منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 07 - 2013, 12:00 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

"إعطوهم أنتم ليأكلوا" (لو 9)

"إعطوهم أنتم ليأكلوا" (لو 9)

الجمعة 19 يوليو 2013
القس بطرس سامى كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادى


عندما وجد المسيح الجمع يتبعه و قد تعبوا طول النهار أَمَرَتلاميذه أن يُتِكْئوا الجمع خمسين خمسين و كانوا نحو خمسة آلاف رجل ماعدا النساء و الأطفال، و بينما التلاميذ يُتكؤوهم و هم متعجبون كيف لكل هؤلاء يمكن أن يبتاعواطعاماً فالعدد قد يكون قرابة العشرين ألفاً بحساب النساء و الأطفال أو أكثر من ذلك. قال لهم يسوع أمراً غريباً و قاله بفعل الأمر "إعطوهم أنتم ليأكلوا".
كان التلاميذ معتادين أن يطيعوه دائماً حتى فى أمور كثيرة غير معقولة و ذلك لأنهم دائماً ما كانوا يرونه يطلب أشياءاً غريبة بعدها يصنع معجزاته العظيمة، أما الرب فكان يهدف فى كل مرة من وراء كل معجزة أن ينقل مفهوماً يختص بالأبدية التى جاء لكى يخلص الإنسان و يفتح له طريقاً نحوها.
و لكى ندرك ما كان الرب يقصده من تلك المعجزة معجزة إشباع الآلاف من خمسة الخبزات و السمكتين، التى كانت مع ذلك الغلام الذى وجدوه، ينبغى أن نتابع ما حدث بعد ذلك، ففى اليوم التالى بحسب ما جاء فى إنجيل يوحنا وجد الرب الجمع يتبعه فقال لهم أنهم يتبعونه لأنهم أكلوا من الخبز و شبعوا، و أنه ينبغى لهم أن يعملوا للطعام الباقى للحياة الأبدية، الذى أوضح لهم أنه جسده الذى سوف يبذله على الصليب من أجل خلاص العالم، هذا الجسد الذى أعطانا الرب أن نأكله لكى نحيا به من خلال الإفخارستيا سر التناول العظيم الذى به نتحد برب المجد و نثبت فيه و تثبت حياته فينا و بالتالى تسرى الأبدية فى أعضائنا و نُحْقَن جميعنا بالدم الإلهى الذى يسرى فى دمائنا فيوحدنا فيه و لذلك و فإن كانت الكنائس الرسولية متفرقة بحسب الظاهر و لكنها متحدة بحسب الباطن بواسطة وحدتها فى جسد الرب و سريان دمه فينا.
و هكذا نفهم أن معجزة إشباع الجموع كانت معجزة إفخارستية كما يقول أبونا متى المسكين و أن الرب أراد بها أن يصنع وسيلة إيضاح توضح فكرة الأفخارستيا و الخبز الحى الذى نزل من السماء و رمز له المن السماوى للشعب التائه فى البرية قديماً لكى يرمز لنا نحن الشعب الذى يحيا الآن فى برية هذا العالم نأكل خبز السماء الخبز الحى الذى له الحياة فى ذاته (يو6) و من خلال أكلنا منه تسرى فينا حياة المسيح و هكذا ننتقل من حالة الموت التى نكون عليها بسبب خطايانا إلى حالة الحياة الأبدية و ننتقل من الظلمة إلى النور و من البغضة إلى الحب الذى مصدره رب المجد و الذى جَسَّدَه لنا بصليبه المحى.
و لكنى استطيع أن أرى رب المجد نفسه الآن معنا فى هذه البرية التى نحيا فيها، و نحن تلاميذه الذين إخترنا أن نتبعه، لأننا سمعنا صوته العذب ينادينا أن نترك شِباكَ العالم و نمشى وراءه، ها أنا استطيع أن ألمح المخلص فى هذه الأيام يأمرنا نحن تلاميذه أن نعطى الجموع الجائعة التى تلتمس خبزاً حقيقياً حياً فى هذا العالم أن نعطيهم نحن ليأكلوا.
المسيح يا أحبائى يريد أن الجميع يخلصون و إلى معرفة الحق يقبلون يريد
أن ينقل محبته لقلوب الجميع، يريد أن يرى الجميع نوره و أن يتحد الكل به، يريد أن يحيا الجميع متنعمين فى سلامه الحقيقى الذى يفوق كل عقل و لكنه لا و لن يفعل ذلك من دوننا، فإنه يأمرنا الآن أن نعطى الجميع ليأكلوا، أن نأخذ مما له و نعطى الجميع و هكذا فقط يمكن أن يحيا الجميع و يخلص الجميع، فحياة المسيح لا و لن تتنتقل إلى من لا يعرفه إلا من خلالنا نحن تلاميذه الذين اخترنا أن نتبعه و ها هو يأمرنا أن نفعل هذا.
و لكن كيف ذلك و نحن ليس لنا، ليس لنا يا رب سلام و لا حياة فينا كيف يكون لنا يا رب أن ننفذ أمرك، نحن نعرف أنك تحبنا نحن كذلك نحبك و لكننا أضعف من أن ننقلك للآخرين، و لكنى أسمع صوتك يؤكد لى أن قوتك لا تكمل إلى فى ضعف من يرى ضعفه و يقدمه أمامك، قوتك تكمل فيمن يتبعك كما فعل التلاميذ تاركين كل إهتمام أرضى أو محبة أرضية لكى يمشوا وراءك حاملين صليبك. يا رب لقد إخترتنا أن نتبعك و لكن كما فعل التلاميذ آنذاك ها نحن أيضاً نقف أمامك صارخين ليس لنا أن نعطى هؤلاء ليأكلوا، فلتملأنا يا رب بروحك و لتشغل روحك داخلنا أنت يا رب قلت أن الروح القدس الذى بداخلنا يأخذ مما لك و يعطينا فلتعطنا يا رب سلامك و حبك و فرحك و لتملأنا بهم و لتجعلنا يا رب نفيضبهم على كل من هم حولنا.
يا رب إن العالم فى هذه الأيام و مصرنا الجميلة تحتاج للحب و السلام و الفرح، تحتاج للحق و أنت يا رب هو الحق، تحتاج للحياة و أنت يا رب هو الحياة، نرجوك يا رب أنتستخدمنا نحن الذين نقر بضعفنا أمامك كما استخدمت تلاميذك و أشبعت الجمع بفيض هكذا فقط نستطيع أن نفهم كيف أكلوا أو شبعوا و فاض هكذا الكثيرمنهم لنكن يا رب أدوات نقية صالحة فى يديك تستخدمنا لخلاص الآخرين و لنقل حياتك لهم لكى تسرى حياتك فينا و فيهم آمين.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
في مَثَل الزارع | "أَنتُم" إلى المفارقة بين "هم" و"أنتم"
أَعطوهم أنتم ليأكلوا
أعطوهم أنتم ليأكلوا
عضو احتياطي بـ"الخمسين" لـ"موسى": أنتم جايبينا هنا نشيل "الشنط" للأساسيين
"الأولتراس" للداخلية : أنتم أعداء الثورة وكل عام وأنتم "منكسرين" وحقنا "راجع راجع"


الساعة الآن 12:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024