منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 11 - 2013, 01:06 AM
الصورة الرمزية بنتك يايسوع
 
بنتك يايسوع Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنتك يايسوع غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 30
الـــــدولـــــــــــة : قلب بابا يسوع
المشاركـــــــات : 14,418

الطعام النباتي


الطعام النباتي فى الصوم
تحدثنا في الصوم عن فترة الإنقطاع وعن الجوع، بقي ان نتحدث عن


الطعام النباتي في الصوم،



ونشرح كيف انه نظام إلهي، وأنه الأصل في الطبيعة، إذ أن أبانا آدم كان نباتياً، وامنا حواء كانت نباتية. وكذلك أولادهما إلي نوح.


إن الله خلق الإنسان نباتياً.



فلم يكن آدم وحواء يأكلان في الجنة سوي النباتات: البقول والثمار.


وهكذا قال الله لآدم وحواء


" إني قد أعطيتكم كل بقل يبذر بذراً علي وجه كل الأرض. وكل شجر فيه ثمر شجر يبذر بذراً، لكم يكون طعاماً "(تك 1: 29).


بل حتى الحيوانات إلي ذلك الحين كانت نباتية أيضا، إذ قال الرب

" ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء، وكل دابة علي الأرض فيها نفس حية، أعطيت كل عشب أخضر طعاماً (تك 1: 30).


وبعد طرد الإنسان من الجنة، بقي أيضاً نباتياً.


ولكنه إلي جوار البقول وثمار الأرض، أعطي أن يأكل من عشب الأرض، أي من الخضراوات، فقال له الرب بعد الخطية


" وتأكل عشب الحقل "(تك 3: 18).


ولم نسمع أن أبانا آدم مرض بسب سوء التغذية، ولا امنا حواء. بل نسمع ان أبانا آدم - وهو نباتي - عاش 930 سنة (تك 5:5).


وهكذا طالت أعمار أبنائه وأبناء أبنائه في هذه الأجيال النباتية..(تك5).


ولم يصرح للإنسان بأكل اللحم بعد فلك نوح.



وحدث ذلك في زمن مظلم كان فيه " شر الإنسان قد كثر علي الأرض " حتى " حزن الرب أنه عمل الإنسان وتأس في قلبه "، واغرق العالم بالطوفان (تك 6:5، 6).


وهكذا بعد رسو الفلك، قال الله لأبينا نوح وبنيه " كل دابه حية تكون لكم طعاماً، كالعشب الأخضر، دفعت إليكم الجميع. غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوه " (تك 9:3،4).


ولما قاد الله شعبه في البرية، إطعامه طعاماً نباتياً.



وكان هذا الطعام النباتي هو المن "

وهو كبذر الكزبره أبيض، وطعمه كرقاق بعسل" (خر 16: 31).


وكان الشعب يلتقطونه ويطحنونه أو يدفونه في الهاون كما كانوا أيضاً يطبخونه في القدور ويعملونه ملأت. وكان طعمه كطعم قطايف بزيت (عدد 11: 8).


ولما صرح لهم باللحم، فعل ذلك بغضب.



وكان ذلك التصريح بسبب شهوتهم، وتذمرهم علي الطعام وطلبهم اللحم بدموع.

فأعطاهم الرب شهوتهم، وضربهم ضربه عظيمة


" وإذ كان اللحم بعد بين أسنانهم قبل أن ينقطع، حمي غضب الرب علي شعب، وضربهم ضربة عظيمة جداً، فدعي أسم ذلك الموضوع قبروت هتأوة (أي قبور الشهوة) لأنهم هناك دفنوا القوم الذين اشتهوا "(عدد11، 33، 34).


والأكل النباتي كانا أيضاً طعام دانيال النبي وأصحابة.



إذ كانوا يأكلون القطاني أي البقول (دا 1:12)، هؤلاء الذين وضعوا في قلوبهم ألا يتنجسوا بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه (دا 10: 3).


وكان الطعام النباتي آكل حزقيال النبي في صومه.



وفعل ذلك بأمر إلهي، إذ قال له الرب " وخذ أنت لنفسك قمحاً وشعيراً وفولاً وعدساً ودخناً وكرسنة (حز 4:9).


