رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السلطان لنا.. رب الجنود معنا.. والذي معنا أقوى من الذي علينا.. نسير من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة.. وأبواب الجحيم لن تقوى علينا.. أحببت أن أبدأ بهذه الكلمات، قبل أن أتكلم عن ضرورة أن نكون محميين عندما نحارب إبليس، لكي نُدرك أن الحاجة إلى الحماية، ليست نابعة من خوفنا، من عدو هزمه الرب، ووضعهُ تحت أقدامنا، وسلَّطنا عليه وعلى كل مملكته، بل الحماية ينبغي أن تكون نابعة من حكمة الله التي وضعها في قلوبنا، وطاعةً لوصاياه المتعلقة بهذا الأمر، لكي نعرف وسائل الحماية التي منحنا إياها الرب، فنربح كل حروبنا، دون أن نتعرض لأي أذية أو ضرر.. قالها لنا عندما كان على أرضنا: " ها أنا أُعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيّات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم شيء " (لوقا 10 : 19). تدوسون.. كـــل قوة للعدو.. وبيت القصيد.. لا يضركم شيء.. حماية أكيدة !!! ولأن لكل وعد شروط لكي يتحقق.. تعالَ نتعلم معًا كيف نكون محميين؟ لكن.. قبل أن نتأمل في شروط الحماية، أُذكِّرك بأننا درسنا في الأسبوع ما قبل الماضي، ضرورة أن لا يكون هناك ثغرات في جدار حياتنا، لأنها تفتح للعدو منفذًا، لكي يدخل ويؤذيك، فلا تنسى هذه الحقيقة الهامة جدًا، ونحن نتأمل في شروط أخرى للحماية اليوم. سيُعلمك الرب أمورًا كثيرة، وأنتَ تحارب العدو، وهذه رحلة حياة، فهوَ وكما تقول كلمته سيُعلِّمك فن الحرب: " مباركٌ الرب صخرتي، الذي يُدرِّب يديَّ على القتال وأصابعي على الحرب " (مزمور 144 : 1). لكننا اليوم، سنتأمل في شرطين فقط، رأيتهما أساسيان وضروريان للحماية والنجاح: 1 – الدم.. دم الرب يسوع. 2 – المشورة.. وطلب قيادة الله قبل الشروع بأي حرب. 1 - الدم: " فدعا موسى جميع شيوخ إسرائيل وقال لهم: ٱسحبوا وخذوا لكم غنماً بحسب عشائركم وٱذبحوا الفصح، وخذوا باقة زوفا، وٱغمسوها في الدم الذي في الطست، ومسّوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست، وأنتم لا يخرج أحد منكم من باب بيته حتـى الصباح، فإنَّ الرب يجتاز ليضرب المصريين، فحيـن يـرى الدم على العتبة العليا والقائمتين يعبـر الـرب عـن الباب، ولا يـدع المُهلك يدخـل بيوتكـم ليضـرب، فتحفظـون هـذا الأمـر فريضـة لكَ ولأولادك إلى الأبد " (خروج 12 : 21 – 24). الخروف المذبوح.. حمل الفصح.. كلنا يعرف تمامًا أنه يرمز إلى الرب يسوع المسيح الحمل الحقيقي.. وهذا ما أكَّدهُ لنا الرسول بولس عندما قال: " ... لأنَّ فصحنا، أيضًا المسيح قد ذُبح لأجلنا " (1 كورنثوس 5 : 7). فإن كان دم الحمل الذي يرمز إلى الرب يسوع، قد أمَّن الحماية لشعب الله في العهد القديم، فكم بالحري الدم الثمين دم الرب يسوع بنفسه، يحمينا من المُهلك إبليس، عندما نثق بهذا الدم، ونُعلن هذا الدم على حياتنا يوميًا وعلى عائلتنا، وعندما نحارب العدو.. سيحمينا بكل تأكيد.. فقط ثق بقـوة هـذا الـدم.. وكُنْ غالبًا كمـا تقـول الكلمـة في العهد الجديد أيضًا: " وهم (أي أنا وأنت) غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم... " (رؤيا 12 : 11). وتأمل معـي بمـا قالهُ موسى للشعب: " ومسّوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست، وأنتم لا يخرج أحد منكم من باب بيته ". رش الدم على حياتك وعلى بيتك، ولا تخرج من تحت غطاء هذا الدم أبــــدًا.. فتكون محمي على الدوام. ٱمتياز عظيم خصَّنا به الرب، وسأضع بين يديك هذه الآيات الثمينة، لكي تسكن في قلبك، وتمتلك كل كيانك، فتعطيك الإيمان اللازم، لكي ترى نتائجها العملية في حياتك، وتعرف كم أنتَ ثمين ومُميَّز في عيني إلهك القدير: " ويكون صراخ عظيم في كل أرض مصر لم يكن مثله ولا يكون مثله أيضًا، أمَّا بين الإسرائيليين فلن ينبح كلب على أي إنسان أو حيوان، لكي تعلموا أنَّ الرب يُميّز بين المصريين وإسرائيل " (خروج 11 : 6 – 7). تمتع بهذا التمييز.. ليسَ فقط أنَّهُ لا ينبح كلبٌ عليك.. بل على كل ما هوَ لكَ.. وذلكَ لأنك تحت غطاء الدم.. دم الرب يسوع المسيح !!! " لأنَّه ها هي الظلمة تُغطي الأرض والظلام الدامس الأمم، أمَّا عليك فيُشرق الرب، ومجده عليك يُرى " (إشعياء 60 : 2). من أين جاءَ إشعياء بهذا الكلام؟ بالطبع من الرب الذي أوحى لهُ بالروح القدس، لكن هذا الكلام يأتي مباشرةً من الحادثة نفسها، التي أهلكَ فيها المُهلك أبكار المصريين، وغطت الظلمة أرضهم، لكن على شعب الله أشرق نور، فلنقرأ معًا: " فمدّ موسى يده نحو السماء فكان ظلام دامس في كل أرض مصر ثلاثة أيام، لم يُبصر أحد أخاه، ولا قام أحد من مكانه ثلاثة أيام، ولكـن جميع بني إسرائيل كان لهم نور في مساكنهم " (خروج 10 : 22 – 23). نور في بيوتهم.. الذي هيَ تحت الدم !!! هدفي أن أضع أمامك هذه الآيات، وأُصلَّي أن يُعلنها الروح القدس لروحك، لكي تتمتع بهذه الحماية، وبهذا التمييز، فيسكن في قلبك سلام عميم، يفوق العقل والإدراك، فتكون محمي، وتخوض حروبك دون أي خوف، بل تدوس كل قوة العدو ولا شيء يُضرك، وتُدرك عندما تسمع بالمصائب والحروب والويلات والأمراض الصعبة، التي يأتي بها إبليس على الناس، أن الموضوع لا يعنيك، لا من قريب ولا من بعيد، ولا تسمح أبدًا للخوف أن يتسرَّب إلى داخلك، بأنه قد تأتي عليك أمورًا مشابهة، لأنَّ الرب قال: يكون صراخ في الأمم لكن عليك لا ينبح كلب.. تكون ظلمة على الأمم لكن عليك يشرق نور.. لأنَّ الرب سُرَّ أن يُميِّز بينك وبين الأمم.. فقط لأنك في البيت وتحت الدم. وقُلْ لإبليس بالفم الملآن.. " لا دخلَ لي بما تستطيع أن تأتي بهِ على الآخرين.. لكن أنا لا تستطيع أن تمسني بأي سوء.. لا تدنو ضربةً من خيمتي لا يُلاقيني شر.. لأنني تحتَ غطاء دم الرب.. ". 2 – المشورة.. وطلب قيادة الله قبل الشروع بأي حرب. " بالمشورة تترسَّخ المقاصد، وبحسن الدراية خُضْ حربًا " (أمثال 20 : 18). " إذا خرج شعبك لمحاربة عدوه في الطريق الذي تُرسلهم فيه... " (1 ملوك 8 : 44). لاحظ معي دقة توجيهات كلمة الله لنا.. بحسن المشورة والدراية فقط خُض الحرب.. ونخرج للحرب أو نحارب فقط، في الطريق الذي يُرسلنا الرب فيه.. هكذا نضمن حمايتنا ونجاحنا.. لا تشن حربًا عشوائية ودائمة على إبليس، ولا تعتمد على فهمك وخططك، بل تواضع تحت يد الرب، وٱطلب منهُ المشورة والقيادة اللازمتين في الصغيرة قبل الكبيرة. فالحرب مع إبليس أو الحرب الروحية، قد تكون شرسة ومعقدة، يلفّها الكثير من الأمور التي قد يصعب على ذهنك وقدراتك ٱستيعابها، فلو أدركت أمرًا أو أمورًا عنها، فقد يخفى عليك الكثير منها، لكن لا ولن يخفى أمر على الرب، ولهذا ينبغي عليك أن تكون مُقادًا منهُ بصورة دائمة، لكي لا تؤذي نفسك، ولكي تنجح في كل ما تقوم بهِ، هذا الكلام ليسَ للخوف والارتباك، بل هوَ حكمة الروح القدس، لكي يقودك، وهوَ العارف كل الأمور والأسرار والتعقيدات. وببساطة الأولاد، وبإيمان يملأ قلبك، تعالَ إلى الرب ودعهُ يقودك وسترى كيفَ ستنجح. داود ٱستشارَ الرب في الصغيرة قبل الكبيرة، فكانَ محميًا ونجحَ في حروبه، إقرأ معي هذه الآيات المُعبِّرة لنتعلَّم منها: " وجاءَ الفلسطينيون وٱنتشروا في وادي الرفائيين، وسأل داود من الرب قائلاً: أأصعد إلى الفلسطينيين؟ أتدفعهم ليدي؟ فقال الرب لداود: إصعد لأني دفعًا أدفع الفلسطينيين ليدك، فجاء داود إلى بعل فراصيم وضربهم... ثمَّ عاد الفلسطينيون فصعدوا أيضا وٱنتشروا في وادي الرفائيين، فسأل داود من الرب، فقال لا تصعد، بل دُرْ من ورائهم، وهلمَّ عليهم مقابل أشجار البلسم... ففعلَ داود كذلك، كما أمرهُ الرب، وضرب الفلسطينيين من جبع إلى مدخل جازر " (2 صم 5 : 18 – 25). سألَ داود الرب.. والرب أجابه.. ومرة ثانية في المكان نفسه.. المعركة نفسها.. الأعداء نفسهم.. لم يقل داود سألت الرب سابقًا وقالَ لي ٱضربهم، وحاولَ أن يفعل كما في المرة السابقة.. بل سألَ الرب ثانيةً.. والرب أعطاه خطة مختلفة عن المرة السابقة، فنجحَ داود وكان محميًا هوَ وجيشه.. هكذا تعلَّم أن تخوض حروبك مع العدو.. سؤال دائم للرب، ولو كان الموضوع نفسه والأعداء نفسهم.. الرب وحدهُ يعرف الأسرار والطرق وسوف يقودك بكل تأكيد !!! دع الروح يقودك.. وليسَ الريح !!! " ... جعلَ بولس يُنذرهم قائلاً: أيها الرجال أنا أرى أنَّ هذا السفر عتيد أن يكون بضرر وخسارة كثيرة ليس للشحن والسفينة فقط، بل لأنفسنا أيضًا، ولكن كان قائد المئة ينقاد إلى ربَّان السفينة وإلى صاحبها أكثر مما إلى قول بولس... فلمَّا نسمت ريح جنوب، ظنّوا أنهم قد ملكوا مقصدهم، فرفعوا المرساة وطفقوا يتجاوزون كريت على أكثر قرب، ولكن بعد قليل هاجت عليها ريح زوبعية... " (أعمال 27 : 9 – 14). ٱنقادو إلى الريح.. إلى حكمتهم البشرية.. إلى مهاراتهم الخاصة.. إلى الظروف المرئية.. عوضًا عن ٱنقيادهم إلى صوت الله من خلال الرسول بولس.. فكانت النتيجة.. تَحطُّم السفينة.. فقدان الحماية والنجاح.. كُن حذرًا، ودع الرب يقودك في كل أمر، وفي كل حرب تخوضها ضد إبليس.. لكي تبقى محميًا وتنجح. وأخيرًا.. كُن دومًا وأبدًا مُتيقِّنًا بيقين لا يقبل الشك أبدًا.. ولا يعتمد على العيان أو المشاعر والأحاسيس، بأنَّ الرب سيحميك ويقودك على الدوام.. ولن يتركك لحظة واحدة... وإن أحسستَ في بعض الأحيان وكأنه ليس معك. وأحببت أن أضع بين يديك، هذا الإعلان الذي أعطاني إياه الرب من كلمته: " وكانَ الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نار ليُضيء لهم، لكي يمشوا نهارًا وليلاً، لم يبرح عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلاً من أمام الشعب " (خروج 13 : 21 – 22). يسير أمامهم.. ولا يبرح عمود السحاب وعمود النار من أمام الشعب.. هذا هوَ الأمر المعتاد.. الرب يسير أمامك، نهارًا وليلاً، تراه، تشعر بهِ، فيتشجع قلبك.. لكـــن.. إقرأ معي أيضًا: " فٱنتقلَ ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار وراءهم، وٱنتقلَ عمود السحاب من أمامهم.. ووقف وراءهم، فدخلَ بين عسكر المصريين وعسكـر إسرائيـل، وصـار عمـود السحـاب ظلامًا قاتمًا على المصريين، وضياءً على بني إسرائيل، فلم يقترب أحدهما من الآخر طوال الليل " (خروج 14 : 19 – 20). دع هذا الإعلان يمتلك كل كيانك.. وٱعلم أنهُ عندما لا تعد ترى الرب يسير أمامك، لا تفكر لحظة واحدة أنه تخلَّى عنك، بل تفقّدهُ خلفك، فهوَ يحميك من عدو قادم عليك.. ولهذا أعتقد أنهُ من بين أسلحة الله الكاملة التي ذكرها بولس في رسالته إلى أهل أفسس، في الإصحاح السادس، لا نجد سلاحًا يحمي الظهر، لأنَّ الرب يقف خلفك ليحميك من العدو القادم عليك، فلا تدر ظهرك وتتراجع، بل تقدَّم دومًا إلى الأمام، وثق أن الرب يحيمك من الخلف، ويتقدم أمامك من الأمام.. ثق به، ثق بحمايته الأكيدة.. طالما أنّ ٱتجاه قلبك أن تقف ضد الخطيئة.. وطالما أنك دومًا داخل البيت المغطى بالدم.. دم الرب يسوع المسيح.. وطالما أنَّكَ تستشير الرب بالصغيرة قبل الكبيرة، ولا تشن حربًا من دون قيادته وتوجيهاته. سر إلى الأمام وأبواب الجحيم لن تقوى عليك.. ولن يضرك شيء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الاكتفاء فقط باحتياجات الإنسان الضرورية |
الفستق غني بالبروتينات الضرورية |
فهى الوقاية الضرورية |
وثائق التفويض الضرورية كسفير |
بعض المعلومات الضرورية للكلاب |