منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 05 - 2012, 10:14 AM
الصورة الرمزية شيرى2
 
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  شيرى2 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

الكتاب : حياة الرجاء
المؤلف : قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث .
الطبعة
: الأولي يوليو 1991 م .
المطبعة
: الأنبا رويس الأوفست – العباسية – القاهرة .
رقم الأيداع بدار الكتب
: 4974 / 1991 م
كثيرون جداً يحتاجون إي كلمة تعيد إليهم الرجاء
… يحتاجون إلي نافذة من نور ، تبدد الظلمة التي تكتنف نفوسهم …
نفوسهم تصغر أمام المشاكل التي تبدو معقدة ، وبلا حل
… وتزيد حروب الشيطان من المخاوف في عدم حلها …
كذلك يظنون أنه لا فكاك من الخطايا التي استمرت معهم زماناً ، حتي صارت شبة مسيطرة عليهم ، يكررونها في كل اعتراف بلا توبة ، مهما حاولوا التوبة
… هؤلاء يقولون مع داود النبى ما ورده في المزمور الثالث :
"
كثيرون يقولون لنفسى : ليس له خلاص بإلهه "( مز 3) .

وللأسف لا يكملون باقى المزمور وما فيه من رجاء
….
* * * *
ولأهمية هذا الموضوع ، ولحاجة الكثيرين إليه ، تكلمت في عظات عديدة جداً عن الرجاء وودخل الرجاء ضمن عظات أخرى من الصعب أن أحصيها ، ولذلك لما اردت أن أجمع كل ما قلته في موضوع الرجاء ، بدأ الأمر صعباً
… مما تسبب في تعطيل صدور هذا الكتاب الذي دخلت أجزاء من مقالات في المطبعة وجمعت …وانتظرت اخواتها ، وطال الانتظار ..ز وتحيرت ماذا أقدمه للطبع ، وماذا أتركة أو أرجئة ؟؟

واخيراً اكتفيت بهذه المقالات الخمس عشرة التي ضمها هذا الكتاب ،
حتي يمكن ان يصدر الآن . علي أن نستبقى المقالات الخرى الخاصة بالرجاء ، لكى تنشر في جزء ثان ، أوتضاف إلي هذا الكتاب عند إعادة طبعة بمشيئة الله .
* * * *
والرجاء هو أحد الفضائل الثلاث الكبرى التى ذكرها الرسول في
( 1 كو13 : 13) .