والطعام النباتي طعام خفيف، هادئ ومهدئ.



ليس فيه ثقل اللحوم،دهونها وشحومها، بكل تأثير ذلك علي صحة الجسد ونلاحظ أنه حتى في الحيوانات:

المتوحشة منها هي آكله اللحوم، والأليفة منها هي آكله النباتات.


والمعروف أن النباتيين أكثر هدوء في طباعهم من آكلي اللحوم


و العجيب أن غالبية الحيوانات التي نأكلها هي من الحيوانات آكله النباتات كالبهائم والغنام و الماعز و الطيور الداجنة.


وتلك الحيوانات النباتية لم تضعف بالطعام النباتي.



بل إننا قد نصف الإنسان بأن صحته كالجمل أو كالحصان، وهما نباتيان.


وكانوا قديماً يقيمون رياضة هي مصارعة الثيران، لإثبات القوة بمصارعة هذه الحيوانات الجبارة في قوتها، وهي نباتية.


إذن أكل النبات لا يضعف الأجساد.




وقد طالت أعمار النباتيين، ومنهم المتوحدون و السواح.



كان برنارد شو Bernard Shaw
الكاتب المشهور نباتياً، وقد عاش 94 سنة ولم يصبه أي مرض طوال حياته..


وما أكثر النباتيين الذين طالت أعمارهم.


و القديس الأنبا بولا اول السواح،
عاش ثمانين سنة كسائح لم ير خلالها وجه إنسان، أي عاش حوالي المائة سنة.


وغالبية السواح عاشوا اعماراً طويلة. ولم يكن هؤلاء نباتيين فحسب، بل كانت حياتهم كلها زهداً، وكانت أطعمتهم زهيدة. ومع ذلك كانت صحتهم قوية.



و القديس الأنبا انطونيوس
أب جميع الرهبان عاش 105 سنة، وكانت حياته صوماً مستمراً، وكان قوياً في صحته يمشي عشرات الأميال ولا يتعب..


موضوع الطعام النباتي لا أريد أن أبحثه علمياً بل عملياً، في حياة البشرية منذ آدم..



حقاً إن الأحماض الأمينية الرئيسية موجودة بغني في البروتين الحيواني أكثر مما في البروتين النباتي، التي توجد فيه علي أية الحالات بنسب أقل، ولكنها كانت كافية لكل الذين ذكروناهم، وعاش بها الرهبان و النباتيون في صحة قوية.


ومع ذلك لا ننسي أن الكنيسة تسمح في بعض الأصوام بالسمك، ولا شك أنه يحوي بروتيناً حيواناً. كما ان هناك فترات طويلة من الإفطار.



لا تخف إذن من الصوم، فالصوم يفيد الجسد.



فائدة الصوم للجسد


للصوم فوائد عديدة للجسد، نذكر بعضاً منها فيما يلي:



1- الصوم فترة راحة لبعض أجهزة الجسد.



إنها فترة تستريح فيها كل الأجهزة الخاصة بالهضم و التمثيل، كالمعدة والأمعاء و الكبد والمرارة،


هذه التي يرهقها الأكل الكثير،


والطعام المعقد في تركيبه و بخاصة الأكل المتواصل أو الذي في غير مواعيد منتظمة، كمن يأكل ويشرب بين الوجبات، في الضيفات وفي تنازل المسليات و الترفيهات وما أشبه.


فترتبك أجهزته إذ يدخل طعام جديد يحتاج إلي هضم، علي طعام نصف مهضوم،، علي طعام أوشك أن ينتهي هضمه..!


أما في الصوم ففي خلال فترة الانقطاع تستريح أجهزة الجسم هذه.


وفي تناول الطعام تصلها أطعمة خفيفة لا تتعبها.


وكذلك يريحنا في الصوم تدريب (عدم الأكل بين الوجبات).


وما أجمل ان يتعود الصائم هذه التدريب، ويتخذه كمنهج دائم حتى في غير أوقات الصوم، إلا في الحالات الاستثنائية.


فوائد الصوم

الطعام النباتي يريح من مشكلة الكوليسترول.



