رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احد المولود اعمى لنيافه الانبا ابرام اسقف الفيوم احد المولود اعمى لنيافة الانبا ابرام اسقف الفيوم الاصحاح التاسع من إنجيل القديس يوحنا يتكلم عن معجزة شفاء المولود أعمى. الإصحاح بالكامل يتكلم عنه . هذا الجزء يُقرأ فى الكنيسة مرتين نحن نسمعه أيضا فى أحد التناصير وفى الأحد التالى لعيد الغطاس أيضاً. وهدف الكنيسة من أحد التناصير لتعرفنا أن المعمودية فيها الإستنارة الروحية التى نرى بها الطريق إلى النور الحقيقى. وفى أحد التناصير الكنيسة تعمد كل من يقبل إلى الإيمان لكى يفرح بدخول السيد المسيح فى أحد الزعف أو دخوله أورشليم منتصراً ويفرح بالقيامة. أما بعد الغطاس تؤكد الكنيسة مرة أخرى إن بالمعمودية ننال الإستنارة الروحية. القصة هنا تحكى أن رجل مولود أعمى منذ ولادته سمع عن السيد المسيح فأسرع ليتقابل معه. والسيد المسيح أعطاه الشفاء. هنا بيوضح لنا الكتاب المقدس فيه دورين فى حياة الإنسان. -جهادك وفضائلك: وهذا موجود عند الشاب المولود أعمى. -دور الله فى حياتى : واضح دور الله فى حياة كل إنسان بأنه بيقبل أى إنسان تائب ويفرح به. وهنا نرى إن المولود أعمى يرمز إلى الانسان الذى تتملك عليه الخطية يفقد الرؤية وحالته تكون صعبة لا يستطيع رؤية الخطأ من الصواب. كأنه رمز من الرموز وحالة من حالات الإنسان التى يمر بها فى بعده عن الله. لكن إذا كان عنده فضائل ومتمسك برجاؤه ومتمسك بإيمان قوى حتى لو وصل إلى أقصى درجة فى البعد عن الله . الله مستعد أن يقبله. هذاالمولود يرمز الى الانسان الذى قدتملكت عليه الخطية واصبح لا يعلم الذى يفعله صواب أم خطأ . هناك ناس تصل حالتها لذلك. يمكن الواحد عندما يشتم ويكذب وله حياة روحية يستطيع أن يصرح بأفعاله الخاطئة مهما كانت . وضميره يتعبه ويؤنبه ولكن هناك آخر يخطىء ولايشعر يقول عنهم الكتاب المقدس "يشربون الإثم كالماء " فمن سيحاسب نفسه ويلومها على كوب شربه من الماء!!!. وممكن الناس ترى أخطاؤه وهو لايدرى..... "وفيما هو مجتاز رأى إنساناً أعمى منذ ولادته فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟" وهنا يوجد تعليق بسيط فالتلاميذ هنا لم تكن قد حلت عليهم الروح القدس ومثل أى أحد من البشر هناك ضعفات فهنا نرى حب الإستطلاع الكل يريد أن يعرف. يعنى معهم السيد المسيح الذى يشفى كل الأمراض وهم تلاميذ له رأوا إنسان مريض فبدلاً ما يفكروا فيه و يطلبوا من السيد المسيح معلمهم هذا الإنسان محتاج أن تمد يدك وتشفيه . ولكن للأسف لم يفكروا فى ذلك ونحن هنا لا نعتب عليهم ولا نلومهم. لكن عذرهم الوحيد أن الروح القدس لم يكن قد حل عليهم بعد . ولكن هذه هى طبيعة البشر فهم فكروا أن يعرفوا من المخطىء؟ وبطريقة فيها فكر فلسفى خاطىء. السيد المسيح قد لغاه. حيث أنه كان فيه بعض الفلاسفة رأيهم هنا ومازالوا يعتقدوا به حيث يقولوا أن الإنسان لو عاش مرة بيعيش مرة ومرات لو عاش فى حياة طيبة بارة ترضى الله ربنا يجيبه بعد ذلك فى جسد أفضل كامل صحياً، وله مكانة فى المجتمع مثلاً لو شخص كان عامل بسيط ويعيش حياة ترضى الله ربنا يكافئه بأن يجيب روحه فى شخص آخر وزير، ولو الأخير هذا بدوره شخص فاضل يجيبه الرب فى ملك وهكذا..... أيضاً فى إنسان صحته أحسن من الأول ولذا فهم معتقدين أن هذا الإنسان كان يعيش من قبل فى حياة خاطئة لذا الرب قد عاقبه وأتى به فى جسد إنسان مريض صحياً ولذا فهم يسألون" من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى" ولكن كيف يخطىء قبل أن يولد؟ فيجوز أخطأ أبواه ولذا فنتيجة وثمرة خطأهم هذا الطفل المريض وممكن أن نتقبل هذا الإحتمال. ولكن أن الإحتمال الآخر صعب ومرفوض. وقال لهم السيد المسيح أن هذا الفكر مرفوض ولا يوجد مايسمى "تناسخ" روح تحيا ثم تأتى فى شخص آخر. ولكن أصحاب هذا الفكر بيتمادوا فيه لدرجة أنهم يقولوا لايوجد فرق بين روح الإنسان وروح الحيوان. أى أنه لايأتى فقط فى إنسان مريض أو ذو مرتبة أقل ولكن أيضاً فى الحيوان بمعنى أن الحيوانات روحها كانت روح بشر وأخطأوا من قبل. بمعنى لو ملك مثلاً أخطأ وظالم يجيبه فى روح شخص عامل أو خادم ليذل ويعانى كما عانى منه الناس ومن ظلمه من قبل، وسوف نتناول كما تعودنا فضائل هذا الرجل : 1- الصمت: وأجاب يسوع" لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه" هنـــــــــــــــــــــا يوجد نقطة روحية جميلة ليتنا نضعها نصب أعيننا فمثلما يعلمنا فى الكتاب المقدس ويقول لنا الله " الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون" وهذه أول صفة فى هذا الإنسان. تخيلوا معى أنه لا يعرفهم وهم لا يعرفوه وبمجرد أن رأوه يريدون البحث عمن المخطىء. هو ولا أسرته تخيلوا أى واحد فينا فى هذا الموقف. ماذا يكون ردنا؟؟ طبعا الإنسان لابد أن يدافع عن نفسه ويقول لا أنا ولا أسرتى قد أرتكبنا أخطاء.....ولكن مهما دافع ماذا كان سيقول ؟؟؟ لكنه صمت ولم يفتح فاه وهنا يعلمنا السيد المسيح إن الذى يصمت ولا يدافع عن نفسه الله يدافع عنه.. لو كان رد لم يكن المسيح قد رد ولكن عندما سكت وجد السيد المسيح قال "لا أخطأ هذا ولا أبواه" لكن لو كان قال أنا لم أخطىء لم يكن لأحد أن يصدقه وسيكون رده ضعيف. 2-تحمله للمرض: وأيضا لم يكتف بذلك ولكن قال وأكد حقيقة أخرى أعظم وهى كما يقول الكتاب " لكن لتظهر أعمال الله فيه" وهذه شهادة من الله نفسه أن هذا الشخص قد تحمل المرض لكى يتمجد الله وليتنا نأخذه درس أمام أعيننا. إذا ظلمنى أحد أقول يارب أنا لن أرد. لأننى لو رديت ودافعت عن نفسى لن أستطيع كما لو دافعت عنى أنت يارب.... يوجد ناس كثيرة تعانى الظلم وإذا ردوا ستكون ردودهم ضعيفة ولن ينالوا المصداقية. لكن لو تركوا الرب يدافع فعلاً عنهم سينالون كامل حقوقهم. والأكثر من ذلك سيتمجد الله فى حياتهم سواء بظلمهم وبعدم دفاعهم عن أنفسهم....... ولكن لى ملاحظة هذا ليس معناه أن كل شخص