منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 11 - 2013, 07:33 PM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

" أدم وعائلته "
(5)


" أدم وعائلته " قصة على أجزاء من وحى قصة الخليقة والسقوط والطرد من جنة عدن (5)


ظلا كلا من الرجل والمرأة يعملان طوال اليوم تحت شمس النهار المحرقة وهم يقطعون أغصان أشجار ويلفونها بأعشاب وبأغصان طرية ثم يربطونها ببعضها البعض مكونين حائطاً ثم حائطاً ثم حائطاً ثم حائطاً آخر ثم بدأوا في عمل السقف.

أصابهما الإجهاد تماماً بنهاية اليوم وتصببوا عرقاً وألماً ولما إنتهوا من أول بيت في التاريخ كان عبارة عن متران في متران من أغصان الشجر وفوقهما سقف.

كانت المرأة قد جمعت بعض ثمار الجوافة والفراولة والموز أثناء جمعها هي وآديم لبعض الأغصان ووضعتهما في جانب من البيت. نظر آديم لإمرأته وقد غابت الشمس وحل الظلام وقال لها.

آديم: لنشكر الرب الذي قوانا حتى إنتهينا من منزلنا ونشكره على هذا الطعام ثم نأكل.

حيانه: كيف سنشكره؟ نحن لانراه

آديم: هو يرانا ويسمعنا، صدقيني إنه أقرب لنا مما نتخيل

رفع آديم عينيه للسماء وصلى لله

آديم: نشكرك يا إلهنا العظيم لأجل معونتك لنا اليوم وتنجيتك إياناً من الأسد ثم مساعدتك لنا من أجل أن نؤسس هذا البيت الصغير، ومن أجل هذا الطعام. إملأ البيت بسلامك وبحضورك وإجعلنا نستشعر وجودك. نشكرك.

بدأا يمدا أيديهما للطعام ويقضما في صمت من ثمار الفاكهة. وبعد أول قضمة إبتلعت حيانه ما في فمها ونظرت لآديم وقالت

المرأة: آه كم أتمنى أن أرجع للجنة وأرى الرب مرة أخرى ونرتاح مما نحن فيه

آديم: هذا لن يحدث الآن على الأقل. تذكري وعد الله لنا في الجنة لقد أكد لنا أن نسلك سوف يسحق رأس الحية التي خدعتنا وسببت كل هذا (تك3: 15)

المرأة: نعم. أتذكر

آديم: حسناً وحتى يأتي هذا النسل سوف نظل هنا ولكن الله نفسه سيكون معنا ولكن بصورة غير منظورة. سوف نتعامل معه ولكن ليس بالعين المجردة مثلما كان ولكن بالإيمان.

المرأة: قل لي ماذا حدث بينك وبين الرب

آديم: لقد كنت حائراً وسألته عن أشياء كثيرة وأجابني فارتحت تماماً

المرأة: وماذا قال لك عن شجرة معرفة الخير والشر. لماذا وضعها في الجنة؟ ألم يكن من الأفضل أن لايضعها لئلا نسقط في ما نحن فيه؟

آديم: دون هذه الشجرة لم يكن لدينا إختيار سوى أن نطيع الله، وهو لايريد أن يجبرنا على أن نحبه ونطيع وصاياه، يريد أن يكون هذا أمر نعمله بإختيارنا. وهذه الشجرة كانت بوجودها تعطينا إختيار أن نطيعه وأن نعصاه.