ما أخطر اللحوم بشحومها ودهونها في أزادة نسبة الكوليستيرول في الدم، وخطر ذلك في تكوين الجلطات، حتى ان الأطباء يشددون جداً في هذا الأمر، ويقدمون النصائح في البعد عن دسم اللحم و البيض والسمن وما إلي ذلك، حرصاً علي صحة الجسد، وبخاصة بعد سن معينة وفي حالات خاصة، وينصحون أيضاً بالطعام النباتي، ويحاولون علي قدر الطاقة إرجاع الإنسان إلي طبيعته الأولي وإلي طعام جنة عدن..


ومن فوائد الصوم أيضاً للجسد أنه:



3- بالصوم يتخلص الصائم من السمنة و البدانه و الترهل.



هذه البدانه التي يحمل فيها الإنسان كمية من الشحوم و الدهون، ترهقه وتتعب قلبه الذي يضطر أيضاً أن يوصل الدم إلي كتل من الأنسجة فوق المعدل الذي أراد له الله أن يعوله..


بالإضافة إلي ما تسببه السمنة من أمراض عديدة للجسد.


ويصر الأطباء من أجل صحة الجسد علي إنقاص وزنه. ويضعون له حكماً لابد أن يسير عليه يسمونه الريجيم. regime، ويأمرون الإنسان البدين - الذي يعتبرونه مريضاً - بان يضبط نفسه في الأكل، بعد أن كان يأكل بلا ضابط.


إن الصائم الذي يضبط نفسه، لا يحتاج إلي ريچيم.


والصوم كعلاج روحي، أسمي من العلاج الجسدي،


لأنه في نفس الوقت يعالج الروح و الجسد و النفس معاً..


ليت الإنسان يصوم بهدف روحي، من اجل محبته لله، وسيصلح جسده تلقائياً أثناء صومه. فهذا افضل من ان يصوم بأمر الطبيب لكي ينقص وزنه..


حقاً إنها لمأساة، أن الإنسان يقضي جزاءاً كبيراً من عمره، يربي أنسجة لجسمه، ويكدس في هذا الجسم دهوناً وشحوماً…


ثم يقضي جزءاً آخر من عمره في التخلص من هذه الكتل التي تعب كثيراً في تكوينها واقتنائها..!


ولو كان معتدلاً، ولو عرف من البدء قيمة الصوم و نفعه، ما أحتاج إلي كل هذا الجهد في البناء و الهدم..


لعل هذا يذكرني بالتي تظل تأكل إلي أن يفقد جسدها رونقه. ثم ينصحها الأطباء ان تصوم وتقلل الكل وتتبع الريجيم. وهكذا تقلل الأكل، ليس من اجل الله، وإنما من أجل جمال الجسد


فهي لا تآكل، وفي نفس الوقت لا تأخذ بركة الصوم، لأنها ليست محبة في الله تفعل هذا..!


أما كان الجدار بكل هؤلاء أن يصوموا، فتستفيد أجسادهم صحياً، ولا تفقد رونقها، وفي نفس الوقت تسمو الروح وتقترب غلي الله.


صوموا إذن لأجل الله، قبل أن يرغمكم العالم علي الصوم بدون نفع روحي.



ولعلمن فوائد الصوم أيضاً، وبخاصة فترات الانقطاع و الجوع، أن:


4- الصوم يساعد علي علاج كثير من الأمراض.



ومن أهم الكتب التي قرأتها في هذا المجال، كتاب ترجم إلي العربية سنة 1930 باسم (التطبيب بالصوم) للعالم الروسي ألكسي سوفورين Anton Alexei Souvorin.


وقد ذكر هذا العالم


أن الصوم يساعد علي طرد السموم من الجسم بعمليات الأخراج المختلفة،


إلا أن جزءاً قد يتبقي الصوم لطرده..


ويقول هذا العالم أيضاً إن الجسم في صومه، إذ لا يجد ما يكفيه من غذاء، تتحلل بعض أنسجته، وأولها الدهون و الشحوم والأنسجة المصابة و المتقيحة، وهكذا يتخلص منها الجسد.



وقد جاء هذا العالم أن الصوم الإنقطاعي الطويل المدي، بنظام خاص، يعالج كثيراً من الأمراض.


