كيف يستطيع البشر أن يروا الله الذي لا يرى؟
قال الله لموسى: لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش(خروج20:33). فرؤية اللاهوت أمر مستحيل. لكن عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد (1تيموثاوس16:3).
وهذا ماأعلنه الرب يسوع بقوله:" الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر".(يوحنا18:1). إذاً، لقد رأينا الله متجسداً بشخص ابنه يسوع المسيح الذي أظهر لنا جانباً من شخصية الله، وبسبب طبعنا البشري المحدود، لم تعلن لنا كل مكنوناته التي سنعاينها في الحياة الثانية: " ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة "(2كورنثوس18:3).
وإن عدنا إلى حديث فيلبس مع السيد المسيح، عندما قال له: أرنا الآب وكفانا. فأجابه يسوع: من رآني فقد رأى الآب (يوحنا9:14).
إخوتي: نحن نعاين الله بالتوبة، فعندما طلب الشعب آية من السيد المسيح، أعطاهم آية يونان النبي وتوبة أهل نينوى. وبالصلاة أيضاً نُعاين الله، فنتحدث معه، نلتقيه في لحظات من الحب والسلام والصفاء. وبإيماننا نجد خير بديل وتهيئة لمعاينة الله.
يسوع يقول لتوما: "طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يوحنا29:20).
إن تأملنا لكلمة الله المحيية هو خير لقاء بالله. انظر إلى إنعاماته لحياتك، نجاحاتك، عائلتك، صحتك، محبة الناس لك. كلها لحظات التقاء حميمي بالله الذي علمنا في مواضع كثيرة أن نراه في شخص أخينا الإنسان: " كنت جائعاً فأطعمتموني.عطشاناً فسقيتموني،عرياناً فكسوتموني. مريضاً فزرتموني. غريباً فآويتموني". (متى 36:25).
وما أجمل كلمات التطويبات: طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله (متى8:5).