رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
المعنى الحقيقى والوحيد للإيمان المسيحى.
مامعنى الإيمان بالله أو بالمسيح إن كنت تؤمن بالمعنى البسيط للإيمان، فالشياطيب أيضاً تؤمن وتقشعرّ! (يع19:2). إذن ما هو الإيمان الحقيقى الذى يفوق قوة الشيطان يقول الكتاب : إن الإيمان هو "الثقة بما يُرجَى والإيقان بأمور لا تُرى" (عب1:11). إذن، الإيمان الحقيقى ليس فى متناول الواقع ولا هو فى متناول الرؤية بالعين، أى ليس فى دائرة العالم، ونحن نعلم أن العالم أُعطى للشيطان (لو6:4). لذلك أصبح الإيمان الحقيقى ليس واقعاً تحت سلطان الشيطان، بل هو فائق على مستوى المتغيرات والعالم، والشيطان معروف أنه كاب وأبو كل كذاب (يو44:8). كذلك فالإيمان المسيحى حتماً هو الحق، ولا يختص بهذا العالم الزائل، ولا يتبع هذه الحياة الزائلة والمتغيرة. بهذا نرى أن الإيمان المسيحى يرجو الحياة الأبدية التى لن تنتهى أو تتغير، ويوقِن إيقاناً حتمياً باشياء لا تُرى ولا تتغير. وهذاالإيمان المسيحى الحقنابع من تجسد المسيح ومن قيامته، فالمسيح بتجسده أَدخَل جسده البشرى إلى العالم وحفظه من الشر ومن الشرير، ثم قام من الموت مُعلناً أنه حقاً هو الحياة الأبدية. فأصبح الإيمان المسيحى سيفاً مسلَّطاً فى وجه الشر والشرير والعالم، إن صاحَبَه فعلاً أكل المؤمن جسد المسيح وشرب دمه، أى صار متحداً بالمسيح، والى تعتبره الكنيسة "شركة مع المسيح"، لأن المسيح أعطانا جسده الإلهى لنأكله قائلاً : "مَن يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىَّ وأنا فيه" (يو56:6)، وأعلن المسيح أنَّ "جسدى مأكل حق، ودمى مشرب حق" (يو55:6). وها يعنى أننا بتناول جسد المسيح وشُرب دمه، ندخل الحق الإلهى ونؤهَّل للحياة الأبدية المزمع أن تُستَعلن بظهور المسيح مُعلناً نهاية العالم. ويقول الكتاب : "متى أُظهِرَ المسيح حياتنا، فحينئذ تُظهَرون أنتم أيضاً معه فى المجد" (كو4:3)، و"نكون مثله لأننا سنراه كما هو " (1يو2:3). وهذه هى الحصيلة النهائية للإيمان المسيحى. ولكن بعد أن اعطانا هذا السر الاستعلانى، تركنا نُجرَّب قليلاً تحت سلطان العلم والشرير، حتى نُؤهَّل للحياة الأبدية، إن حفظنا شروط الإيمان المسيحى الحق بأن نحفظ أنفسنا وأجسادنا من سلطان العالم والشر. والمسيح لا يتركنا نحيا فى هذا العالم دون أن يساندنا بقةه ويمنحنا عزاءه ليُصيِّرنا أعظم من منتصرين. وعلاقتنا بالمسيح، إن حفظنا الإيمان وأعطيناه حبَّنا وقلبنا، ترتفع من مستوى الإيمان العادى لتصير شركة مع المسيح بالروح. ويصف القديس بطرس هذه العلاقة بقوله : "(المسيح) الذى وإن لم تروه تحبونه" (1بط8:1)، فهى على مستوى الشركة مع غير المنظور، هذه الشركة الروحية مع المسيح غير المنظور تعطيبا الغلبة على العالم (1يو5:5) : "وهذه هى الغلبة التى تغلب العالم إيماننا" (1يو4:5). والشركة مع المسيح بالجسد والدم، والشركة مع المسيح فى غير المنظور، يصفها المسيح نفسه قائلاً : "والذى يحبنى ... أحبه وأُظهر له ذاتى" (يو21:41). هذا الظهور الذاتى لا يُرَى بالعين ولا يُدرَك بالعقل، إنما هو إستعلان بالروح حينما يدخل الإنسان فى وعى فائق عن الجسد، الذى يعبِّر عنه القديس بولس الرسول : "أفى الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم " (2كو2:12)، حيث يرى الإنسان ما لا يُرَى. وهذا هو قمة الإستعلان للحقائق الإلهية الفائقة عن العقل، حتى أن بولس الرسول يقول " "لا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها" (2كو4:12)، فهى فائقة عن العقل والفهم. وهذا الاستعلان ليس وقفاً على بولس الرسول، بل كثير من القديسين الأوائل والأواخر أُهِّلوا لهذا الاستعلان الذى هو من جوهر الإبمان المسيحى. والمسيح – تبارك اسمه – يقول : "هأنذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى" (رؤ3:20). أليست هذه شركة واقعية وحقيقية ومتبادلة مع المسيح تعطينا جرأة الدعوة وصراخ الدعاء ! -يو20:14 + "فى ذلك اليوم تعلمون أنى أنا فى أبى وأنتم فىَّ وأنا فيكم". -يو26:14 + "وأما المعزِّى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى فهو يعلِّمكم كل شىء ويذكركم بكل ما قلته لكم". -يو 17 : 2و3 + "إذ أعطيته سطاناً على كل جسد ليعطى حياة أبدية لكل من أعطيتَه. وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلتَه". -يو 17 : 21-23 + "ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فىَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ... وأنا قد أعطيتهم المجد الذى اعطيتنى ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت فىَّ ليكونوا مُكمَّلين إلى واحد". -يو29:20 + "طوبى للذين آمنوا ولم يروا". -يو 20 : 30و31 +"وآيات أُخَر كثسرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب فى هذا الكتاب. وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|