رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كل عيد، وأحلامنا تتحقق
الكنائس تعج بالمُصلين الذين يسبحون الرب بقلب صادق، وروح تائبة. وهي تزهو بالشباب وأنشطتهم المُفرحة للقلب، وببراءة الأطفال وحركتهم الدائمة المميزة. لم تعد الماديات الشغل الشاغل لمعظم رعاتنا، ولا الراحة والسلطة والوجاهات والموائد بأنواعها، وصار همهم الوحيد إرضاء معلمهم الصالح. هم يوزعون ما يملكونه على المحتاج، ويقضون وقتهم صباحاً ومساء للاستماع، وحل مشكلات رعاياهم، ويرفضون كل أنواع المؤامرات، أما الرهبان فإنهم يعيشون حقيقة كل نذورهم في الطاعة والعفة والفقر الاختياري. العلمانيين يخدمون الكنيسة بمحبة وتضحية، هم لا يحبون الجلوس في المتكآت الأولى، بل يسعون لمجد الله وخدمة الناس بعيداً عن المهاترات والدنيويات الفارغة. في الكنيسة صرنا نلتقي بالفرح، والابتسامة الصادقة تعلو الوجوه. لم يعد هناك دمدمات وانتقادات بل طول أناة وتسامح منقطع النظير. كذلك التعصب لم يعد في قاموسنا، ولا التطنيش واللامبالاة تجاه مشاعر أو احتياج أو آلام أخ لنا. بل صرنا نسعى لقبول الآخر بجد وصدق كاملين. اللغة التي تجمعنا صافية، مفرداتها طاهرة، لا تُكتب ولا يعبر عنها بالشفاه حتى لا يضيع معناها، بل حولناها لسلوكيات، وأنزلناها من فوق المنابر الوعظية الاعلامية، تلك المنابر التي صارت اليوم تقف على الحياد، وتتجرد من المحسوبيات والمصالح الضيقة والتغني على الاطلال. ولا ريب فبفضل كلامها ونظرياتها وتمنياتها على الورق فقد عادت حقوقنا، وتاريخنا سيبعث من جديد لمجرد تردادنا كلمة أمة عظيمة، وأجدادنا يتهللون فرحاً بسيرة الأبناء والأحفاد الذين يحافظون على ارثهم الحضاري وتركة ايمانهم، وخاصة على صفحات الانترنت بما أننا نحيا في عصر الاعلام الحديث . نعم لا استطيع أن أصف حالنا اليوم، فروح الله ترف في كل مكان، والركب تسجد لرب الأرباب، ولم نعد نعاني من المراءة والتزييف في تديننا، بل صرنا مؤمنين بالروح والحق. إن سرجنا موقدة، ومصابيحنا مملوءة من زيت التوبة، ويليق بنا أن نُدعى: نور العالم وملح الأرض . في يوم العيد أحلامنا جميعها تكاد تتحقق، فكل عام ونحن وأنتم بألف خير بمناسبة عيد الكذب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|