رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله مصدر الأمان الجمعة 13 سبتمبر 2013 القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي الله محبة و خلق الله الإنسان فى البدء لكى يتمتع بمحبة الله الفائقة المعرفة (أف 19:3) و كانت محبة الله هى مصدر الأمان لدى آدم و حواء فالمحبة و الخوف لا يجتمعان كما يقول الرسول يوحنا فى رسالته أن المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج لأن الخوف له عذاب (1 يو 18:4) فالله يجمع كل قوى الخير فى ذاته و لذلك فطبيعة الله هى المحبة و النور و الحياة و الحق و الأمان و إبليس يجمع كل قوى الشر فى ذاته فإبليس هو البغضة و الظلمة و الموت و الكذب و الخوف،و لذلك عندما سقط الإنسان بغواية الحية أحس لأول مرة أنه عريان و خاف من الله و توارى "سمعت صوتك فى الجنة فإختبأت (تك 3 )و كانت المرة الأولى التى يتسرب فيها الخوف إلى قلب الإنسان و منذ ذلك الحين فقد الإنسان المحبة التى كانت تربطه بالله و أدخل معرفة الشر إلى قلبه و كانت نتيجة ذلك أن دخل الموت للإنسان كنتيجة للسقوط كان الله قد حذره منها و كذلك دخلت البغضة فقتل قايين هابيل و دخلت الظلمة و الكذب حياة الإنسان و كذلك الخوف الذى هو عدم الأمان. و معروف أنه كما أن غريزة الأكل هى الأهم لجسد الإنسان، كذلك الشعور بالأمان هو الأهم لنفس الإنسان، و لذلك فبينما كان الله يدبر عبر الزمان تدبير الخلاص للبشرية ليعيد الإنسان لملكوته و يرده إلى رتبته الأولى بالصليب كان الشيطان يدبر أيضاً مكائد ليهلك الإنسان و صار يزين له الطريق بوسائل توحى للإنسان بالأمان و لكنها تقدم له أماناً مزيفاً كالمال و العلم و العمل و القوة و الصحة إلى آخر هذه الوسائل، التى طالما يسعى لها الإنسان و كلما أدرك إنجازات بها لم تشعره بالأمان بل على العكس تزيده خوفاً. و لعل من أخطر الوسائل التى قدمها الشيطان ليخدع بها الإنسان هى العلاقات البشرية مثل علاقات الإبن بأحد والديهو الحبيبين أو الخطيبين، و صار الشيطان يوهم الإنسان أنهيستطيع أن يجد الأمان و بالتالى الإتزان النفسى الداخلى من وراء علاقات بآخر يستطيع أن يشبع هذا الإحتياج. و لكن فى الحقيقة لن يمكن أن يٌشبَع إحتياج الإنسان النفسى للشعور بالأمان إلا عندما يتخذه من الله شخصياً و لذلك فكل شخص يلتمس الأمان من خلال علاقات بآخر هو شخص واهم لأن الشيطان يزين له العلاقة و كأنه لن يستطيع الحياه بدون هذا الشخص. و لكنى أصرح هنا بمبدأ هام جداً أنه بما أن الله هو فقط المحبة و الحق و الحياة و النور و الأمان لذلك فهو فقط مصدر هذه المعطيات و لذلك لا يمكن إلتماسها خارجه و هكذا يكون كل شىء أو شخص أتخيل أنى لن استطيع الحياة بدونه لأنى أحبه فهذه محبة باطلة و زائفة كالسراب الذى يسعى الإنسان وراءه ليحاول إدراكه و لكنه يكتشف أنه كلما حاول الإقتراب منه إبتعد هو عنه. إذن فالعلاقة السوية و الصحيحة بالأشياء أو الأشخاص هى فقط العلاقة التى يستطيع الإنسان أن يحيا بدونها. و هذا لا يتناقض مع محبتنا لبعضنا أو حزننا على فراق أى شخص غالٍ علينا و لكن عندما تكون المحبة صحية و سوية يكون الحزن طبيعياً و لكن لو كان فراق إنسان غالٍ أو فقدان شىء ثمين يُحدث إضطراباً و إنهياراً للإنسان فهذا دليل أن العلاقة غير صحيحة. و لذلك فأى علاقة بشىء أو شخص يجد الإنسان خارجاً عن محبة الله و إن كانت تبدو إنها قد تعطى إحساس بالأمان فما يحدث فى الحقيقة يكون العكس تماماً، و لذلك فعلىالإنسان أن يتقدم لله طالباً أن يحل بالقوة بروحه فى الإنسان الباطن ليحل المسيح بالإيمان فى قلب الإنسان (أفسس3) فيستطيع أن يدرك مع جميع القديسين و يرى بالأبعاد الأربعة أى أن أبعاد العالم لا تكفى بل يلزم البعد الرابع،بعد الروح، حتى يعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة فتكون النتيجة كما يقول الروح القدس على لسان الرسول بولس أن يمتلىء هذا الإنسان بكل ملء الله و الذى يمتلىء فى هذه الحالة فقط أولاً سيشعر بالأمان و يحيا بالحب و الحق و يستطيع إن يفيض على من حوله إن كانت أسرته أو أصدقاءه أو أى أحد يتعامل معه فى الحياة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنت مصدر الأمان أنت أثمنُ ما لدَيَّ |
إبقى مع الله (مصدر الأمان) |
الله كان مصدر الأمان لداود وقت هروبه من مطارادات شاول |
الله الأمين كان مصدر الأمان لشعبه |
مصدر الأمان |