|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" أدم وعائلته " (4) أخذت المرأة تجري وتجري وتنظر وراءها، فوجدت أن الأسد مازال يجري خلفها وزئيره المخيف يلف أرجاء الأرض. نظرت إليه مرة أخري وخاطبته كما إعتادت في القديم المرأة: ماذا جرى لك أيها الأسد؟ قف مكانك. لماذا لاتطيع الأوامر كالعادة؟ هل جننت؟ لم يبدو أن الأسد قد تراجع قيد أنمله عما في نواه وأخذ يطارد هذه الوجبة الشهية، المرأة. أخذت تجري وتجري وأخيراً صعدت فوق شجرة. أخذ الأسد يلف حول الشجرة ويحاول تسلقها وهو يزأر بشدة مخيفة تجعل قشعريرة رهيبة تسري في عظام وعروق المرأة. نظرت المرأة حولها تبحث عن مخرج من هذا المأزق المخيف ورأت آديم قادماً يجري من بعيد وينادي. آديم: إمرأتي أين أنت؟ المرأة: هنا أمامك فوق الشجرة. لقد جن جنون هذا الحيوان ولم يعد يستمع للأوامر كعادته. إنه يريد أن يأكلني….. إنقذني. ذهب آديم مباشرة للأسد وقال له بصوت آمر آديم: قف ماذا تفعل هل جننت؟ نظر الأسد لمصدر الصوت وتحول عن المرأة وقفز في إتجاه آديم يريد أن يقتله ويلتهمه. قفز آديم للخلف في آخر لحظة وأدرك أن الأسد الذي لم يعد كما هو قبل الخروج من الجنة، ولم يعد يخضع لأوامره فجرى بعيداً وتسلق شجرة هو الآخر ونظر لإمرأته وقال بصوت عال آديم: لا تتحركي من مكانك، حاولي أن تبعدي عن هذا الوحش قدر الإمكان المرأة: ماذا حدث؟ كيف لا يريد هذا الأسد إطاعة آوامرنا؟ آديم: الأمور تغيرت، لم نعد نحن كما كنا أسياداً للخليقة لقد تمردت الحيوانات علينا المرأة: ماذا سنفعل؟ أنا جد خائفة جداً آديم: سوف أحميك ولو بحياتي لا تخافي تسلق آديم لأعلى الشجرة وقطع غصنين طويلين قويين ثم بدأ في طريقه للنزول من الشجرة وما أن رأته المرأة حتى صرخت بصوت عال المراة: ماذا ستفعل؟ لا لا تنزل من الشجرة. آديم: سوف أتعامل مع هذا الوحش والرب قادر أن ينصرني عليه المرأة: أنا خائفة عليك، لا تنزل… آديم: ليس هناك طريقاً آخر رفع آديم قلبه لله وصلى في قلبه قائلاً آديم: أيها الرب الإله، أنا أعلم أنك تستطيع أن تنقذني من هذا الوحش، سوف أحمي إمرأتي منه بقوتك وسمع آديم في داخله نفس الصوت الذي سمعه من قبل قائلاً: “لاتخف، أنا هو” فنظر للأسد وقال بصوت قوي مملوء شكيمة وعزم آديم: أنت تأتي إلي بمخالبك وأنيابك وعضلاتك وأنا آتي إليك بإسم رب الجنود (1صم17: 45) تقدم آديم نحو الأسد الذي لما رآه تحول إليه وأخذ يزأر معلناً عن قوته وجبروته فسرت قشعريرة في جسد آديم الذي رفع عينيه بدوره نحو السماء فسمع نفس الصوت بداخله “لاتخف، أنا هو” فإبتلع لعابه وتشددت سواعد يداه وكعباه (تك49: 24) وأحكم قبضته على الغصنين وإقترب من الأسد الذي بدا أنه يتجهز للهجوم عليه. ثنى الأسد قدميه وإنحني بجسده للأسفل قرب الأرض ودفع الأرض بمنتهى قوته وطار في الهواء في إتجاه آديم. توقع آديم هذه الخطوة فقفز من مكانه وعاجل الأسد بضربتين من الأغصان وهو في الهواء. هبط الأسد وهو يزأر غاضباً وقفز مرة أخرى تجاه آديم الذي قفز هو الآخر ولكنه لم يبتعد بالقدر الكاف فناله الأسد بمخلبه في يده اليسرى ولكن آديم نجح مرة أخرى في أن يضربه علي رأسه مرتين بالعصا. إستطاع آديم أن يناول الأسد ضربة أخري على رأسه من الخلف فإستدار الأسد لمواجتهه فعاجله بضربة مؤلمة جداً بين عينيه هبطت على أنفه. صرخ الأسد متألماً وإستدار مغيراً رأيه مقرراً أن يبحث عن فريسة أخرى ينقصها هذا الإصرار الذي بدا لدى آديم. مكث آديم يراقب الأسد حتى إختفى عن الأنظار وقال لإمرأته إنزلي الآن فهرولت من الشجرة وإرتمت في حضنه باكية. المرأة: شكراً يا آديم، لقد أنقذت حياتي. ماذا فعلنا؟ ماذا فعلنا بأنفسنا؟ آه آديم: لاتخافي الرب مازال في صفنا وكل شيء سيصبح على مايرام المرأة: ولكنك مصاب أرني يدك. ما هذا؟ آديم: أعتقد أن لحمي قد قطع بمخالب الأسد المرأة: لم يحدث لنا هذا من قبل آديم: نعم هذا جرح، لم يحدث لنا من قبل أن جُرحنا. لم يكن ممكناً ولكن الوضع تغير الآن. أصبحنا من الممكن أن نجرح وأن نموت أيضاً المرأة: نموت؟ ماذا تقصد… آديم: كما مات الثور الذي ذبحه الرب ليصنع لنا القميصين. المرأة: أنا خائفة. ماذا سيحدث بعد هذا آديم: لاتخافي لقد تحدثت مع الرب. سوف تصبح الأمور صعبة جداً في حياتنا ولكن، الرب معنا. المرأة: هل ذهبت للجنة مرة أخرى؟ آديم: لا لقد تحدث معي من السماء دون أن أراه، سمعته فقط. لا تخافي. هو الرب. المرأة: ولماذا لم تراه؟ آديم: لم يعد ممكناً للإنسان أن يرى الله ويعيش (خر33: 20). إن رأيته كان عليَ أن أموت المرأة: ماذا قال لك؟ هل سيرجعنا مرة أخرى للجنة؟ آديم: لا أظن ذلك ولكن دعينا أولاً نبني بيتاً من أغصان الشجر يحمينا من الحيوانات المتوحشة وسوف أحكي لك بعد ذلك عن كل مادار بيني وبين الرب. المرأة: دعني أولاً أرى ماذا يمكنني أن أفعل أعطاها آديم يده وبدأت في محاولة تنظيف الجرح لهذا الجرح الذي في يدك؟ ووضع بعض اوراق الأشجار عليه وهو يتألم بين الحين والآخر كلما لمسته. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|