يكون سلبياً فى حياته ولا يدافع عن حقوقه إلا إذا كان من أجل الله ... لكن لو شخص أخطأ فى عمله ويُسأل فلابد هنا من توضيح الحقيقة والصمت هنا يضر ولا يفيد صاحبه. لكن إذاأتهمنا نحن كمسيحين وإذا أستطاع الشخص التحمل من أجل الله سيأخذ هذه البركة. " ينبغى أن أعمل أعمال الذى أرسلنى ما دام نهار. يأتى ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دمت فى العالم فأنا نور العالم" معنى هذه العبارة أن هذا الإنسان مولود أعمى لمجد أسم الله لأنى أنا نور العالم وأعطى النور للعالم لكى أستطيع بقتضى مرضه أن أؤكد ذلك أمام الكل. يقول الكتاب: " قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عينى الأعمى وقال له أذهب أغتسل فى بركة سلوام. الذى تفسيره مرسل. فمضى وأغتسل وأتى بصيراً" هذه كما نرى ليست معجزة شفاء فقط ولكن معجزة خلقة ومن الآيات والمعجزات التى تؤكد ألوهية السيد المسيح أنه الله الخالق. الله خلق الإنسان من الطين، فقد ولد هذا الإنسان وجزء ناقص فيه. مثل شخص ولد بذراع واحد مثلاً والآخر غير موجود وربنا أحضر قليل من الطين من نفس المادة التى خلقه بها وعمل له ذراع .وهنا ربنا أحضر قليل من الطين (نفس المادة التى خلقه بها) فالله منذ البدء خلق الإنسان من الطين وهنا نفس الحكاية التى تؤكد أنه هو الله الخالق فهذا الشخص ولد بدون مقلتين فعملهم من الطين ووضعهم فى مكانهم. نقطة أخرى يريد أن يوضحها لنا الكتاب المقدس أن السيد المسيح هو خبز الحياة. فنحن نأخذ جسد المسيح ودمه لكى نحي به. فتخيلوا ليس جسد المسيح ودمه فقط لكن هنا يقول الكتاب"تَفل" أى قليل من الماء أخرجه السيد المسيح من فمه, علمياً يقال أنه بصاق الإنسان أو الافرازات التى تخرج من الفم لو جزء منها وصل إلى عين إنسان إذا لم تكن تصيبه بالعمى على أقل تقدير فقد تصيب العين بالتلوث والأمراض. لأنها تحوى بكتريا وميكروبات إلى آخره، فتخيلوا لو أن العين لشخص سليم وليس مريض فإن وضع الطين عليها سينهى عليها بالتأكيد ويؤذيها. لكن لأنه هو الحياة حتى لو فى نظر الناس أن ذلك الشىء قد يضر جسد الإنسان لكنه هو الذى يمنح الحياة. وليؤكد للعالم كله أنه لو فكر الناس أن هناك أذى لكن مع السيد المسيح تتحول كلها للخير. 3- الطاعة وعدم التذمر: نجد هذا الإنسان بكل إيمان قوى وبكل طاعة ترك المسيح يضع الطين على عينيه ولم يسأله عما يفعله، والأصعب يقول له أذهب إلى بركة سلوام وهى تبعد عن المكان الذى يوجد فيه حوالى 6 كيلو مترات. تخيلوا الرجل سيضع الطين على وجهه ويسير لآخر البلد. لو أى أحد آخر سيقول أتريد يارب أن أكون مثار للسخرية والإستهزاء من الآخرين؟؟؟ كان من الممكن أن يقول له أنت معك تلاميذك فنادى على أحد منهم ليجلب لى بعض الماء من تلك البركة وأنا سوف أغتسل ههنا ..... 