وغني اعرض بحثه للدراسة كرأي لعالم إختبر ما ورد في كتابه..


هل هناك فوائد أخري يقدمها الصوم للجسد؟ نعم:



5- الصوم يجعل الجسد خفيفاً ونشيطاً.



آباؤنا الذين أتقنوا الصوم، كانت أجسادهم خفيفة، وأرواحهم منطلقة.

كانت حركاتهم نشطة وقلوبهم قوية،


كانوا يقدرون علي المشي في اليوم عشرات الكيلومترات دون تعب.


يتحركون في البرية كالأياثل.


ولم تثقل أذهانهم بل كانت صافيه جداً.


وهكذا


منحهم الصوم نشاطاً للجسد و للروح وللذهن. وقد وجدوا في الصوم راحتهم، ووجدوا فيه لذتهم، فصارت حياتهم كلها صوماً.




6- لا يقل أحد إذن إن الصوم أو الطعام النباتي يضعف الصحة، لانه في الواقع يقويها.



أليس الصوم مجرد علاج للروح، إنما هو علاج للجسد أيضاً.


ولم نسمع ابداً ان الطعام النباتي قد أضعف أحدا إن دانيال و الثلاثة فتية لم يأكلوا لحماً من مائدة الملك، واكتفوا بأكل البقول فصارت صحتهم أفضل من غيرهم (دا 1: 15).


والآباء السواح، وآباء الرهبنة الكبار، كانوا متشددين جداً في صومهم، ولم نسمع أبداً أن الصوم أضعف صحتهم، بل كانت قوية حتى في سن الشيخوخة.


وأبونا آدم لم يقل أحد إنه مرض وضعف بسبب الطعام النباتي، وكذلك أمنا حواء، وكل الآباء قبل فلك نوح.. فاطمئنوا إذن علي صحتكم الجسدية


الذي يتعب الجسد ليس هو الصوم، بل الأكل.



تتعب الجسد كثرة الأكل،

والتخمة،

وعدم الضوابط في الطعام،

وكثرة الخلاط غير المتجانسة في الطعام،

ودخول أكل جديد علي أكل لم يهضم داخل الجسد.

كما يتعب الجسد أيضا الطاقات الحرارية الزائدة التي تأتي من أغذية فوق حاجة الإنسان.

وما أكثر الأمراض التي سببها الأكل.


لذلك يجب أن تتحرروا من فكرة أن الصوم يتعب الصحة.


إنها فكرة خاطئة،


ربما نبتت أولاً من حنو الأمهات الزائد علي صحة أبنائهن حينما كانت الأم تفرح إذ تري إبنها سميناً وممتلئ الجسم، وتظن أن هذه هي الصحة! بينما قد يكون السمين أضعف صحة من الرفيع


حنو الأمهات الخاطئ كان يمنع الأبناء من الصوم، أو كان يخيفهم من الصوم.


ونقول إنه حنو خاطئ،


لأنه لا يهتم بروح الإبن كما يهتم بجسده،


كما لو كانت أولئك الأمهات أمهات لأجساد أبنائهن فقط.وفي إشفاق الأم علي جسد إبنها كانت تهتم بغذاء هذا الجسد، دون أن تلتفت إلي غذاء روحه!


ومع ذلك سمعنا عن أطفال قديسين كانوا يصومون.


ولعل من أمثله هؤلاء


القديس مرقس المتوحد بجبل أنطونيوس
الذي بدأ صومه منذ طفولته المبكرة، واستمر معه كمنهج حياة.


وكذلك القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين الذي كان في طفولته يعطي طعامه للرعاه ويظل منتصباً في الصلاة وهو صائم حتى الغروب وهو بعد التاسعة من عمره.


كان الصوم للكل كباراً وصغاراً. منحهم صحة وقوة.وقد خلص أجسادهم من الدهن و الماء الزائدين.




وهكذا حفظت لنا كثير من اجساد القديسين دون أن تتعفن. بسبب البركة التي حفظ بها الرب هذه الأجساد مكافأة علي قداستها،


هذا من جهة.

ومن جهة أخري


لأن الأجساد كانت بعيدة عن أسباب التعفن، بسبب التعفن قلة ما فيها من رطوبة ومن دهن.


