رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ازدهرت الرهبنة في بلادنا الأنطاكية ازدهاراً عجيباً في قرون المسيحية الأولى ولكن ما لبثت أن خفت بعد الفتوحات العربية الإسلامية ومقاومة الإسلام للرهبنة فخفت الرهبنة واندثر بعض الأديرة التي كانت قائمة منذ العصور البيزنطية وحتى القرن الرابع عشر حيث اندثرت الرهبنة تماماً ما خلا الرهبنات التي قامت على مزارات تذكارية كدير السيدة في صيدنايا ودير مار تقلا في معلولا وبقيت الرهبنة في بعض الأديرة التراثية كدير القديس سابا في فلسطين الذي كان عدد رهبانه خلال الفترة الإسلامية يناهز الألف وكان مركز إشعاع فكري وديني وثقافي ومن أبرز رهبانه في تلك الفترة القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الكبير والمؤلف البارع الذي كتب وكتب حول العقيدة والأيقونات والإسلام والكثير الكثير غيره. ولكن بعد قيام حركة الشبيبة الأرثوذكسية الأنطاكية انبثقت عنها رهبنتان للرجال والنساء في دير القديس جاورجيوس – دير الحرف ودير مار يعقوب الفارسي المقطع. وكنتيجة لمرور بعض الأشخاص بجبل آثوس وتعلقهم به شعروا كم نحن بحاجة إلى مثل هذا التراث فما كان منهم إلّا أن حاولوا نقله إلى بلادنا العربية الحبيبة وأحيوا بعض الأديرة القديمة المهجورة من رهبانها كدير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي الذي أحيا رهبنته صاحب السيادة الأسقف يوحنا (يازجي) ودير القديس جاورجيوس في صيدنايا الذي يرأسه قدس الأرشمندريت يوحنا (التللي) ودير رئيس الملائكة ميخائيل الذي يرأسه قدس الأرشمندريت أفرام (كرياكوس) ودير سيدة حماطورة الذي يرأسه قدس الأرشمندريت بندلايمون (فرح) ودير القديس يوحنا المعمدان الذي ترأسه قدس الأم مريم (زكا) وأنشئت أديار جديدة كدير سيدة بلمانا وترأسه قدس الأم مكرينا (سكيف) ودير القديس سلوان الآثوسي ويرأسه قدس الأرشمندريت توما (بيطار) وهنالك عدد من الأديار ينتظر أن تقام فيه شركات رهبانية كدير مار الياس الريح في أبرشية عكار وغيرهم. فرهبنتنا حديثة العهد إذ يرجع أقدمها إلى حوالي الخمسين سنة ولكن بقي أن نذكر أن الرهبنة كانت مسعى عدد ممن أضحوا اليوم أساقفة كالميتروبوليت جاورجيوس (خضر) والميتروبوليت قسطنطين (باباستيفانو) والميتروبوليت بولس (بندلي) والميتروبوليت يوحنا (منصور) الذي بقي في دير الحرف زمناً قبل أسقفيته. واليوم نحتاج إلى الرهبنة في إنطاكية كحاجتنا للطعام والشراب فهي الغذاء الروحي الذي يغذي الشعب المؤمن من خلال ما تقدمه من نصائح واعترافات وإرشادات وخلوات والقيام بالرياضات الروحية, ومن خلال تجوال الآباء الرهبان على أبرشيات الكرسي الأنطاكي ومن خلال ما يحاضرون به وما يؤلفونه ويترجمونه وينشرونه. ولكن قد يقال أن الكرسي الأنطاكي بحاجة إلى عمل سريع؟! نعم ولكنه بحاجة قبل أي شيء إلى الرهبنة فمنذ سنين طويلة وجد أساقفة وكهنة وبطاركة عملوا على الترجمات والنشر وإنشاء المجلات والحركات الدينية وحتى الآن لا تزال الكنيسة بحاجة ولن تتوقف عن العوز حتى يوجد فيها أُناس مكرسون لله بشكل كافٍ ووافٍ. فلنطلب ما نحتاج إليه أولاً والباقي كله يزاد لنا حسب قول الرب يسوع. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|