4- الشكر: ولكـــــــــــــــــــــــــن لم يعترض ويقول الكتاب المقدس " فمضى أغتسل وأتى بصيرا" والأقوى منها أنه عاد ليشكر السيد المسيح . فلو عشنا الموقف تخيلوا معى أن شخص محروم من الرؤية وكان عمره مثلا 30 سنة، يسمع عن الناس وعن الشجروعن الأزهار والبحر والحيوانات ويريد أن يعرف ويرى وقد واتته الفرصة للشفاء وللرؤية هل يعود مرة أخرى ليشكر ! هل مازال يملك الوقت لذلك؟!!! فنحن فى حياتنا اليومية نرى أناس كثيرين يذهبون لغيرهم ويلحون عليهم لغرض معين وبمجرد تحقيق هذا الطلب أوالغرض تنتهى علاقاتهم بهم. طالما أن مصلحتهم قد أنقضت. حتى كلمة الشكر ينسوها لكن هذا الرجل لم يكن يهتم أن يجرى ليرى الدنيا التى حرم من رؤيتها 30 سنه ولا أهتم أن يفرح أسرته ولا أصدقائه إن وجدوا ترك كل هذا وذهب ليشكر المسيح.. كل هذه صفات يملكها الرجل، فالرب أعطى الخلاص مجاناً للإنسان وقدمه له ولكن من يستحق هذا الخلاص؟؟ الذى يجاهد ويعمل ويملك صفات تستحق هذا الخلاص. 5-عدم الخجل من الظروف السيئة: " فالجيران والذين كانوا يرونه قبلاً أنه كان أعمى قالوا أليس هذا هو الذى كان يجلس ويستعطى" فبعد ماذهب إلى السيد المسيح وشكره ذهب لأسرته ورآه الجيران تساءلوا هل هذا هو الشخص بعينه الذى كان يجلس ويأخذ إحسان من الناس؟؟ وآخرون قالوا هذا هو، وآخرون قالوا إنه يشبهه. فجيرانه الذين يروه يوميا ليل نهار لم يعرفوه وكانت فرصة ليخفى حقيقته عنهم فهو كان يتسول منهم. فكان من الأولا أن ينكر معرفته بهم . فهناك كثير من الناس يحاولوا أن يتبرأوا من موقف أو آخر . فمن فى وقتنا الحالى يكون فى أزمة و يحتاج للآخرين ويفصح عن هويته إذا منحه الرب نعم بعد ذلك يأتى بمنتهى الشجاعة ويقول أنا هو ويفصح عن هويته وشخصه؟ ويقول أنا من كنت أحتاج اليكم فى وقت من الأوقات. هناك نوع من البشر يحاول أن يتبرأ من أسرته ومن بلده عندما تعلى مكانته ويمنح منصباً مثلاً ....يخجل من أهله ومن بلده ومن أقرب الأقرباء له إذا أغتنى مثلاً وأسرته ما زالت على حالها معدمة . هذا الإنسان يعطينا درس إن الإنسان لايخجل من ظروفه الصحية، أو مستواه الإجتماعى ومتى يعطيه الله ويرفع عنه هذا الضعف لا يشعر بالضيق لو الناس علمت حقيقته وماضيه. هذا لا ينقص منه شيئاً . الناس قد أختلفت فى هذا الرجل وكل واحد يقول هل هذا هو أم لا؟ فنجد الكتاب يقول" وأما هو فقال إنى أنا هو" "فقالوا له كيف إنفتحت عيناك" أجاب ذاك وقال. إنسان يقال له يسوع صنع طيناً وطلى عينى وقال لى أذهب إلى بركة سلوام وأغتسل. فمضيت وأغتسلت فأبصرتُ" فقالوا له أين ذاك . قال لا أعلمُ" هنا الإنسان الذى لابد يفكر بعمل الله فى حياته ويتذكره. أى نعمة نحن فيها وأى عطية أو بركة مصدرها الله. ناس كثيرة تنسب نجاحها إلى مهارتها وشطارتها ومجهودها ولكن هناك من يقول أن ذلك النجاح وكل ما أنا فيه يعود إلى عمل الرب معى. فليتنا نتذكر عمل الله معانا فى نجاحنا فى حياتنا وحل مشاكلنا. وصحتنا التى تحسنت مثلاً بعد طول مرض فى نجاحنا الإجتماعى والمادى والروحى. ننسى الذات والأنا ونمجد الله مثل هذا الإنسان. هنا نجد أنه