رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
1. لأن يسوع أراد مثل هذا الإكرام لقد أظهر السيد المسيح ذاته للطوباوية فيرونيكا[1]من ميلانو ) Blessed Veronica of Binasco1445-1497) واعلن لها انه اكثر سعادة عندما يرى ان امه قد تألمت معه وقال لها:" "اعلمي يا ابنتي أنه مقبول لديَّ جداً ذرف الدموع من عبيدي حين تأملهم بآلامي، ولكني لأجل حبي لوالدتي حباً لا حد له، فأكثر قبولاً لديَّ هو التأمل في أحزانها وأوجاعها التي احتملتها حين موتي، من التذكر بآلامي أنا عينها".[2]. 2. لأن القديسة مريم أرادت أيضاً مثل هذا الإكرام اعلنت القديسة مريم فى احدي ظهوراتها للقديسة بريجيتا[3] Bridget انه يوجد عدد قليل جدا من المؤمنين الذين يعزّونها فى احزانها و"ان الجزء الأكبر من العالم يحيا فى تجاهل ونسيان تلك الأحزان"،"وأنا أنظر حول من هم فى الأرض لأرى ولو بالمصادفة من يقدم التعزية لي ويتأمل فى أحزاني، فلم أجد إلاّ القليل. لذلك ياإبنتي حيث انني قد نُسيت من الكثيرين، فعلى الأقل لا تنسيني أنتِ وتذّكري ألامي و أحزاني وضعيها أمامِك بقدر الإمكان" ولأكل هذا الغرض أيضاً ظهرت القديسة مريم فى عام 1239 لمؤسسوا رهبنة"خدّام مريم"[4] وطلبت منهم إنشاء رهبنة خاصة لمشاركة العذراء فى أحزانها. 3. لأنه كان احد المطالب الرئيسية فى ظهورات فاطيمة فى فاطيما عام 1916، ظهر ملاك السلام للأطفال الثلاثة لوسيا وفرانشيسكو وجاسنتا وبعد أن شجعهم لكي يصلّوا وعلّمهم صلاة خاصة قال:"ان قلبا يسوع ومريم فى حاجة الى سماع صوت تضرعاتكم". وفى 13 يونيو 1917 وبعد ان أعلمت مريم العذراء الأطفال الثلاثة بأن جاسنتا وفرانشيسكو سيذهبا الى السماء فى وقت لاحق وان لوسيا ستبقى على الأرض لفترة أطول[5] قالت لها:" ان يسوع يرغب ان يستخدمك لكي تعرّفي الكثيرين عني وعن حبي"، ثم اضافت:"ان يسوع يرغب فى ان تؤسسي فى العالم إكراماً خاصاً لقلبي الطاهر". ولقد كشفت لوسيّا بعد ذلك أن العذراء مريم وهي تروي كلماتها تلك، فتحت يديها وانطلق نورٌ منهما بدا وكأنه يتخلل الأرض وبذلك رأوا مشهداً مريعاً لجهنّم، مليئة بالشياطين والأرواح الضائعة وسط رعب لا يوصف. وقد كانت تلك الرؤية المشهد الأول من "سرّ" فاطيما، ولم يكشف عنه إلا بعد مرور بعض الوقت. نظر الأطفال عالياً الى وجه العذراء المقدسة الحزين وهي تتحدث إليهم بلطف: "لقد رأيتم الجحيم حيث تذهب أرواح الخطأة المساكين. ولكي تنقذوا تلك الأرواح، يريد الله أن تعم صلاة قلبي النقي على العالم وتزداد وسيعّم السلام فى العالم". ولقد شرح السيد المسيح للقديسة لوسيا فيما بعد إجابة على سؤالها لماذا لا يتم تحول روسيا الشيوعية بدون أن يعلن البابا تكريس روسيا لقلب مريم الطاهر،فقال:" لأنني أريد ان الكنيسة جمعاء أن تتعرف أن هذا التكريس هو فعل تعويض لقلب مريم الطاهر وانه فيما بعد يتم تخصيص كنيستي لإكرام خاص لقلب أمي الطاهر بجانب التكريم المقدّم نحو قلبي الأقدس".[6] 4. لأن الأباء القديسين ومعلموا الكنيسة شجّعوا مثل هذا الإكرام - القديس البرت الكبير[7] (1280-1206) قال:"بما اننا مُلزمون كثيرا نحو يسوع لألامه بسبب حبه لنا، فنحن ايضا مُلزمون نحو مريم فى إستشهادها لأنها عانت عند موت إبنها". - القديس (1380-1444)Bernardine of Sienna[8]:"ان حزن مريم لعظيم حتى انه لو تم تقسيمه على كل البشر لسبب لهم الموت على الفور". - القديس انطونينوس St Antoninus(1389-1459)[9] قال"ان القديسة مريم قد عانت بالتضحية بحياة إبنها-الحياة التى احبتها اكثر من نفسها-وانه ليس فقط عانت فى نفسها من الألام التى قاسها ابنها فى جسده ولكن الأكثر ان تنظر وليدها فى ألامه مما احزن قلبها وجعلها تشعر انها تعاني من نفس الألام". - القديس برنارد St. Bernard (842-778) :"ان أوجاع يسوع بدأت منذ مولده وهكذا ايضا مريم التى عانت مثل ابنها طوال حياتها". - القديس الفونس دى ليجوري[10] (1787-1696):"لو لم نستطيع ان نرّد لحب القديسة مريم العذراء لنا فعلى الأقل فلنتوقف قليلاً ولو للحظات هذه الأيام لنتأمل فى عِظم المعاناة لمريم والتى اصبح يُطلق عليها سلطانة الشهداء لأن معاناتها قد فاقت ما عاناه هؤلاء الشهداء". 5. لأنها جاءت ضمن وثائق الكنيسة اعلن البابا بنيدكت الثالث عشر فى 1724 موافقته وشجّع ممارسة الإكرام لسيدة الأحزان واعطى العديد من الغفرانات لمن يتلون مسبحة الأحزان السبعة. ويتم تذكار مريم سيدة الأحزان مرتان فى العام فى طقس الكنيسة الغربية وذلك فى يوم 15 سبتمبر ويوم الجمعة التى تأتي قبل يوم أحد الشعانين. 6. من تاريخ هذا الإكرام أن الإحتفال وتكريم آلام مريم العذراء وخاصة عند الصليب يرجع فى حقيقة الأمر الى القرن الرابع والخامس الميلادي،فالقديس افرام السرياني (373م) كتب "مراثي مريم" والذى لخّص فيها ما عانته مريم، وكذلك القديس رومانوس (مات 500م)، والقديس أمبروز والقديس أنسلم والقديس برنارد والذين تأملوا فى ألام الصليب وعلاقة مريم بتلك الآلام. ولقد بدأ فى الإحتفال بعيد "سيدة الأحزان" من بداية القرن الثانى عشر ثم بدأ فى الإنتشار بين مكرمي العذراء فى كل العالم وتمت إضافته إلى قائمة الأعياد المريمية بمعرفة البابا بندكيت الثامن فى عام 1482وأيضاً البابا بيوس السابع فى عام 1814 الذى أعلن إمتداد هذا العيد لكل الكنيسة فى العالم أجمع. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|