وأعنى بها
: الإيمان و الرجاء، و المحبة .
ولقد أصدرنا لك كتاباً عن
( حياة الإيمان ) في بداية الثمانينات . وها هوذا كتاب الرجاء . وبقى كتاب ثالث نصدرة عن المحبة … محاضراته كلها جاهزة ، لا تنقصها سوى مراجعة بسيطة وتقدم إلي المطبعة … بصلواتك .
وبهذا تكمل المجموعة إن شاء الله
.
الرجاء هو أحدي الفضائل الثلاث الكبري التي ذكرها معلمنا بولس الرسول
في رسالته الأولى إلي كورنثوس حيث قال
…( الإيمان والمحبة هذه الثلاثة ) ( 1كو13:13) وهذه الثلاثة ترتبط بعضها بالبعض الآخر فالإيمان يلد الرجاء ، لأن الذي يؤمن بالله ، إنما يكون رجاء فيه ، والذي يكون له رجاء في الله ، يحبه وهكذا يصل إلي قمة العلاقة بالله في المحبة .
***
الرجاء قديم قدم البشرية بل أقد منها ،
فأول رجاء عرفة البشر هو رجاء في الخلاص ، حينما وعد الرب قائلاً لآدم وحواء ( إن نسل المرأة يسحق رأس الحية ) (تك15 :3) .
وظل هذا الرجاء في قلوبهم آلاف السنين حتي تحقق أخيراً في تجسد الرب، وفي صلبه عن البشرية
.
وحتي الذين لم ينالوا هذا الرجاء ، عاشوا فيه ، وكما قال معلمنا بولس
( لم ينالوا المواعيد ،ولكنهم نظروها من بعيد وصدقوها )(عب13:11) .
وهكذا رقدوا علي رجاء ، إلي أن افتقدهم الرب وارجعهم إلي الفردوس مرة أخري
.
*******
علي أن الرجاء كان موجواَ قبل آدم وحواء ن في قصة الخليقة الأولي ،
كان هناك رجاء لتلك الأرض الخربة الخاوية المغمورة بالمياه ، وعلي وجه الغمر ظلمة (تك1:1)
وحقق الله لها هذا الرجاء حينما قال
( ليكن نور فكان نور ) ورتب الله هذه الأرض الخربة ، فإذا بها في أجمل صورة ممكنة ، فيها الأشجار والأثمار والأزهار والأطيار . ورأى الله أن كل شئ فيها حسن جداً . ولذلك مهما كانت الأرض خربة في يوم من الأيام ومهما كانت خاوية ، ومهما كانت مغمورة بالمياه، ومهما كانت مظلمة ، فهناك رجاء أن الله يخرج منها هذه الصورة الجميلة من الطبيعة المملؤة بالجمال التي نراها الان .
*******
الرجاء إذن هو شئ هام في الحياة ولو فقد الإنسان الرجاء فقد كل شئ ، لأن
الإنسان الذي يفقد الرجاء ، يقع في اليأس ، ويقع في الكآبة ، وتنهار معنوياته ، ويقع في القلق ، والأضطراب ومرارة الإنتظار بلا هدف وقد يقع بذلك ألعوبة في يد الشيطان ، لذلك نقول إن الشيطان
هو الذي يقطع الرجاء .
أما أولاد الله فباستمرار عندهم رجاء ، يعيشون في الرجاء في كل وقت
… في الضيقة يعيشون في رجاء ، ومهما تعقدت الأمور ، ومهما بدا أن الله قد تاخر عليهم ، مهما بدا كل شئ مظلماً ، هناك رجاء .
*******
واولاد الله عندهم رجاء أيضاً في الحياة الأخرى ،
في العالم الآخر في تحقق وعد الرب من حيث ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن ولم يخطر علي بال إنسان
. هذه هي الحياة الأخرى التي نجاهد على الرض لكى ننالها . وعلى رأى معلمنا القديس بولس الرسول " إن كان لنا رجاء في هذا العالم فقط ، فنحن أشقى جميع الناس " ( 1 كو 15) .
وهناك رجاء ايضاً حتي للخطاه في التوبة ، بل أشر الخطاة على الأرض لهم رجاء
*******
وهناك رجاء للص وهو علي الصليب في أخطر سعات حياته
. وهناك رجاء لزكا

رئيس العشارين الذي كان يمثل قمه الظلم في عهده ، وهناك رجاء للمجدلية التي كان فيها سبعة شياطين فإذا بها إحدى المريمات القديسات ، وقد استحقت ان تكون مبشرة للحد عشر بالقيامة
. وهناك رجاء حتي للشجرة التي لم تثمر ثلاث سنوات فقال الرب " انقب حولها وأضع زبلاً ، لعلها تثمر فيها بعد "( لو 13 : 8) .
*******
المسحية تعطي رجاء حتى للقصبة المرضوضة و للفتيلة المدخنه
.

القصبة المرضوضة قادر الله أن بعصبها ، والفتيلة المدخنه قادر الله ان يرسل لها ريحاً فتشعل ، ولهذا من جهة الرب
" شجعوا صغار النفوس " . وأعطى في ذلك رجاء حتي للركب المخلعة ، وحتي للأيدى المسترخية .

*******
في المسيحية يوجد رجاء للأفراد ويوجد رجاء للهيئات ، ويوجد رجاء للكنائس ويوجد رجاء للبلاد ويوجد رجاء للعالم كله
*******
لنا رجاء في افتقاد الرب للبشرية في كل وقت
. هذا الرجاء لا يضعف أبداً عند المؤمنين مهما بدا الأمر صعباً وكيف ذلك ؟