بدأ تدريجياً يعرف المسيح رويدا رويدا .... ففى الأول سألوه فقال إنسان وعندما سألوه بعد ذلك قال إنه نبى وبعد ذلك قال إنه إنسان بلا خطية . فهو لايوجد إنسان خاطىء يستطيع أن يفتح إنسان ثم بعد ذلك أعترف به أنه إبن الله . فكل شوية هذا الإنسان يتقدم فى معرفته بالسيد المسيح إستكمالاً للفضائل التى ذكرناها سابقاً: 5- القوة: "فأتوا إلى الفريسين بالذى كان قبلاً أعمى. وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه. فسأله الفريسيون أيضاً كيف أبصر. فقال لهم وضع طيناً على عينى وأغتسلت فأنا أبصر. فقال قوم من الفريسين هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت. آخرون قالوا كيف يقدر إنسان خاطىء أن يعمل مثل هذه الآيات. وكان بينهم إنشقاق. قالوا أيضاً للأعمى ماذا تقول أنت عنه من حيث أنه فتح عينيك فقال إنه نبىُ". فلم يصدق اليهود عنه أنه كان أعمى فأبصر حتى دعوا أبوى الذى أبصر. فسألوهما قائلين أهذا أبنكما الذى تقولان إنه ولد أعمى؟. فكيف يبصر الآن؟ أجابهم أبواه وقالا:- نعلم أن هذا إبننا وأنه ولد أعمى. وأما كيف يبصر الآن فلا نعلم. أو من فتح عينيه فلا نعلم هو كامل السن. أسألوه فهو يتكلم عن نفسه. قال أبواه هذا لأنهما كانا يخافان من اليهود. لأن اليهود كانوا قد تعاهدوا أنه إن إعترف أحد بأنه المسيح يخرج من المجمع. لذلك قال أبواه إنه كامل السن أسألوه. بالطبع هنا موقف أبويه كله معروف فعندما يقال على إنسان يريد أن يهرب من موقف ما يقول هذه الجملة: فهو كامل السن فأسألوه أنتم فأنا ليس لى أى شأن لأنهم كانوا يعرفون القصة فنحن نعرف كلام اليهود بأن الذى كان ينطق بأسم السيد المسيح يخرج خارج المدينة. فأتوا بهذا الشاب وسألوه أنت الذى كنت أعمى؟؟؟ فأجاب: نعم فسألوه: كيف فتحت؟؟ فراح يحكى ويقول. وأنت ماذا تقول عنه سألوه بمنتهى الحدة؟؟ فأجاب: إنه نبىُ وكان أعظم شىء عندهم الأنبياء. قالو هذا رجل خاطى وصنع ذلك فى يوم السبت . وهذا اليوم ممنوع على أى شخص أن يخطو فيه. غيرمسموح للإنسان إلا بعشر خطـــــــــــــــــوات فقط وللضرورة القصوى. وعندئذ أحضروا والديه ليقصا عليهم الحكاية فأجابا: نحن لا نعرف بالضبط القصة. أسألوه فهو يستطيع الحديث والدفاع والأفضل أن تسألوه هو شخصياً فنحن لا نستطيع أن نفيدكم. فنحن لا نستطيع الإفصاح عن شىء لأننا نعرف مصير من يتكلم. وهنا نرى خوف قد سيطر عليهم. ولكن الرجل كان قوى فأعترف وقال أمام اليهود بكل التفاصيل. وأعترف بأن السيد المسيح أعظم من إنسان عادى فهو بدرجة نبىُ . وهو هنا لم يكن متأكد ويدرى إنه إبن الله. " فدعوا ثانية الإنسان الذى كان أعمى وقالوا له أعط مجداً لله. نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطىء. فأجاب ذاك وقال أخاطىء هو؟ لست أعلم. - هنا نرى القوة تظهر تدريجياً- فهو هنا لم يرض أن يشترك معهم . أنتم تقولون عنه هكذا فأنا لا أعلم تلك الحكاية " إنما أعلم شيئاً واحدا. إنى كنت أعمى والآن أبصر. فقالوا له أيضاً ماذا صنع بك. كيف فتح عينيك. " أجابهم قد قلت لكم ولم تسمعوا. لماذا تريدون أن تسمعوا أيضاً. ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ. فشتموه وقالوا أنت تلميذ ذاك. وأما نحن فإننا تلاميذ موسى نحن نعلم أن موسى كلمة الله. وأما هذا فما نعلم من أين هو. تعالوا نرى هنا القوة التى يملكها "أجاب الرجل وقال لهم إن فى هذا عجباً فهو يتعجب منهم ويندهش. فهو يقول لهم أنا مندهش من كلامكم الذى كله كذب وإفتراء فأنتم ترون النور وتقولواعنه ظلام. " إن فى هذا عجباً إنكم لستم تعلمون من أين هو وقد فتح عينىّ. ونعلم أن الله لا يسمع للخطاة. ولكن إن كان أحد يتقى الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع." منذ الدهر لم يسمع أن أحداً فتح عينى مولود أعمى. لو لم يكن هذا من الله أجابوا وقالوا له فى الخطايا ولدت أنت بجملتك وأنت تُعلمنا . فأخرجوه خارجاً. وهو كان يعلم أنهم سيخرجوه خارجاً. لكـــــــــــــــن دفاعه عن السيد المسيح كان دفاع قوى. أنا متعجب من كذبكم وإفترائكم عن المسيح . تقولون عنه رجل خاطىء!!!!!!!!! كيف؟ فنحن على مدار التاريخ والعصور لم نر أن الرب قد أستجاب لصوت إنسان خاطىء ولا عمرنا سمعنا أن أحداً خاطىءيستطيع أن يفتح عينى أعمى. لكن هنا تروا عمل الرب واضح وتتغاضوا عنه وتتجاهلوه وتنكروه. ناس كثيرة تزيف الحقائق فقد تكون واضحة أمامهم مثل الشمس وينكرونها ويقولون أى شىء آخر. ويطلب من الناس أن تقتنع بكلامه فهو يرى النور ويريد أن يؤكد للناس أنه ظلام. ليتنا لا نكون منقادين فالحق يقتضى منك أن تقول الحقيقة. وفى الحياة طالما نرى كثيرين من الناس يفعلون ذلك ممكن أن يرتكبوا أخطاء فى حق الكنيسة، وفى حق الآباء الكهنة والخدام أيضاً. ويجدفون بالأقاويل عليهم رغم مايرونه من جهد مبذول فى الخدمة. ليتنا نكون أقوياء فعندما نسمع كلمة فيها ظلم لأحد نوضح ونقول. وهنا حاولوا ليس فقط بتغيير الفكر فحسب ولكن بالتهديد أيضاً. فهم قالوا من يذكر وينطق بأسم المسيح سيخرج خارج المدينة ويطرد. ولكنه عندما تأكدوا أن السيد المسيح هو الذى شفاه بدأوا يهددوه ولكنه لم يتنازل عن موقفه. "فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجاً فوجده وقال له أتؤمن بإبن الله". هنا يؤكد لنا أن العالم إذا أخرج إنسان من أجل المسيح. فالمسيح هو الذى سيبحث عنه. وإذا أحتملت من أجل ربنا هو بالتأكيد سيعوضك. يقول لنا الكتاب" من يضيع حياته من أجلى يجدها" " أجاب ذاك وقال من هو ياسيد لأؤمن به. فقال له يسوع قد رأيته والذى يتكلم معك هوهو. فقال أؤمن ياسيد. وسجد له". هنا توجد نقطة جميلة جداً. إن الله يعلن ذاته للإنسان فكثير من الشعب والناس حاولوا أن يطلبوا من السيد المسيح أن يفصح عن ذاته ولم يرض. والإنسان الذى علاقته ضعيفة مع الله لا يستطيع أن يعرف المسيح . لكن الذى يعرف المسيح معرفة حقيقية بالله وعلاقته به قوية لا يمكن