العمل الداخلي في الصلاة والصوم
الصلاة: هل هي مجرد كلام مع الله؟ أم لها عمل داخلي؟ ما هو؟
الكلام مع الله هو العمل الخارجي الظاهر في الصلاة. ولكن لا شك هناك عمل داخلي أهم. وهو الشعور بالصلة مع الله والتلامس معه أثناء الصلاة، وما يصحب ذلك من مشاعر الحب والخشوع والإيمان والحرارة الروحية، والمتعة بالوجود في حضرة الله.
بل أحيانًا تخرج الصلاة عن حدود الكلام مع الله، كما قال الشيخ الروحاني.
سكت لسانك لكي يتكلم قلبك. وسكت قلبك لكي يتكلم الله...
هذا هو العمل الداخلي في الصلاة، وهو أولًا التقاء الإنسان مع الله...
وثانيًا: الاستماع إلى صوت الله داخل النفس، أو على الأقل الإحساس الروحي العميق بالحضرة الإلهية. فهل وصلت إلى هذا، أم أنك تكتفي بالعمل الخارجي...
وهنا نري بعضًا من العمل الداخلي يكون منك، وبعضًا آخر يصلك عن طريق الهبة من الله نفسه.
العمل الداخلي في الصوم:
كثير من الناس يقتصرون في أصومهم على العمل الخارجي الذي هو الامتناع عن الأكل، والاقتصار بعد ذلك على أطعمة غير مشهية...
أما العمل الداخلي للصوم الذي يهمله هؤلاء فهو منع النفس عن كل شهوة خاطئة، كما منع الجسد من مشتهيات الطعام. وكذلك اتخاذ الصوم فترة ترتفع فيها الروح عن مستوي الجسد، وتأخذ غذاءها الروحي المركز الذي يستمر معها حتى بعد الصوم...
فهل أنت كذلك؟ أم تقتصر على العمل الخارجي الجسدي، وتظن أنك صائم؟