رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد يكون من السهل على أي إنسان أن يعطيك أسباب كثيره لماذا هو غير فرح وقد يعطيك أيضاً كثير من التفاصيل والأحداث التي أدت به أن يكون حزين و مهموم بالفعل هو السؤال الأسهل ولكن الأصعب هو كيف تكون فرحاً مبتهجاً في وسط عالم وُضِع في الشرير يمتلئ بالمشاكل والأزمات ولكي تستطيع أن تجاوب السؤال الصعب يجب أن ندرك ما هو الفرح لإن العالم يعطي أفكاراً كثيره ومشاعر مختلفه يسميها الفرح كما أن المجتمع والناس المحيطين بنا لديهم تعريفهم الخاص بهذه الكلمه فهل هو في سعادة إمتلاك الأشياء ؟ هل هو راحة البال تجاه الوضع المادي الممتاز ؟ هل الفرح هو نجاحات العمل وتحقيق الذات ؟ هل هو زواج الأبناء وإستقرارهم ؟ هل الفرح في الصحه الجيده والجسم الرياضي ؟ نعم أعزائي قد تجد مفاهيم وأفكار وقناعات مختلفه لدى كل الناس لكن ما هو الفرح الحقيقي ؟ في إنجيل لوقا 10: 20 وبعد أن عَيّن الرب سبعون آخرون وأرسلهم إثنين إثنين ورجعوا فرحين أن الأرواح الشريرة تخضع لهم بل أن الرب نفسه أعطاهم سلطان أن يدوسوا الحيات والعقارب وهي أمور تشير إلى قوة وسلطان الرب في حياتهم، ومع ذلك قال لهم الرب يسوع هذا الإعلان "إفرحوا لإن أسماءكم كتبت في السموات" أحبائي هذا هو الفرح أن تكون لك علاقه حقيقيه بالرب يسوع هذا هو الفرح الذي يتكلم عنه بولس الرسول في فيلبي 4: 4 "إفرحوا في الرب كل حين...." إن هذا هو الفرح الذي لا يتأثر بظروف وأحداث ، لا يتغير بمرور الزمن وإختلاف الأوقات ، إنه الفرح الذي يغمر أعماقك ويرفعك ، الفرح الذي لا ينطق به ومجيد لإنه ليس مثل أنواع الفرح الزائف التي يتحدث عنها العالم ولا كتلك التي أشرت إليها سابقاً ، لا بل إنه الفرح الذي يملأ به الرب يسوع حياتك بسبب معرفتك به وقربك منه ، الفرح الذي يُسكَب في أعماقك في كل مرة تأتي أمام الرب يسوع كأبوك السماوي الذي أحبك وأسلم نفسه لإجلك ، لذلك يستطيع بولس أن يقول "كل حين" نعم كل وقت وكل مكان وكل ظرف لإن هذا الفرح مؤسس في الرب وعلى حجر الزاويه الذي تُبنَى عليه كل أركان حياتك ، فرح عميق ، ثابت حقيقي لإنه مبني على عمل الرب الحقيقي في حياتك. في إنجيل لوقا 15 نجد القصة الشهيرة لهذا الابن الذي سئم الحياة في كنف أبيه وظن أن الفرح خارج حدود هذا البيت أو بمعنى آخر خارج حدود هذه العلاقه بل وأصّر على أن يذهب باحثاً عن هذا الفرح في الكوره البعيده . وأنا وأنت نعرف ما حدث وكم كان يشتهي الخرنوب الذي تأكله الخنازير ، كم تحسر على الراحه والخير والفرح الذي كان له في بيت أبيه!!! في مرات كثيره يحدث نفس الأمر معنا وتختلط الأمور ونظن أن هناك فرحاً بل أفراح بعيداً عن الرب فنكون كما تقول الكلمه في أر 2: 13 "....نقروا لأنفسهم آباراً آباراً مشققه لا تضبط ماء" نعم أحبائي نحتاج أن نمتلئ من هذا الإيمان أنه مهما ظن الآخرون أن هناك آباراً للفرح في أمور مختلفه فإني أؤمن أن هذه الآبار لا يوجد بها الفرح الحقيقي. كما أن هذا الفرح كما تقول الكلمه في غل 5: 22 هو من ثمار الروح القدس ، روح الله الذي يسكن في أعماقك ، كثيراً ما يخبو فرحنا و يذبل لإني لم أعط روح الله الذي يملك على حياتي كل قياده وكل خضوع نعم في أوقات كثيره نحزن الروح ونصّم آذاننا عن سماع همسات الروح في قلوبنا فيضعف الثمر ونجد أن الفرح الحقيقي الذي يغمر الأعماق مفقود وننحني تحت ظروف وأحمال في حياتنا مع أن الحق المعلن هو "افرحوا في الرب كل حين ..." لذلك نحتاج أن نتعلم كل يوم أن نُخضِع نفوسنا لعمل الروح القدس بل ونفتح كل دوائر حياتنا أمام لمسات الروح وقيادته حتى يزدهر الثمر ويكون مشبعاً ومن هذا الثمر هو الفرح السماوي الذي ينعش القلب. أخيراً يا أخوتي لنعلم هذا "...فرح الرب هو قوتكم" هكذا قال نحميا للشعب بعد أن انتهوا من بناء أسوار أورشليم وسماع كلمة الرب ، قال لهم الكلمات التي يريد الرب أن يقولها لك اليوم إن الفرح الحقيقي الفرح الإلهي الذي يملأ قلبك ويغمرك هو قوتك التي ستواجه بها كل ظروف وإحتياجات ، ستقاوم بهذا الفرح كل إنحناء وكل رياح مواجهه تأتي على حياتك ، إن هذا الفرح هو مصدر قوه ونصره ، هو الذي يمشيك على المرتفعات هو الذي يرفع حياتك من كل ضغوط هذا العالم. وأنت الآن عزيزي القارئ إفتح يديك أمام إله كل نعمه الذي أمامه شبع سرور ، و أطلب الآن منه أن يملأ قلبك ويغمر أعماقك بهذا الفرح وأن لا يُسلب هذا الفرح منك مهما كانت الأحداث والظروف آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|