لأى شىء أن يهزه. والعالم لا يستطيع أن يخطفه. ولهذا فى كل صلواتنا نقول "يارب عرفنى ذاتك" فأنا لو عرفتك مستحيل أن أتنازل عنك. فقال يسوع لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويُعمى الذين يبصرون" هذه العبارة فى ظاهرها بها شىء من التناقض. دينونة؟؟!!! فكيف يارب أنت قلت ما جئت لأدين العالم. فلما هذاالتناقض... فالمفتح تُعميه والأعمى تفتحه ما الهدف من ذلك؟ فى الواقع هنا لايوجد تناقض. فالسيد المسيح أتى لكى يقدم الخلاص للعالم. فلم يأت يوم الدينونة بعد. ويوم الدينونة سيأتى ولكن المسيح قدم خلاص وبهذا التقديم وبهذا المجىء هو فى حد ذاته فرز للذى يقبل الخلاص. ويناله والذى يرفض الخلاص هو حكم على نفسه بالدينونة. إذن مجىء المسيح وتقديمه للخلاص الذى يقبل موقفه ظهر والذى لم يقبل موقفه ظهر أيضاً. ممكن أن نشبه ذلك- مع فارق التشبيه- ممكن الإمتحان مثلاً فهو الفيصل فهنا ناس ستنجح وأخرون سيفشلوا فالإمتحان ليس هو الذى يحدد إنما ذكاء الشخص وتفكيره ومجهوده... هو الذى يبين. وهنا نجد السيد المسيح يقول.. العمل الذى عملته والخلاص الذى قدمته والنداء الذى بأنادى به على كل إنسان. وقبولى لكل خاطىء. فالذى يقبل الخلاص لا دينونة عليه ولكن الذى يرفض هو الذى سيكون عليه دينونة. " حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون" هنا لم يتكلم عن البصر والرؤية العادية.التى يتمتع بها الإنسان. أو الإنسان الذى ربنا سمح له بعدم البصر ويأخذ هذا الإكليل إذا تحمله بصبر وفرح. ولــــــــــكن هنا يتحدث عن الرؤية الروحية التى تقود الإنسان إلى الخلاص. فالذين يعيشون فى الخطية ولا يعلمون وصايا ربنا ولا يعرفون طريق البر وطريق القداسة سوف يأتى ليرشدهم. ليتركوا هذا الشر ويحيوا فى طريق النور. فالمسيح أتى للخطاة" ماجئت لأدعو أبراراً للتوبة" جاء ليدعوا الخطاة....... والخاطى الذى يقبل المسيح ويأتى إليه لا يُخرجه خارجاً. "ولهذا يقول أنا جئت لهؤلاء الناس فالذى يشعر بأخطاؤه سيخرج مبرراً. أما الذى يشعر أنه مفتح وأنه يعرف أحسن من كل الناس فقد أتى المسيح ليكشفهم. ناس كثيرة عندها كبرياء وتحيا حياة الكبرياء. فمن الممكن أن يكون الخطأ واضح فى أسلوبهم وتعاملاتهم. والآخرين ينصحوهم. لكنهم يرفضون النصيحة ويدعون المعرفة. حتى ولو كان الموقف أمامهم واضح ولا يقبل المعرفة ولا يحتمل الصواب أو الخطأ. فأحياناً الشخص يذهب إلى أب إعترافه. ويضع فى ذهنه إنه سينفذ ما يدور فى تفكيره ولا يحتاج إلى نصيحة. أو كلمة من أب إعترافه. فلما الذهاب إذن طالما أنت متمسك ومتشبث بتفكيرك. ممكن أحياناً يقول لم أشعر بالإرتياح مع أب إعترافى وأود تغييره وتركه لأنه لا يوافق على كل آرائه ولا يأخذ بها. فأسأل هل أنت تريد الذهاب إلى أب إعترافك ليمنحك تصريحاً بالخطأ. أم لكى يصحح أخطاؤك وينصحك وأنت تستجيب له؟!..... كل هذا كبرياء وإصرار على الموقف مهما كان خاطىء. المسيح أتى للذين يشعرون