*******
لقد كان هناك رجاء ليونان النبى وهو في بطن الحوت
.

هل إنسان يكون في جوف الحوت ويكون له رجاء ؟ ولكن يونان ركع علي ركبتيه وصلى وهو في جوف الحوت . وقال للرب " أعود فأرى هيكل قدسك ". كان له رجاء ، وقد تحقق .
وكان هناك رجاء حتي للثلاثه فتية وهم في أتون النار ، ولدانيال وهو في جب الأسود
*******
وكان هناك رجاء حتي للعاقر التي لم تلد ،
التي قال لها الرب في سفر اشعياء
" ترنمى أيتها العاقر ، ووسعى خيامك ، لأن نسلك سيرثون أمماً ويعمرون مدناً خربة " ( اش 54) .
كان هناك رجاء أعطاه لنا الرب في رمز الذين قاموا من بين الأموات
. حتي لعازر الذي قالت عنه اخته مرثا أنه قد أنتن ( يو 11) قدم لنا الرب رجاء في ان يقوم من الأموات .
*******
وهناك رجاء قدمه الرب في شفاء الرب في شفاء الأمراض المستعصية


في اعطاء البصر للعميان ، و الصحه للجدع والعرج و المشلولين ، وكل ذى عاهة ، وصاحب اليد اليابسة ، حتى الإنسان الذي قضي ثمانى وثلاثين سنة إلي جوار البركة لا يجد من يلقيه فيها ، كان له رجاء ان ياتي له المسيح ويقول له
" احمل سريرك وامش "( يو 5) . مهما كان الأمر مستعصياً ، ومهما بدا للناس معقداً ، هناك رجاء يقدمه الله .
ولعل الرب أعطانا مثالاً جميلاً في هذا حينما قال
" غير المستطاع عند الله " بل صدقونى هناك آيه اعمق من هذه جداً ، وهى قول الكتاب " كل شئ مستطاع للمؤمن ".
*******
عبارة
" كل شئ مستطاع "( مر 9: 23) تعطينا رجاء لا حدود له .

وهكذا يقول بولس الرسول في الرجاء
" استطيع كل شئ في المسيح الذى يقويني " ( فى 14: 13 ) . عبارة كل شئ هي مدى أوسع جدا يعطينا فكرة أنه لا حدود للرجاء ، مادام لا حدود لقدرة الله ولمحبته .
إذا لا حدود للرجاء في المسيحية
.
والإنسان المسيحى يجد اختباراً لفضيلة الرجاء فيه ، حينما يقع في ضيقة أو في تجارب متنوعة ، أو في آلام صعبة ، أو في مشاكل تبدو لا حلول لها ، يعرف بالرجاء أن الرب عنده حلول كثيرة ، وان الرب لابد أن يأتي مهما بدا امام الناس أنه قد تاخر
.
*******
صدقوني أنني في بعض الأحيان كنت اعاتب أبى ومعلمى القديس داود النبى ، حينما كان يقول للرب
" اسرع ولا تبطئ " .

لأن الرب يا أخوتي ليس عنده اسراع ولا ابطاء
. الله يعمل ، ويعمل في كل حين ، وهو لا يتأخر مهما ظن التلاميذ أنه قد مر الهزيع الرابع من الليل ولم يأت بعد الرب لابد سيأتى ، إذا كان عندنا إيمان ، نؤمن ان الله لابد سيعمل وسيعمل بقوة وسيعمل في الوقت المناسب أما عبارة التأخير ، فهى تحمل مفهوماً نسبياً عند البشر ، يظنون أنه قد تأخر ، ولكن مواعيد الله هي ، تحددها حكمته ، وتحددها رؤيته الصادقة للأمور علي حقيقتها . فالله يعمل باستمرار ، وإن ظننا في وقت من الأوقات أنه قد تأخر ، يقول لنا المرنم في المزمور " أنتظر الرب ، تقو ليتشدد قلبك ، وأنتظر الرب "( مز 27 : 14 ) .
*******
وهنا نعرف معني الرجاء على حقيقته

إن الإنسان يرجوا الرب وينتظر الرب ، ليس في قلق ، ولاضجر ، ولا في تذمر ، ولا في شك
.

