الجسد والخطية
فالجسد الذي يخطئ، هو الجسد المتمرد على الروح، أو هو الجسد الذي يسيطر على الروح ويخضعها لرغباته، فتتدنس معه وتفقد صورتها الإلهية، وتقع معه تحت الدينونة في ذلك اليوم الرهيب.
والجسد الذي يخطئ، إنما يدنس هيكلًا من هياكل الله.
لأن الجسد هو هيكل الله، فإن أخطأ، فيكون كمن يحطم كنيسة مقدسة كان روح الله يحل فيها.
وهو يتمرد ليس فقط على روحه، إنما أيضًا على روح الله الساكن فيه.
وإن كان الإنسان الذي تنتصر فيه روحه، وتقود الجسد معها إلى حياة القداسة يصير كملائكة الله في السماء. فإن الإنسان الذي يتمرد فيه الجسد على الروح ويقودها، يصبح في مستوي الحيوانات.
والجسد الذي يعيش في شهواته، إنما يعتبر ميتًا، مهما كان ينبض بالحياة.
وكما قال الرسول " فالجسد ميت بسبب الخطية" (رو8: 10). ولذلك قال الرب راعي كنيسة ساردس " إن لك إسمًا أنك حي وأنت ميت" (رؤ3: 1). وقال الرسول عن الأرملة المتنعمة فقد ماتت وهي حية" (1تى5: 6).
لأن الحياة الحقيقية هي في الله ومن ينفصل عن الله بالخطية، يعتبر ميت، وهو حي. وبهذا قال الآب عن الإبن الضال " أبني هذا كان ميتًا" (لو15: 24). والذي يتوب، إنما يعود إلى حياة مرة أخرى. ولذلك قيل عن الإبن الضال في توبته " كان ميتًا فعاش".
لهذا ينبغي أن يهتم الإنسان بروحه في ذلك بأبديته.