يسوع يُوضع على رأسه إكليل من الشوك .... لما تعب الجنود من كثرة الضرب ضفر بعضهم إكليلا من شوك وناوله لأشرس الجنود فأخذه هذا بيده ووضعه بعنف على رأس يسوع فوخزه الشوك فى صدغيه وجرحه جراح دامية، فلم يبد يسوع أدنى شكوى ولكن الألم الشديد أسال من عينيه دموعا غزيره جرت على خديه واختلطت بالدم السائل من جراحات الشوك...وهكذا اختلطت دموعه بدمه ليتركب منها دواء لشفاء جميع الأمم
فقولى لى أيتها الرأس الكريمة كم كان وجعك لما انغرست فيك الأشواك !فمن يستطيع أن يدرك شدة الوجع الذى شعرت به أنت يا سيدى من غرس أشواك كثيرة ، لا فى رجلك ولا فى يدك، بل فى هامتك الحساسة الشريفة، بل فى صدغيك اللطيفين ، بل فى دماغك المقدس، حيث تؤثر الاذية بل تقتل
فيا مخلصى الأمين . لقد قال عنك داود مخاطبا إياك " وبمجد وبهاء تكلله " فكيف اراك الآن مكللا بإكليل الشوك أنت الذى كللت الإنسان بكل خير وبركة ؟ كيف يكافئك على صنيعك بهذا الإكليل القاسى ؟ أيها الخطاة أمزجوا هذا الدم الجارى من رأس مخلصكم بدموعكم وعبرانكم ، وانحنوا إجلالا لهذه الرأس المكللة بالشوك، فإنها الرأس المرتفعة فوق جميع الرؤوس والمتعالية على كل علو
فتصور أيها الخاطئ وردة جميلة بين الحسك أو ثمرة لذيذه محاطة بالأشواك. هكذا كان مخلصك الحلو الذى هو أبرع جمالا من بنى البشر.. كان مكللا بالشوك. بل كان كما قالت عنه العروس " كالتفاخ بين شجر الوعر كذلك حبيبى بين البنين "... فكيف ترى الأشواك تجرح قلب ملكك ولا تحزن .... كيف يسوغ لك أن ترى سيدك ومولاك معذبا ولا تصحبه على الأقل بدموعك ؟... أيها الخاطئ يكفيك ما جلبته من الإهانة لسيدك بخطاياك ... يكفيك أن كل خطية كانت شوكة حادة تنفذ إلى جبينه المبارك بل إلى قلبه الطاهر ... هيا من اليوم نقدم داخل شوك الانسحاق لتعرف مقدار الوجع الذى سببه الشوك