تعليق صحيفة «إندبندنت» البريطانية علي اخلاء سبيل مبارك...
«إندبندنت» عن إطلاق سراح مبارك: عودة المومياء والدولة القديمة
علقت صحيفة «إندبندنت» البريطانية على إخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد إخلاء سبيله على ذمة القضايا المتهم بها، معتبرة أن خروج مبارك من محبسه يرمز إلى عودة ممارسات الدولة القديمة، وأن كل شيء عاد كما كان عليه قبل الثورة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن بعض المصريين الذين تعبوا من سنوات مستمرة من الاضطراب سيرحبون بإطلاق سراح مبارك، لكن آخرين، سيعتبرون ابتسامة مبارك بعد نزوله من الطائرة الهليكوبتر لمكان إقامته اتهاما قاسيا للتضحيات التي قُدمت للإطاحة به في 2011. وقالت «إندبندنت» إنه بعد أيام من التساؤل حول مصير مبارك، أطلق سراحه أخيرًا ليوضع في إقامة جبرية بالمستشفى العسكري على ضفاف النيل بالمعادي، وفي الوقت نفسه رأى نشطاء أن ما حدث «محزن للغاية، لأنه يثبت أننا لم نحقق شيئًا». ورغم أن مبارك أدين العام الماضي في قضية قتل المتظاهرين، وحكم عليه بالسجن المؤبد، فإن المحكمة هذا العام قبلت النقض وأمرت بإعادة المحاكمة. وبحلول أبريل هذا العام، قضى مبارك أقصى مدى للحبس على ذمة القضايا المتهم فيها خلف القضبان، وهذا الأسبوع، برّأته المحكمة من آخر قضيتين كانتا تعيقان إطلاق سراحه، رغم أنه مازال متهمًا في قضية قتل المتظاهرين.
ونقلت الصحيفة عن خبراء سياسيين في مصر قولهم إن الحكم يعتبر «انتصارًا لقوى الثورة المضادة»، وعودة لممارسات الدولة القديمة. وقالت الصحيفة إنه منذ 3 يوليو، عندما قاد الجيش في مصر «انقلابًا شعبيًا» ضد الرئيس محمد مرسي بعد مظاهرات ضخمة في أنحاء البلاد، غرقت مصر في «مستنقع دموي لمجازر دعمتها الدولة، وهجمات انتقامية على المسيحيين». ونشرت الصحيفة في الوقت نفسه كاريكاتيرا بعنوان «عودة المومياء»، ويظهر فيه مبارك وهو ملفوف كالمومياوات المحنطة يخرج من تابوت كتوابيت الفراعنة، فيما يمسك أحد القادة في الجيش المشعل ليقوده خارج التابوت. وأكدت أن كل ذلك يحدث في وقت ينتشر فيه الانقسام كالسموم في مصر، وأصبح انتقاد أداء الدولة يعني اتهامك بالخيانة، بينما إعلانك رفضك لسفك الدماء يجلب إليك الاتهامات بالسذاجة. وفي المقابل، نقلت الصحيفة عن هشام هيلير، الخبير في معهد «بروكنجز» واشنطن قوله: «لو كان مرسي رئيسًا حتى الآن، فعلى الأغلب كان سيفعل المثل»، مشيرًا إلى أن إطلاق سراح مبارك يشير إلى الفوضى المرتبطة بالقانون المصري، لكنه أيضًا ليس إلا «مصادفة سيئة التوقيت».
مصدر المصري اليوم