رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"استير" فتاة يتيمة، عاشت فى بلاد غريبة، تولى تربيتها أحد أقاربها، صارت إمرأة عظيمة . وفى الكتاب المقدس سفر كامل بإسمها إنها: استير إن الذى يلفت نظرنا عندما نقرأ سفر أستير أن إسم الله لم يُذكر فيه ولا مرة واحدة ولكن على الرغم من ذلك يمكن أن نرى يد الله من خلال أسطر هذا السفر . إننا نرى العناية الإلهية- عناية الله الفائفة التى تعلو فوق مداركنا والتى إزاءها نقف مُعجبين بأعمال الله بل وواثقين ثقة كاملة فى حكمته الفائقة . هذا درس هام جداً ، خاصة للشباب . إن يد الله مُمسكة بزمام كل الأمور فى حياتنا حتى مايبدو تافهاً أمامنا. إنه يُدير كل الأمور ويحرك كل الأشياء لإتمام مقاصده . قال إرميا النبى: «من ذا الذى يقول فيكون والرب لم يأمر» (مراثى 3: 37). مَنْ هى أستير : فتاة يهودية وُلدت فى بلاد فارس من أبوين كانا قد سُبيا أصلاً مع المسبيين إلى بابل. وفى وقت مبكر من حياتها فقدت الأب والأم وأصبحت يتيمة. غير أن الله فى عنايته دبر مَنْ يعتنى بها. دبر الله أن يتبناها إبن عمها مردخاى (أستير 2: 5-7) وكان شخصاً يخاف الله وهو قام لها بدور الأب والأم والمربى . ألسنا نرى إتمام الرب لوعده الذى تغنى به داود: «إن أبى وأمى قد تركانى والرب يضمنى» (مزمور 27: 10) ؟ أيوجد فى حياة الأطفال أهم من الأب والأم؟ وماالذى يمكن أن يعمله الأولاد بدون والديهم؟ ها أستير تُرينا مَنْ هو أعظم وأحكم وأكثر حناناً وعطفاً من الوالدين . إنه الرب الذى أعلن عن نفسه أنه «أبو اليتامى» (مزمور 68: 5) هل ياأصدقائى نثق فى الرب إلهنا ثقة تامة؟ وهل نعتمد عليه بكل قلوبنا؟ أم نحمل همومنا ونخاف ونضطرب؟. إسمها : ذُكر إسمها فى سفرها 58 مرة، نظراً للدور الذى قامت به فى شوشن بل فى كل الامبراطورية التى كانت تُعتبر من أعظم الامبراطوريات فى ذلك العصر . كان لها إسمان : هدسة وأستير : الأول - هدسة هو إسمها العبرانى ويعنى «الآس» وهو نبات جميل المنظر ذو رائحة عطرة وأوراقه دائمة الإخضرار. وهكذا كانت حياة هذه الفتاة كرائحة الآس العطرة، تم فيها أنها «رائحة المسيح الذكية» . الثانى - أستير معناه نجم أو كوكب نسبة إلى كوكب الزهرة اللامع الوضاء. وبالفعل فقد لمع إسم فتاتنا أستير كنجم ساطع فى سماء العهد القديم. وقد استمدت نور حياتها من مصدر كل نور، من الله الذى هو أبو الأنوار . صفات نادرة : تميَّزت أستير بالجمال الطبيعى إذ كانت «جميلة الصورة وحسنة المنظر» (ص 2: 7) لكنها إتسمت بجمال آخر، جمال الصفات الرائعة التى تحلَّت بها ولاشك بسبب علاقتها الحقيقية الشخصية مع الرب. فلقد كانت متواضعة : فرغم جمالها واختيارها من ضمن الفتيات المرشحات ليختار منهن الملك زوجته إلا أن هذا لم يؤدِ بها للكبرياء - كما يحدث فى كثير من الأحيان مع الفتيان والفتيات . كانت تقبل نصيحة المسئولين عنها : سواء مردخاى مُربيها أؤ هيجاى المسئول عنها. لم