إصابة العصب
الأب القس (المتنيح ) مرقس يسطس
طهطــــا
روي لي أحد أبنائي الذي أعرفه، وعائلته معرفة جيدة، وهو السيد/ بولس عبد الله قصة مرض ابنته، وكنت معاصرا لأحداثها إذ استطالت مدة المرض إلي ما يقرب من عشرة شهور.
بدأت المعاناة عندما أجريت للأبنة عملية استئصال للوز ،وأعطيت حقنة بطريق الخطأ، فأصابت عصب الساق إصابة تسبب عنها الشلل.
توجه بها والدها إلي السيد دكتور/ يوسف فرج بسوهاج، فرأ أن تعرض علي طبيب بالقاهرة الذي قرر انه لا أمل في شفاء العصب، ولاشيء يمكن أن نبادر إلي عمله سوي العلاج الطبيعي لدي أحد الأطباء المتخصصين، فشمل الأسرة حزن بالغ.
عادت إلي سوهاج وبدأت تمارس هذا النوع من العلاج لمدة تزيد علي ثمانية شهور. ونظرا لطول الوقت، وعدم ظهور أية بادرة تحسن، عدنا نعرضها علي أحد الأطباء هو دكتور / جلال زكي باسيوط، فرأي أنه يمكن شفاؤها بالتدخل الجراحي، والحقيقة إننا لم نكن مقتنعين نفسيا بجدوي الجراحة، فرفضنا اجراءها، وعدنا إلي بلدتنا، وكلنا أسي.
وذات ليلة أتتها شقيقتها الطالبة بكلية التجارة جامعة أسيوط، وجلست إلي جوارها علي السرير، فرق قلبها لها ،ورأت أن تواسيها بقراءة أحد كتب معجزات البابا كيرلس ،ثم أخذت تتشفع به ... وبعزيمة الشباب ... وبقوة الأيمان حرمت نفسها من النوم، وطردته عن جفونها، إذ ظلت طوال الليل مستيقظة الوجدان نشيطة الروح... مستغرقة في الصلاة وفي طلب شفاعة البابا... ولبثت علي هذه الحال حتي الصباح.أما الأبنة المريضة فقد غلبها النوم.
وعندا استيقظت وجدت نفسها قادرة علي الحركة السهلة فهجرت فراش المرض كأن شيئا لم يكن قد ألم بها...