ولكن ينتظر الرب ، وقد تشدد قلبه ، هو قوي القلب في الداخل ، قوى بالإيمان إن الرب يعمل ، لا أقول أن الرب سيعمل ، فهذا مستوى ضعيف
. وإنما أقول أن الإنسان يكون عنده رجاء أن الرب يعمل فعلاً .
أنت لا تؤمن أن الله سيعمل في المستقبل ، وإنما ينبغي أن تؤمن ان الله يعمل حالياً
. ولذلك يكون عندك رجاء ، فيما لا تراه من عمل الله ، ولكن توقن تماماً وتثق أن الله يعمل . إن الطائرة قد تبدو لمن يستخدمها لأول مرة انها واقفة في الجو ، بينما تكون في سرعة أكثر من ثمانمائة كيلو مترا في الساعه ، ولكنها تبدو واقفه ! وبعض المراوح الشديده الحركة تبدو متوقفة ، وهي تكون في اقوي درجة من السرعة ، وكذلك الكثير من الأجهزة .
*******
الله يعمل ، أنت لا تراه يعمل لكن تؤمن بذلك ، ويكون لك رجاء بنتيجة عمله التي ستراها بعد حين
.

في الضيقات
… الإنسان الذي يرجو الله ينفعه قول المزمور " إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي ، وأن قام علي قتال ففي هذا أنا مطمئن ".
ولماذا هو مطمئن ؟ لأنه يرجو عمل الله فيه ، ويري كما كان أليشع يري ، أن هناك جيوش الرب تحارب حول المدينة
" وان الذين معنا اكثر من الذين علينا "( 2 مل 6: 16 ) ويقول مع المرنم " نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين ، الفخ أنكسر ونحن نجونا "( مز 124) .
*******
الإنسان الذي عنده رجاء ، لا ينظر إلي الضيقات ، إنما ينظر إلي الله الذي ينتصر علي الضيقات
.

الذي قال
" أنا قد غلبت العالم " ويظل فيه هذا الرجاء إلي أخر نسمة ، في كل حين ، في كل حال ، في كل موقف ، الرجاء لا يفارقة .
وهذا الرجاء لا يعطى الإنسان سلاماً في القلب ، طمأنينه في الداخل ، فرحاً قلبياً علي اساس ، ولهذا يقول الرسول في الأصحاح الثاني عشر من رسالته إلي رومية
" فرحين في الرجاء ( رو 12) .
*******
الرجاء بأن الله لا يعسر امر عليه وأنه قادر علي كل شئ ، الرجاء في محبة الله وفي مواعيد الله ،
الرجاء في الله الذي قال " لا أهملك ولا اتركك " الله الذي قال " ها انا معكم كل الأيام وألي أنقضاء الدهر " الذي قال " نقشتكم علي كفي " الذي قال " إن ابواب الجحيم لن تقوي عليها .. الرجاء في الله الذي عمل في القديم ، والذي يعمل كل حين ، الذي نقول له مثلما قالوا في القديم قم أيها الرب الآله و ليتبدد جميع اعدائك ، وليهرب من قدام وجهك كل مبغضى اسمك القدوس ". الله الذي غلب العالم ، نرجوه ان يغلب العالم ايضاً مرة اخري ، يغلب الألحاد الذي في العالم يغلب الاباحية و المادية ، ويغلب الحقد و الكراهية التي في العالم و يغلب الانقسام و التفكك الذي في العالم ويغلب العنف واستخدامة الذي في العالم .
*******
هذا هو الإله الذي نرجوه الذي يعيد الأرض إلي صورتها الأولي
. وأيضاً الله الذي يقف إلي جوار اولاده باستمرار ، الذي رآه يوحنا في رؤياه وهو " في وسط المنائر السبع ، وفي يمينه ملائكة الكنائس السبع "( رؤ 1: 20) .
فالله ما يزال وسط أولاده ، وفي يمينه رعاه الكنائس وقادتها ، وهو يقول لنا اغنيته الجميله
" لا يخطف احد من يد أبي شيئاً "( يو 1: 29 ) .
*******
لنا رجاء في الله الذي قال عنه يوحنا الحبيب في رؤيا
:

