنك في أبسط الخطايا فسوف تشبه أهل سدوم. أنما رتل ذلك المزمور الجميل. {وأنت عرفت سبيلي. في الطريق التي أسلك اخفوا لي. نظرت إلي اليمين وأبصرت وليس من يعرفني. ضاع المهرب مني وليس من يسأل عن نفسي. فصرخت إليك يا رب وقلت أنت هو ملجأي ورجائي في أرض الأحياء.. نجني من مضطهدي لأنهم قد اعتزوا أكثر مني} {مز141}.
يا أخي الحبيب. أنك لست شيئًا، فاعترف بهذا أمام الله وأمام نفسك،؟ وكلما فكرت أنك تستطيع عمل شيء، ارجع إلي ذاتك مرة أخري، وقل: من أنا يا رب حتى أقف إمام فرعون وأخرج بني إسرائيل من مصر!{خر11:3} فإن أقنعك الله بأنه سيكون لك فما، وأنه سيتكلم علي لسانك، وأنك سوف لا تكون إلا أداة، حينئذ استمر في حياتك. إن سرت في وادي ظل الموت فسوف لا تخاف شرا، وان قام عليك جيش ففي ذلك ستكون مطمئنا. حينئذ اذكرني أنا التراب النجس، لكي نتقابل معا. هناك...
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عندما تنظر إليه وهو متحد بك هكذا، يسبي ذاتك من أمام ذهنك
أنظر إلى الله في ذاتك، وأنظر كيف أن الله هو نور
تقهر ذاتك، وتغلب ذاتك
عش أمام الناس قوياً عزيزاً .. ثم أذهب وعش ضعفك كاملاً أمام الله .. الله وحده
لا تعطي ذاتك غماً لكن فرّح ذاتك بالرب


الساعة الآن 10:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024