هل اختبرت قوة دم المسيح المطهّر؟

[abraam]

عبرانيين ٩: ١١ – ١٤

تمتد المصالحة في المسيح من الحاضر عبر رحاب الرجاء وإلى المنتهى. فقد شق المصلوب لنا طريقاً إلى عالم الله، ومدينة الآب، والإرث الأبدي. فأكمل بموته خلاصنا وأصبحت حياتنا اليوم تمهيداً للآتي.
وهذا عمله المسيح بدم صليبه إذ صالحنا مع الله مرة واحدة وإلى الأبد. ووسيلة المصالحة هذه فعالة وخارقة، ولا حاجة لغيرها. فهي تطهر شعورنا الباطني من كل خطايا، وتحررنا من سلطة الشر، فتملك محبة الله وسلامه وفرحه في قلوبنا. من يسلم نفسه إلى دم المسيح، يتحرر من كل خبث، ويتغير إلى ما عبر عنه الرسول بولس بإنسان الله.
لا يستطيع أن يعمل هذا أي طبيب نفساني، أو كاتب طلاسم، أو عرّاف. فإن وسائل هؤلاء تضل الإنسان ولا تتيح له غفران خطاياه. كل الناس يتوقون إلى تطهير ضمائرهم، ويشتاقون لفك قيود خطاياهم. ولعلك أنت نفسك، تريد التحرر من كل شر أخلاقك.
دم المسيح قادر أن يتمم خلاصك، لأن روح الله، عمل في قربانه بانسجام مع إرادة الله بتضحية نفسه الفائقة عقلنا. كان المسيح واحداً مع أبيه. وإنما صار جسداً يرفع خطية العالم. وبدافع من حبه العظيم، سلّم نفسه لغضب الله، واثقاً بأبيه. ولم يتركه، حتى حين تغاضى عنه الآب وتركه، محملاً إياه مغبة ذنوبنا. وهكذا استودع روحه بين يديه، فانتصر بإيمان محبته ورجائه.
هذا الدم المسفوك في صراع المحبة، قادر أن يميت أنانيتك، ويغلب أفكارك العنيدة أي أنك بقوة دم المسيح وحده تستطيع أن تتحرر، وتخدم الله حقاً، وتدعو كل الناس إلى هذه الحرية في محبة المسيح.
افحص نفسك فلعلك لم تسلم حتى الآن كل خطاياك لقوة دم الإبن. امتحن وضعك تجاه الله. هل أصبحت خادماً له بكل كيانك؟ لأن دم المسيح يؤهلك، لتخدم الله كما المسيح، لأنه وهو الابن، كان خادماً له.
احفظ : دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي
( عبرانيين ٩: ١٤ ).
الصلاة : أيها الآب السماوي، لا أستحق الرحمة والأمانة التي قدمتها لي. ولكن أشكرك، لأن دم ابنك صار فيّ قادراً، وحررني من كل الشر. فتمركز بروحك في قلبي لأخدمك به مع كل القديسين المؤمنين باسمك