هذه صورة طائر البجع وهو يطعن جنبه ليطعم صغاره من دمه. ويعد طائر البجع أحد الرموز التي إستخدمت للتعبير عن الإفخارستيا منذ القرون الأولى للمسيحية، لأن من طبيعة هذا الطائر أنه في حالة عدم توفر الغذاء الكافي لفراخه، يقوم بجرح نفسه وإطعام صغاره بدمه! مما ألهم البعض أن يروا في ذلك صورة رمزية للمسيح الذي يطعم المؤمنين من دمه في الإفخارستيا.
وقد جاء ذكر طائر البجع لأول مرة كرمز مسيحي في كتاب ظهر في الإسكن...درية في القرن الثاني وهو كتاب "الفسيولوجوس". ويسجل كتاب الفسيولوجس أسطورة كانت شهيرة في ذلك الوقت عن طائر البجع، إعتمادًا على الحقيقة التي ذكرناها، فتذكر الأسطورة أنه في أحد المرات ترك أحد طيور البجع عشه للبحث عن طعام، وعندما عاد بعد ثلاثة أيام وجد فراخه الصغيرة قد هلكت، فرقد فوق صغاره الميتة، وطعن جنبه بمنقاره وعندما تساقطت قطرات دمه على الفراخ الصغار عادت إليها الحياة! وأتخذت هذه الأسطورة "الهلينية" والتي كانت معروفة قبل المسيحية، رمزاً لسر الإفخارستيا الذي فيه يسقينا المسيح من دمه الإلهي المحيي، الذي هو ترياق الحياة الأبدية ودواء عدم الموت كما يقول الآباء