تتصرف بفكرها أو تستقل برأيها، رغم أن ظروفها أتاحت لها هذا فكان من حق كل فتاة تتقدم إلى الملك أن تطلب ماتشاء، أما عن أستير فنقرأ «ولما بلغت نوبة أستير .. للدخول إلى الملك لم تطلب شيئاً إلا ماقال عنه هيجاى خصى الملك» (ص 2: 15) أليست هذه صفة رائعة ياأعزائى نشتاق أن تكون فينا جميعاً؟! الكتاب المقدس يُعلمنا كثيراً عن التواضع ويبرز لنا أهميته فى نصيحة بطرس الرسول للأحداث «أيها الأحداث إخضعوا للشيوخ ... وتسربلوا بالتواضع لأن الله يُقاوم المستكبرين وأمــا المتواضعـــون فيعطيهـم نعمــة» (1بطرس 5: 5) . وتم هذا مع أستير: «وكانت أستير تنال نعمة فى عينى كل من رآها» (ص 2: 15). كانت أستير مُطيعة : وظهر هذا مع مردخاى مُربيها. فلقد كانت مُطيعة لكلامه وهى لازالت صغيرة تتربى على يديه ص 2: 10 . ثم ظلت منفذة لتوجيهاته بعد أن صارت الملكة . يالها من فضيلة! لقد صارت أشهر إمرأة فى الإمبراطورية، المرأة الأولى فى مملكة فارس وكان يمكن أن تتجاهل إبن عمها وتوجيهاته، لكنها لم تفكر بهذه الطريقة بل استمرت الإبنة المُطيعة. «ولم تكن أستير أخبرت عن جنسها وشعبها كما أوصاها مردخاى . وكانت أستير تعمل حسب قول مردخاى كما كانت فى تربيتها عنده» (ص 2: 20). هل نحن أيضاً على استعداد أن نظل طائعين لوالدينا ولمن اعتنوا بنا فى الصِغر وعلمونا تعاليم الرب؟ «إسمع ياإبنى تأديب أبيك ولاترفض شريعة أمك لأنهما إكليل نعمة لرأسك وقلائد لعنقك» (أمثال 1: 8، 9). تقوى وشجاعة : واجهت أستير موقفاً من أصعب المواقف التى نقرأ عنها فى الكتاب. فلقد تعرَّض شعبها لمؤامرة إبادة وصدر مرسوم ملكى بهذا. « وكانت قرارات المملكة لايمكن الرجوع فيها لأن الكتابة التى تُكتب بإسم الملك وتُختم بخاتمه لاتُرَّد» (ص 8: 8). كيف تصرفت أستير؟ طلب منها مردخاى أن تدخل إلى الملك وتتضرع إليه لأجل شعبها. لكن المشكلة أن الملك لايقبل دخول أى رجل أو إمرأة إليه مالم يَدْعُه. وما لم يمد الملك قضيب الذهب للشخص الداخل فإن مصيره القتل. كان أمام أستير خطر الموت إذ أنها لمدة ثلاثين يوماً لم تُدعَ للدخول إلى الملك، لكنها مع ذلك لم تتراجع بل بشجاعة فائقة قالت «فإذا هلكت هلكت» . لجأت أستير إلى أقوى وسيلة لمواجهة الأزمات : الصوم والصلاة. فقد أوصت مردخاى أن يصوم هو وأفـراد شعبهــا الموجـودون بشوشن لمدة ثلاثة أيام وصامت هى أيضاً وجواريها ذات المدة (إقرأ ص4). فتدخل الرب بصورة عجيبة وأعطاها نعمة فى عينى الملك كما أعطاها حكمة فى عرض قضيتها. وتم إنقاذ شعبها وحوَّل الله المؤامرة ضدهم إلى نجاة ونُصرة لهم. أعزائى الفتيان والفتيات : هل اختبرتم فاعلية الصلاة والصوم فى مواجهة الأزمات والصعاب. إنى أدعوكم لتمارسوا إيماناً وشجاعة مثل أستير . إن الرب هو هو لايتغير وقوته أيضاً لم تنقص وهو مستعد أن يصنع من كلٌ منكم إناءً للكرامة يتمجد فيه، فهل تشتاقون لهذا؟ أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|