بضعفهم لأنه يحتاجون إليه وإلى إرشاد. والأنسان المتغطرس المتعجرف الذى لا يقبل النصيحة هو الذى يُحكم عليه بالدينونة. هنا نجد أيضاً أن اليهود يفهمون العمق الروحى فى كلام السيد المسيح. وكان واضح كبرياؤهم حيث يعتبرون كل الشعب أعمى ومخطىء ومحتاج إلى نصائحهم. وهم فقط المبصرون. وهم الذين يعرفون الحقيقة ويقودون الناس العميان. "فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسين وقالوا له ألعلنا نحن أيضاً عميان" فهم هنا سألوا السيد المسيح هل نحن أيضاً عميانأ مع هؤلاء الناس؟. فرد عليهم يسوع "لوكنتم عمياناً لما كانت لكم خطية" ولكن الآن تقولون إننا نبصرفخطيئتكم باقية. وهذا ليس معناه أن الذى فقد نعمة البصر ليس عليه خطية، فأحياناً ناس لا تبصر ولكنها تحيا فى الخطية. فهنا الخطية لا علاقة لها بالبصر الطبيعى. ولا لها لاعلاقة بأن المريض بهذا المرض ليس عليه خطية. فنجد أحياناً ناس فقدوا البصر ويمارسون السرقة مثلاً . ولكن يقصد هنا إنه لو إنسان لا يملك المعرفة الكافية بالكتاب المقدس والمعرفة القوية بالله يكون له العذر والمبرر فيما يرتكبه من أخطاء. أما الإنسان المسيحى والذى فيه الروح القدس ويمارس الأسرار بإنتظام من تناول وإعتراف ويقرأ الكتاب المقدس ويعرف وصايا ربنا ويكون مثله مثل أى شخص آخر لم يسمع عن المسيح.... وستكون خطاياه أضعاف. لذا فالنعمة التى نحن فيها هى نعمة وبركة وفى نفس الوقت ستكون شاهد على إدانتنا لو لم نسير فى الطريق الصحيح. فكل حياة روحية نعيشها فالكتاب المقدس معناسيكون شاهد علينا. فلو قرأنا فى الكتاب المقدس ولم ننفذ وصية ربنا. أو نذهب للكنيسة للتناول مثلاً ونتجاهل وصايا الرب فالبركة التى سننالها ولانحيا فيها تكون سبب خطية لنا. فإذا كنا نجهل بوصايا الله ربما لم يكن هناك دينونة ولكن للأسف الذى يعلم وصايا الله ولا ينفذها سيكون علية دينونة. " ولكن الآن تقولون إننا نُبصر فخطيتكم باقية"الفريسيون يشهدون لأنفسهم أنهم القادة الذين يرشدون كل الناس وهم وحدهم الذين يعلمون الحقيقة. هذا يجعلنا حذرين من الكبرياء . فأحد الآباء القديسين يُحكى أنه كان كلما رأى أحد يخطىء يصرخ لربنا ويقول أخى اليوم يخطىء غداً سيتوب. فمن الممكن أخطىء غداً ولا أجد فرصة للتوبة بعد غد هذا هو منتهى الإتضاع. لكن الإنسان المتكبر ينتقد أخطاء الغير وإن كان ليس بالكلام فربما بفكره أو قلبه. ويعتقد أنه هو المُبصر الوحيد فقط وأنه على صواب دائماً. الإنسان إذا تمسك بما عنده كما يقول الكتاب المقدس "تمسك بما عندك" الرب سيمنحه الخلاص وينقذه من كل الضعفات . والسيد المسيح يحذرنا من الكبرياء ومن نظرة الدينونة، والتمسك بالرأى فى الأخطاء . فعلينا أن نستمع إلى آراء الآخرين وخاصة الذين نثق فيهم طالما هذا يخدم مصلحتنا. الرب يعطينا إستنارة روحية وإستنارة جسدية فى كل حياتنا نيافة الانبا ابرام اسقف الفيوم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|