" أبصرت وإذا باب مفتوح في السماء "( رؤ 4: 1).
فالإنسان الذي يعيش في الرجاء باستمرار ينظر باباً مفتوحاً في السماء ويري الله واقفاً في هذا البابا يقول إنه يفتح ولا احد يغلق
"(رؤ3: 7) .
*******
الله الذي يسعي لخلاصنا دون ان نسعي نحن ، والذي يحبنا اكثر مما نعرف الخير لأنفسنا الله ضابط

الكل الذي يقود الكون كله و الذي حياة العالم كله في يدية . هو يدبر الأمور حسب حكمته التي لا تحد ، نحن نرجوا هذا الأله ، ونحن نغني مع الرسول قائلين :

*******
"
كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله "( رؤ 8: 28) .

ونقصد الخير بالمقاييس الإلهية وليس الخير بمفاهيمنا البشرية . الله هذا صانع الخيرات ، هو الذي نرجوه . وهو الذي نعلق كل رجائنا عليه . وهو الذي نقول له في بعض الصلوات القداس الإلهي " يارجاء من ليس له رجاء . معين من ليس له معين ". ونقول في المزمور "الاتكال علي الرب خير من الأتكال علي البشر ، الرجاء ، بالرب خير من الرجاء بالرؤساء "( مز 118 ) .
*******
الرجاء في مواعيد الله الصادقة و الرجاء في الحياة الأبدية الجميلة

، في القيامة السعيدة ، الرجاء الذي نعلقة لا في امور العالم ، وإنما في ذلك الوطن السماوي ، " المدين التي لها الأساسات التي صنعها وبارئها الرب " ( عب 11) .
الإيمان في حياة أخري جديدة لا تعرف خطية ، ولا تعرف أثماً ، الإيمان في التجديد العجيب الذي نناله في السماء ، حيث ترجع الينا الصورة الإلهية الأولى ، وفي وضع لا يخطئ فيما بعد ، الرجاء في الحرية التي ننالها من الرب ، بحيث تكون حرية تفعل الخير فقط ، ولا تعود تعرف الخطية بعد ، الإيمان بملكوت الله الذي نعيش فيه في ذلك الأبد ، ونعد انفسنا له من الآن
. هذا هو الرجاء الحقيقي الذى نرجوا فيه ما لا يرى . لأن الأشياء التي ترى تدخل في العيان ، وليس الرجاء . غنما نحن نرجو ما ننظره بالصبر ، وليس ما نراه كما يقول الرسول " هذا الرجاء المفروض ان ندعو الجميع إليه ".
*******
المفروض أن نقول لكل احد
: إن كل باب مغلق له ألف مفتاح ، والله يستطيع أن يفتح جميع الابواب

المغلقة ونقول له أن كل ظلمه لابد بعدها نور ، وكل مشكلة لها حل أو عشرات الحلول وكل ضيقة لها إله هو إلهنا الصالح الذي يخرج من الجافى حلاوة ، ومن الآكل آكلاً . و الذي يحول كل الامور إلي الخير ، كل الأمور التي نمر بنا في حياتنا إن كانت خيراً ستصل إلينا صانع الخيرات يحول الشر إلي الخير .
*******
لذلك نحن نعيش في الرجاء فرحين باستمرار يملأ قلوبنا ، لأننا لا نعتمد علي ذواتنا ولا علي وسائط عالمية ، إنما نعتمد علي الله الذي يعمل كل خير في هذا الرجاء أحب أن نعيش جميعاً ، ككنيسة ترجوا ملكوت الله وتنتظره ، وترجو عمل الله فيها كل حين ، ونؤمن بعمله ، وكعالم واسع الأرخاء في كل قاراته ، يرجو من الله ان يسود السلام في كل مكان و يسود الخير في كل مكان ، ، ويرجع الحب إلي قلوب الناس جميعاً ، فيرتبطون به ، ويعيشون به وكما قال المسيح
" بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضكم نحو بعض ".
هذا الرجاء إن لم يكن فينا فلنطلبة كعطية مجانية من الله ، الذي يملأ القلوب بسلامه وبرجائه
. له المجد الدائم من الآن وغلي الأبد آمين …

منقول
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب حياة الرجاء لقداسة البابا شنودة
تأملات فى حياة داود النبى كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
حياة التواضع والوداعة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
حياة الفضيلة والبر كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 05:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024