رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تخشى العالم ولا كل قوى العالم يفخر الانسان ويتباهى بما حققه من تقدم وما ادركه من حضارة وفهم ٍ وعلم . ينظر الى ما وصل اليه العلم حتى اصبح يسبح في الفضاء ويطأ بقدمه سطح القمر . نفذ نظره الى الكثير من الاسرار وطالت يده حتى كشفت المستور والخفي . يده قويت وقوته ُ عظمت حتى اصبح قادرا ً ان يقاوم الطبيعة ويصد هجماتها ، لكن الله يواجه ايوب بقوله : " أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَ ا؟ لأَنَّكَ تَعْلَمُ! أَوْ مَنْ مَدَّ عَلَيْهَا مِطْمَارًا ؟ ...... هَلْ فِي أَيَّامِكَ أَمَرْتَ الصُّبْحَ ؟ هَلْ عَرَّفْتَ الْفَجْرَ مَوْضِعَهُ ........... «أَيْنَ الطَّرِيقُ إِلَى حَيْثُ يَسْكُنُ النُّورُ؟ وَالظُّلْمَةُ أَيْنَ مَقَامُهَا ، ..... هَلْ لِلْمَطَرِ أَبٌ ؟ وَمَنْ وَلَدَ مَآجِلَ الطَّلّ ِ؟ ....... هَلْ تَرْبِطُ أَنْتَ عُقْدَ الثُّرَيَّا ، أَوْ تَفُكُّ رُبُطَ الْجَبَّارِ ؟ .... أَتُرْسِلُ الْبُرُوقَ فَتَذْهَبَ .... مَنْ يُحْصِي الْغُيُومَ " ( ايوب 38 ) مهما وصل علم الانسان ، مهما علا فهمه ، مهما تعالت قوته ، ما هو الا تراب الارض . الرائد الذي طار في الفضاء ، الذي دار حول الارض والكواكب ، الذي اخترق الجاذبية ، الذي ارتفع الى ابعد ما ارتفع اليه انسان مات ممزقا ً في طائرة شراعية كلعب الاطفال . الانسان الذي دفع الصواريخ لتصعد الى الفضاء وتدور حول الاجرام السماوية لا يستطيع مهما حاول ان يزيد على قامته ذراعا ً واحدة ولا شبرا ً واحدا ً ولا سنتمترا ً . قد يصل الى النجوم لكن هل يستطيع ان يزحزحها من اماكنها ؟ هل يستطيع ان يحركها ؟ قد يطأ سطح القمر لكن هل يستطيع ان يُطفأ نوره او يوقف دورانه وحركته ؟ يكشف اسرار الكون لكن هل يقدر بكل علمه وقوته ان يمنع شعاع الشمس من الوصول الينا ؟ قد يصعد الى السماء او يهبط الى قاع المحيط لكن هل يقوى على الفصول ويغير تتابعها ؟ يقول داود النبي : " إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ ؟ " (سفر المزامير 8: 3 ، 4 ) مهما تعظّم ، مهما تجبر مهما علا وتشامخ هو ٌ " بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. " (رسالة يعقوب 4: 14 ) الله اعظم في قدرته وقوته ، الله اسمى في فهمه وحكمته ، الله اكبر في نعمته ورحمته . ونحن نتمتع بعمق محبته وعظمة لطفه واتساع مغفرته وشمول خلاصه . حين يغطينا دمه ، حين تحتوينا رحمته ، حين يشملنا فدائه ، حين تصبغنا صبغته ، لا يقدر انسان ، أي انسان ٍ مهما ارتفع الى اعلى السماوات ان يحرمنا من محبة الله . لا يستطيع شيطان ٌ او سلطان ٌ شرير ٌ مهما تجبّر ان يمنع عنا ميراثنا في ملكوته . لا تخشى العالم ولا كل قوى العالم . لا تهتم بهجمات الشرير وجنوده وزبانيته . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|