المرأة: ولكنها كانت شجرة عادية مثل باقي الأشجار

آديم: نعم ولكن الأكل منها لم يكن عادياً رغم أنها مثل باقي الأشجار تماماً. لماذا أكلتي من الشجرة، هل تستطيعي أن تصفي لي لماذا بالضبط أكلتي منها؟

المرأة: نعم، لقد كانت الشجرة بهجة للعيون وشهية للنظر (تك3: 6)

آديم: ولكنها لم تكن متميزة عن الأشجار الأخرى في شيء، أليس كذلك؟

المرأة: بلى، لم تكن متميزة ولكنها كانت تبدو شهية جداً. لما قالت لي الحية أننا يوم نأكل منها نصير كالله عارفين الخير والشر(تك3: 5) عندها وجدت أن ثمر الشجرة قد حلى تماماً في عينيى(تك3: 6)

آديم: ماذا كان يمثل الأكل بالنسبة لك؟

المرأة: كنت أريد أن نكون كائنين مستقلين مثل الله ولانضطر أن نعتمد على الله لكي يحدد لنا ماهو الخير وما هو الشر. كنت أريد أن نقرر نحن لأنفسنا ماهو صالح لنا دون الرجوع له

آديم: هذا هو ما طمحت إليه أنا أيضاً. فلماذا أترك الرب يختار لي، لماذا لا أصنع إرادتي أنا الذاتية؟

المرأة: فلما قالت لي الحية أننا سوف نصير كالله، قلت لنفسي لما لا.

آديم: هل تعلمين ماذا فعلنا يا إمرأتي؟ لقد صدقنا الحية وكذبنا الله. وحكمنا بأن الخالق العظيم الجبار كاذباً. يا له من خطأ مريع.

المرأة: نعم إنه خطأ بشع، هل تظن أنه من الممكن أن يغفر لنا؟

آديم: نعم بكل تأكيد ولكن المشكلة أنه يحب أن يغفر لأنه غني في الرحمة ولكنه كما تعلمين عادلاً جداً في نفس الوقت، إنه ديان الأرض كلها (تك18: 25)

المرأة: ولكن لماذا لم نمت كما قال كالثور الذي ذبحه الرب وتوقف عن الحياة؟

آديم: لقد متنا بالفعل يا إمرأتي ولكنه تدخل بشكل ما

المرأة: كيف ذلك؟

آديم: لقد شرح لي بشكل كاف. لقد كنا بالطبع نستمد حياتنا ووجودنا من علاقتنا بالله. كنا نستند عليه في كل شيء. وكنا أحياء بسبب ذلك. ونحن إذ قررنا بأنفسها أن ننفصل ونستقل عن مصدر الحياة، فمتنا بالفعل.

المرأة: لا أعتقد أني أفهمك

آديم: دعيني أحاول أن أشرح لك. لقد كنا في الأول عندما نسمع صوت الله ماشياً في الجنة نذهب إليه فرحين به، ولكن بعد أن كسرنا وصيته صرنا نفر مبتعدين عنه (تك3: 10). لم تعد طبيعة أرواحنا تقدر أن تكون في علاقة معه. صرنا نخاف منه ونهرب منه. لم نعد قادرين علي رؤيته. لقد ماتت أرواحنا وإنفصلت عن مصدر الحياة الروحية أي الله.

المرأة: ألهذا لا نستطيع أن نراه مرة اخري؟

آديم: بشكل ما ولكن أتذكرين بعد أن سقطتنا لما أعلن الوعد الكريم أن نسلك سوف يسحق رأس الحية وينقض أعمال إبليس (1يو3: 8 )

المرأة: نعم أتذكر، لقد إنطلق قلبي فرحاً لما سمعت هذا الوعد

آديم: نعم وأنا أيضاً لقد صدقنا الله. بعد أن كنا قد صدقنا الحية وآمنا بكلامها، تراجعنا وصدقنا الرب وآمنا بصحة كلامه وآمنا بوعده. لقد إعترفنا مرة أخرى أن الحية كاذبة والله صادقاً

المرأة: نعم هذا هو ما أحسست به.

آديم: وهذا هو ما أسماه الرب “الإيمان” الإيمان به وبكلمته، هذا الإيمان غال جداً في عيني الرب. وكلمات الله التي صدقناها لها مفعول بالإيمان في أرواحنا تجعلنا صالحين لأن نستقبل منه كلاماً ونفهم بعض أفكاره مرة أخري. إن الإيمان يحيي أرواحنا مرة أخرى لكي نكون مرة أخرى في علاقة مع الرب. وهذا الإيمان هو السبب الذي جعل الرب يمكنه أن يغفر لنا.

