البابا غريغوريوس: العلمانية "ديانة هذا الزمان" تُهدد ظهور المسيح.. والمسيحية والإسلام "هما الحل"
غريغوريوس:"التَّحدِّي الحقيقي للمسيحي أن يشعر أنَّ المسلم "أخاه" هو ضمانته وضمانة أمنه واستقراره
تحتفل كنيسة الروم الكاثوليك، بعد غد الأربعاء، بعيد الميلاد المجيد. يترأس البابا غريغوريوس الثالث، بطريرك الروم الكاثوليك، قداس صلاة العيد بمقر البطريركية بالظاهر، مساء غد، وسيلقي بتلك المناسبة كلمة خلال القداس.
وقال البابا في الكلمة، التي حصلت "الوطن" على نسخة منها، إنه كان يريد بعد انتخابه بطريركًا في 29 نوفمبر عام 2000، أن يبدأ بطريركيَّته بغسل أرجل الأساقفة، لكن من استشرهم لم يوافقوا على ذلك.
يهاجم غريغوريوس الثالث، في كلمته ما أسماها "العلمانية"، قائلاً: "هناك علمانيَّةٌ تريد أو تحاول أن تجعل الإيمان في المخدع، داخل جدار الكنيسة بدون حضور أو تأثير في المجتمع. هذه العلمانيَّة مرفوضة. هذا مخالف لتعليم السيِّد المسيح، ظهور المسيح مهدَّد اليوم بسبب العلمانيَّة التي أصبحت ديانة اليوم".المسيحي لديه طاقاتٌ جبَّارة، وعلى المسلم أخيه وجاره وشريكه في الوطن والمواطنة أن يستفيد من هذه الطَّاقات
ويتطرق البطريرك في كلمته إلى مسيحيي العالم العربي، فيقول: "إن عالمنا العربي ذا الأغلبيَّة المسلمة، يحتاج إلى ظهور المسيح فيه من خلالنا، فـ53 قرية حول نابلس في فلسطين كانت مسيحيَّة، حاليًّا فيها الكنيسة والمقبرة، ولا مسيحيّون، بل فقط أرزاقهم وبيوتهم الفارغة. فأقول بدوننا نحن المسيحيين لا عروبة".
ويتحدث غريغوريوس، عن التحدّيات التي تواجه المسيحيين العرب، منها: "التحديات المشتركة بين المسيحيين والمسلمين، مع بعض التفاوت النابعة من الحياة اليوميَّة، وتحديات المسيحي أن يُعتَبَر ويَعتبِر ذاته أنَّه أوَّلاً عربي ثمَّ مسيحي، وأن يكون مواطنًا بكلِّ معنى عبارة المواطنة، وأن تؤمَّن له حرِّيَّة العبادة والمعتقد بدون قيود تُفرَض عليه، ولا تُفرَض على أخيه المسلم، وأن تؤمَّن له فرصة الدَّرس والعمل والوظيفة ولقمة العيش مثل أخيه المسلم، وألَّا يشعر أنَّه مواطن من الدَّرجة الثانية لأنَّه ليس مسلمًا، وأنَّه يُحبُّ أن يسمع آيات الإنجيل المقدَّس في وسائل الإعلام كما يسمع باحترام وتقدير آيات القرآن الكريم، وأن تعكس مناهج التعليم في كلِّ درجاته روح الحرِّيَّة الدِّينيَّة والمساواة وقبول الآخر واحترام دينه ومعتقده، وأن يؤمَّن التَّعليم الدِّيني لجميع الطُّلاب بدون تمييز وكلٌّ حسب دينه ومعتقده، وأن يكتشف دوره في مجتمعه العربي، ويشعر أنَّه شريكٌ في وطنه بكلِّ صفات الشراكة، وأن يعمل المسيحيُّون والمسلمون معًا لأجل تطوير مجتمعاتهم التي هي الحاضن الحقيقي للقيَم المذكورة أعلاه والتي تؤمِّن العيش المشترك الحقيقي".
وأضاف: "التَّحدِّي للمسيحي أن يشعر أنَّ المسلم أخاه هو ضمانته وضمانة أمنه واستقراره، وألا يشعر أنَّه مستثنى، مهمَّش، لأنه يجعله يقع في تجربة القوقعة، والانزواء، وعدم الدُّخول في الأحزاب، وعدم المشاركة في الحياة السياسيَّة والهجرة، وأن يُعطى المسيحي دورًا، فرصةً، مكانًا، حصَّةً، مشاركة، وأن ينجح بأن يُشعر المسلم أنَّه شريكٌ له في الوطن وفي كلِّ مرافق الحياة. ولا يسمع فقط الشعار: الإسلام هو الحلّ! بل فلنقل المسيحيَّة والإسلام! هذا هو الحلّ، و أن يشارك في نهضة الأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة. ولا سيَّما وأنَّ لديه طاقاتٍ جبَّارة ليكون شريكًا لأخيه المسلم في تطوُّر مجتمعه ووطنه وبلدته وقريته وحيِّه.
وتابع غريغوريوس: "إن المسيحي لديه طاقاتٌ جبَّارة، وعلى المسلم أخيه وجاره وشريكه في الوطن والمواطنة أن يستفيد من هذه الطَّاقات، وأن من كبريات التحديات أمام المسيحي في المجتمع العربي، هو انقسام العالم العربي، وانقسام العالم الإسلامي ونموّ الحركات التكفيريَّة الإسلاميَّة، التي لا مجال فيها للآخر، ودمج الدين والدولة والمجتمع في واحد، مما يمهِّد الطريق لتجاوزات تسيء إلى المواطنين وإلى المساواة وإلى الحريّات على أنواعها".
الوطن