قد تحفظ اللحوم فترة طويلة بلا تعفن، إذا شوحوها (قددوها) أي عرضوها للحرارة التي تطرد ما فيها من ماء وتذيب ما فيها من دهن، فتصبح في جفاف يساعد علي حفظها.


إلي حد ما هكذا كانت أجساد القديسين بالصوم، بلا دهن بلا ماء زائد، فلم يجد التلف طريقاً إليها...


ولكن لماذا نركز علي الجسد؟ هل الصوم فضيلة للجسد فقط؟



الصوم ليس مجرد فضيلة للجسد


الصوم ليس مجرد فضيلة للجسد بعيداً عن الروح.

فكل عمل لا تشترك فيه الروح لا يعتبر فضيلة علي الإطلاق.


فما هو عمل الجسد في الصوم؟ وما هو عمل الروح؟



الصوم الحقيقي هو عمل روحي داخل القلب أولاً.


وعمل الجسد في الصوم، هو تمهيد لعمل الروح أو هو تعبير عن مشاعر الروح.


الروح تسمو فوق مستوي المادة و الطعام، وفوق مستوي الجسد معها في موكب نصرتها، وفي رغباتها الروحية. ويعبر الجسد عن هذا بممارسة الصوم.


إن قصرنا تعريفنا للصوم علي إنه إذلال للجسد بالجوع و الأمتناع عما يشتهي، نكون قد أخذنا من الصوم سلبياته، وتركنا عمله الإيجابي الروحي.


الصوم ليس جوعاً للجسد، بل هو غذاء للروح.

ليس الصوم تعذيباً للجسد، أو استشهاداً للجسد، أو صليباً له، كما يظن البعض، إنما الصوم هو تسامي الجسد ليصل إلي المستوي الذي يتعاون فيه مع الروح.


ونحن في الصوم لا نقصد أن نعذب الجسد، إنما نقصد ألا نسلك حسب الجسد،

فيكون الصائم إنساناً روحياً وليس إنساناً جسدانياً.


الصوم هو روح زاهده، تشرك الجسد معها في الزهد والصوم ليس هو الجسد الجائع، بل الجسد الزاهد.


وليس الصوم هو جوع الجسد، إنما بالأكثر هو تسامي الجسد


وطهارة الجسد
ليس هو حالة الجسد الذي يجوع ويشتهي أن يأكل، بل الذي يتخلص من شهوة الكل


ويفقد الأكل قيمته في نظره..


الصوم فترة ترفع فيها الروح، وتجذب الجسد معها.



تخلصه من أعماله وأثقاله، وتجذبه معها إلي فوق، لكي يعمل معها الرب بلا عائق. والجسد الروحي يكون سعيداً بهذا.


الصوم هو فترة روحية، يقضيها الجسد و الروح معاً في عمل روحي. يشترك الجسد مع الروح في عمل واحد هو عمل الروح.

يشترك معها في الصلاة و التأمل و التسبيح و العشرة الإلهية.

نصلي ليس فقط بجسد صائم، أنما أيضا بنفس صائمة.

بفكر صائم وقلب صائم عن الشهوات والرغبات، وبروح صائمة عن محبة العالم، فهي ميتة عنه، وكلها حياة مع الله، تتغذي به وبمحبته.


الصوم بهذا الشكل هو الوسيلة الصالحة للعمل الروحي.

هو الجو الروحي الذي يحيا فيه الإنسان جميعه، بقلبه وروحه وفكره وحواسه وعواطفه.


الصوم هو تعبير الجسد عن زهده في المادة و الماديات، واشتياقه إلي الحياة مع الله.


وهذا الزهد دليل علي اشتراك الجسد في عمل الروح، وفي صفاتها الروحية وبه يصبح الجسد روحياً في منهجه، وتكون له صورة الروح.



في الصوم لا يهتم الإنسان بما للجسد به أيضاً في حالته الروحية.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
- الطعام النباتي البابا شنودة
أفضل تطبيقات الطعام النباتي
لا يقل أحد إذن إن الصوم أو الطعام النباتي يضعف الصحة
احذرى أضرار الطعام النباتي ليس صحيا
الطعام النباتي


الساعة الآن 07:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024