رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين (9) مخاوف الروح وأخطاره فعلى الإنسان الذى يُصادق الروح القدس، أن يحذر من هذين الخطرين: خطر الزهو والاعتداد بالذات، وخطر اليأس وصغر النفس. لأنه بينما يكون الروح صاعداً بنا إلى علو التأمل والصلاة، وبينما تنتابنا أفكار الزهو والخيلاء، فنسقط على شوامخ جبال الرؤى والتجليات والأحلام، حيث يفصلنا عن الواقع مخاطر النزول؛ فلا يمكن أن نعود إلى اتضاعنا السهل، إلا بالمحن والانحدار تلو الانحدار!! كذلك بينما يكون الروح حاملاً النفس فى مركبته النارية الملتهبة، وقد احتواها بحرارة العبادة، والغيرة المتقدة، ثم يحدث أن تميل إلى اليأس والشك من صعودها وتتمسك بربط خطاياها، وتفقد رجاءها؛ حينئذ يتخلى عنها الروح، فتقع فى حضيض الدنيا، وتلتصق بتراب الأرض، حيث يفصلها عن حقيقة الروح والحياة الأبدية هوة سحيقة، وبحر اليأس، الذى لا يمكن عبوره إلا على دم المسيح!! فيا روح الله الذى أصعد إيليا إلى السماء على مركبته النارية، أعطنى اتضاع المسيح، الذى أصعده من تراب القبر إلى عرش الله. حقق فىّ رجاء المسيح ووعده، خذ منى وأعطنى، خذ مما له وحصنى، لأن الصعود بالروح شاق شاق جداً، لأنسان يحمل ثقل خطاياه. إن كان العشار المبرر لم يستطع أن يرفع عينيه إلى السماء، فكيف ترتفع روحى لتبلغ الله؟ وإن كان التلميذ الغيور صرخ أنه غير مستحق لأن يقترب الرب إلى سفينته، فكيف أبلغ أنا حضرة القدير؟ وإن كان الصعود شاقاً بهذا المقدار، فاحتمال السقوط من بعد الصعود أشق وأخطر. فيا روح الله أمنى ضد الزهو والكبرياء. الناس فى العالم يؤمنون حياتهم ضد الفقر والعوز والذلة، ولكن أمنى أنت ضد الغنى واعظمة والكرامة. أمنى ضد نفسى حتى لا تطلب العزة التى لله وحده. أمنى ضد الارتفاع الخاطئ، لئلا أسقط، ويكون سقوطى عظيماً. احملنى فى مركبتك الخفيفة، التى تلغى ثقلى، واحتوينى بحرارتك التى تعزلنى عن العالم، فأرتفع حيث تشاء! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|