الإيمان
للقديس باسيليوس الكبير
إن ذكر الله دائماً هو من التقوى، وليس للنفس المحبة لله شبع منه. أما أن تصف الله بالكلام، فذاك أمر جريء. ذلك أن العقل هو دون هذا المستوى، ويعجز عن تقدير الحقائق. أما الكلام فيرسم المدركات رسماً غامضاً. وإذا كان عقلنا دون حجم الحقائق، والكلام أقل من هذا العقل نفسه، أفليس الصمت أجدر بنا حتى لا نغامر ونرى عجب اللاهوت وروعته في كلام فقير؟ إن الرغبة في تمجيد الله تعالى، هي رغبة موجودة بالطبع في كافة المخلوقات العاقلة، إلا أن جميعها تعجز عن التكلم عن الله كما يجب. ومع أن هناك تبايناً بين الواحد والآخر في حرارة التقوى، فل يبلغ أحد درجة العماوة، ليخدع ذاته فيتصور أنه ارتفع إلى أعلى ذروة من الوعي. ولكن كلما رأى نفسه ينمو في المعرفة كلما أحسَّ بضعفه. هكذا كان إبراهيم وهكذا كان موسى. عندما استطاعا أن يريا الله وعلى قدر ما يستطيع الإنسان أن يرى.