المرأة: ومادام غفر لنا؟ فلماذا نحن خارج الجنة؟

آديم: سوف أشرح لكي هذا أيضاً. فنحن لما سقطتنا متنا موتاً روحياً وهذا كان علاجه كما شرحت لك الإيمان بكلمة الله وبصدق مواعيده مرة أخرى. ولكن الوضع الجديد يحتم علينا أن نتعامل مع الله بالإيمان وليس بالعيان في الجنة. طبيعتنا لم تعد تحتمل أن نكون معه في الجنة. ولكننا بالإضافة لذلك قد متنا أيضاً موتاً أدبياً.

المرأة: ماذا تعني؟

آديم: أتذكرين لما سألني الرب “هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها” فجاوبته متهماً إياك “المرأة التي أعطيتني هي أعطتني فأكلت” (تك3: 11، 12) ففي الواقع أنا إتهمتك أنت وإتهمته هو أنه أخطأ وأعطاني إياك. سامحيني على هذه الكلمات.

المرأة: لقد كان وقتاً عصيباً.

آديم: نعم ولكني سقطت من الوجهة الأدبية وألقيت بلوم أخطائي علي الآخرين هذا هو الموت الأدبي. لقد تسلل الفساد لطبيعتنا الإنسانية.

المرأة: وأنا أيضاً تعللت بالحية

آديم: تماماً هذا هو ما حدث لنا من جهة أدبيات حياتنا. إنه الموت الأدبي، فلم نعد مستقيمين مثلما كنا.

المرأة: نعم، لقد حاولت أنا نفسي أن أضلل الملاك لكي أمر إلي طريق الجنة. لقد تغلغل الشر بداخلي.

آديم: نعم وهناك أيضاً بعد ذلك الموت الجسدي مثل ذاك الثور الذي ذبحه الرب الإله لكي يغطينا بأقمصة من جلد.

المرأة: أتقول أننا سنموت؟

آديم: نعم للأسف. ولكني لا أعلم متى وكيف. ها قد رأيتي أنني أصبح من الممكن أن أُجرَح، وهناك أيضاً المرض، وإن كنت لا أعلم ماهو، ثم بعد ذلك الموت.

المرأة: يبدو أننا فسدنا داخلياً من كل جهة

آديم: نعم بالفعل. ولكن تذكري أن من نسلك سوف يأتي مخلصاً يزيل أثار اللعنة هذه ويسحق رأس الحية.

المرأة: سوف أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.

آديم: كلما أنظر لقميص الجلد هذا أتذكر دماء الثور التي سالت وأتذكر الموت الذي ماته ذاك الثور. لقد كان هذا الموت وسفك الدم هو ما أستحقه. مسكين ذاك الثور.

المرأة: دعنا ننتظر أن تنتهي اللعنة بمجئ هذا النسل. هل أستطيع أنا أيضاً أن أتحدث مع الرب بالإيمان.

آديم: نعم بكل تأكيد

نظرت المرأة إلى السماء وبدأت في مخاطبة الرب شاكره إياه على كل ما فعله معهما

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
" أدم وعائلته " قصة على أجزاء من وحى قصة الخليقة والسقوط والطرد من جنة عدن (9)
" أدم وعائلته " قصة على أجزاء من وحى قصة الخليقة والسقوط والطرد من جنة عدن (10)
" أدم وعائلته " قصة على أجزاء من وحى قصة الخليقة والسقوط والطرد من جنة عدن (6)
" أدم وعائلته " قصة على أجزاء من وحى قصة الخليقة والسقوط والطرد من جنة عدن (1)
" أدم وعائلته " قصة على أجزاء من وحى قصة الخليقة والسقوط والطرد من جنة عدن (2)


الساعة الآن 11:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024