رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن الرب نفسه الذي هو الطريق والإله الحق تواضع ونزل نزولاً مُذهلاً مهولاً، إذ من عظمة بهاء مجده الفائق: [ أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس ] (فيلبي 2: 7)، لأنه من أجلنا صار هكذا وليس من أجل نفسه، لأنه هو افتقر لكي يغنينا بفقرة [ فأنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره ] (2كورنثوس 8: 9)، وجاع لكي يشبعنا من خبزه الحي، وعطش لكي يسقينا من ماء الحياة، وها هو حاضر بوعد قطعه مؤكداً أنه سيكون حاضراً معنا في كل حين [ ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين ] (متى 28: 20)، ووعده أمين يحتاج إيمان حي بلا تشويش لكي نراه ونلمسه من جهة كلمة الحياة فنتذوق فعلها في قلبنا، وهو الذي نادى تعلوا إليَّ يا جميع المتعبين، تعالوا إليَّ أيها العطاش، فلماذا إذاً الآن لازلنا نأن في أنفسنا ونقولأين أنت يا رب ولماذا تخليت عني !!!
فتعالوا أيها المحتاجون إلى التأديب ولازموا مدرسة الحكمة التي من فوق، فلماذا تعترفون بجهالتكم وتقفوا عند هذا الحدّ، لماذا تقولون في أنفسكم أننا غير صالحين أن نسير في طريق الله، ونحن غير مستحقين لهُ، فلماذا نفوسكم بهذا العطش ولا تحركون ساكناً !!!
فهو ليس محتاجاً لأحد يُعطيه شيئاً، لكنه يحتاج إناء يملأه هو ليس بحاجة لأناس تخدمه لأنه لا يحتاج لخدمة قط، بل هو الذي خدمنا وأتى إلينا بنفسه لكي يعطينا ذاته فالله لا يحتاجك ولا يحتاجني في شيء، بل نحن المحتاجين إليه في كل شيء، نحن نحتاجه أب لنا، نحتاج أن نحيا في حضنه. هو يسعى إلينا ولكننا لا نسعى إليه ونمكث مكتوفي الأيدي، الله لن يفعل لنا شيئاً غصب عنا أو يُجبرنا عليه لأنه يحترم حريتنا ويُقدر كل واحد فينا، بل علينا أن نتحرك نحن ونطلبه، لكن نطلبه لا بمجرد الشفتين وبتكاسل بل بصلوات لا تنقطع...
فلماذا نحرم أنفسنا من أبوة الله ونظل نشكي ونشتكي حالنا، ونظل نقول أين أنت يا رب، لقد آن أوان أن نؤمن ونطلب عن ثقة يقين أنه يسمع لنا، لأنه يسمع لخليقته التي على صورته، وأن كنا خطاة فهو يسمع بالأولى للخطاة وفجار الأرض الذين رفضوا الخطية وإنسانهم الميت الواقع تحت سلطان الموت وفساد الخطية، ويعلنون احتياجهم الخاص أمامه وحده طالبين اسمه العظيم القدوس..
اعملوا عملكم هذا قبل فوات الأوان، والرب يجازيكم خيراً في أوانه، هذا إن تمسكتم به ووثقتم فيه، لأن الإيمان يُحرك السماء كلها، لأن بدون إيمان لا يُمكن إرضاؤه، فالزانية التي انسكبت عند قديمة وغسلتهما بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها صارت شائعة الصيت بمحبتها وإيمانها وثقتها فيه، لأنه جعل اسمها مكرم في الإنجيل، اما الفريسيين وحاملي وعود الله وحراس الناموس، رفضهم وعنفهم ووبخهم بشدة، وجعل اسمهم مخزي في الإنجيل بسبب كبريائهم وتعاليهم وظنهم أنهم ليسوا في حاجة إليه وهذه مشكلة المعرفة بدون قوة الله,,, والخاطئ الذي قال [ الله ما ارحمني انا الخاطي ] نزل مبرر والفريسي الذي تمم كل الفرائض التي بحسب الناموس نزل مدان وغير مبرر قط لأنه اهتم بذاته وانحصر فيها ولم يطلب شركة الله,,, واللص الذي صرخ بثقة اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك، الرب حقق له ما أراد وقال اليوم تكون معي في الفردوس، فاللص اعترف اعتراف الإيمان الحي فنال مجازاة عادلة، أما التلميذ (يهوذا) خان وباع سيده ومضى بعدم ثقة إذ كان ضميره يأنبه وخنق نفسه واهلكها أبدياً... لذلك يا إخوتي، هيا بنا الآن نربح أنفسنا في المسيح ونُقدم اعتراف حسن لأنه ينتظر كل واحد فينا يعترف به بفم قلبه ليستنير بنوره وينال مُجازاة تفوق كل ما أعطاه ويُعطيه لله من تقديمة قلب وإعلان حاجته إليه، لأنه سينال قوة سكنى الله في داخله... فافرحوا بالرب الآن وتعالوا إليه واطلبوا اسمه الآن وليس بعد قليل فيكون هو راحه نفوسكم.
أيها الآب أنت أبي في ابنك الوحيد مسيحك الذي لبس جسدي واصعدني إليك فيه حسب مسرتك هذا الذي رفع نفسي مع كل خاطي وفاجر من الموت للحياة هو يحب جنسنا الضعيف الفاني يحبنا جداً فلبس جسدنا كرداء متحداً به بلا انفصال فأخذ كل ما لنا ليُعطينا ما له وما هو له هولك، وما هو لك هو له وأنت نفسك تحبنا لأنك دعوتنا أحباء فيه لتلبسنا مجده الذي أحاطنا به بقيامته ومبتغاك أن نكون قديسين لتحل فينا مع ابنك الحبيب والروح القدس لكي نكون منزلاً لك ومَقرّ سُكناك الخاص فهلمَّ الآن يا سيدنا افتح أعيننا جميعاً على مجد بهاءك الفائق اكسينا برّ مسيحك لكي نقف أمام مجدك ببهاءهُ الخاص وفي تقواه لأن بدمه الكريم صرنا مقبولين عندك ولنا ثقة في الدخول إلى محضرك البهي لذلك الكل يُناجيك طالباً نورك القوي لكي تُشرق علينا جميعاً بابنك الوحيد فنستنير وبروحك القدوس تعطينا عطاياك المجيدة لأننا به نصرخ إليك أبا أيها الآب فاستجيب لنا لأنها مسرتك أن تعطينا مجدك وتعرفنا اسمك آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|