عندما اشتعل الشارع المصري كان أوباما يلعب الجولف نيويورك تايمز الأزمة المصرية أثبتت انعزالية السياسا

[Mary Naeem]

عندما اشتعل الشارع المصري كان أوباما يلعب الجولف نيويورك تايمز الأزمة المصرية أثبتت انعزالية السياسات الأمريكية

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حكومة "أوباما" أظهرت تناقضا فى التعامل مع الملف المصرى، ففى البداية وطد "أوباما" علاقة مع "مرسى" لفترة من الوقت؛ آملا أن يكون شريكا فعالا عندما ساعد فى نزع فتيل أزمة غزة، ولكن بعد أيام قليلة، أصدر مرسى" قرارا حصل به على صلاحيات واسعة جديدة لينهى تفاؤل البيت الأبيض وواشنطن، حتى مع سحبه القرار فى وقت لاحق. وقال "دانيال كيرتزر"، سفير سابق لدى مصر "واشنطن قدمت فرصة جيدة جدا لإثبات أن الإخوان فى طريقهم إلى حكم ديمقراطى، وتمد يدها للمعارضة وستجرى انتخابات برلمانية بعد فترة وجيزة"، مضيفا "مرسى فشل فى جميع الجوانب، وأثبت أنه ليس بارعا فى القيام بأى من هذه الأشياء. وأضافت الصحيفة أنه فى الوقت الذى اندلعت فيه مظاهرات مناهضة للرئيس السابق "محمد مرسى"، توجه الرئيس "أوباما" إلى ملعب الجولف مع اثنين من أصدقائه القدامى، بعدها ذهب إلى كامب ديفيد لقضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة، وكان وزير الخارجية "جون كيرى" يسترخى فى إجازته فى كاتوكيت. وذكرت الصحيفة أن مساعدى الاثنين أعلنوا أن الرئيس الأمريكى ووزير الخارجية يتم إخبارهما بكل جديد، فى الوقت الذى أدت فيه الاشتباكات فى مصر إلى مقتل العشرات، إلا أن المنظر العام أعطى شعورا بأن حكومة "أوباما" نظرت إلى الأزمة فى القاهرة كإنذار شديد، وأن الحقيقة الواضحة هى أن العديد من المسئولين لديهم، وجهات نظر متصارعة بل إنهم وفى بعض الحالات "غير سعيد بالإطاحة بالرئيس السابق "مرسى".
وأوضحت الصحيفة أن الهدوء النسبى فى واشنطن يعكس أيضا تحولا كبيرا فى علاقات الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، فبينما كان ينظر لمصر يوما ما على أنها البلد الاستراتيجى الوحيد فى المنطقة، فاليوم هناك بلاد تلعب دورا أكبر، وأن المصلحة الأمريكية المهيمنة فى مصر هى الحفاظ على معاهدة السلام المستمرة منذ ثلاثة عقود مع إسرائيل، والتى يؤمن المسئولون أن الجيش ملتزم بها. وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يوجد شخصية سياسية أمريكية كبرى تؤيد علنا الاستيلاء العسكرى على السلطة، ولكن "مرسى" وجماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها كان لديهم أصدقاء قليلون فى واشنطن عندما تم انتخابه منذ عام، إلا أن هذا العدد أصبح أقل بحلول الوقت الذى تمت إطاحته فيه من منصبه، وكان مرسى مرشح غير مريح للولايات المتحدة من البداية مع صعود الإسلاميين، حتى ولو كان بتصويت على نطاق واسع من الديمقراطية، وأن البيت الأبيض والكونجرس كانوا يرون "مرسى" استبداديا وغير كفء. وقال "إليوت أبرامز"، نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جورج دبليو بوش "إذا قلت للناس أنه يمكن إجراء اقتراع سرى حول إمكانية إرجاع عقارب الساعة والحصول على مرسى مرة أخرى فى السلطة، لا أعتقد أن عددا كبيرا فى واشنطن سيعيد هذه الساعة"، مؤكدا أنهم غاضبون فقط من الآثار القادمة. واختتمت الصحيفة أن مساعدي الرئيس "أوباما" أكدوا أنه كان محبطا من تواصل "مرسى" مع المعارضة، واعتقد أنه سيكون أكثر شمولا، حيث أصدر "أوباما" بيانا مكتوبا بعد إطاحة الجيش بمرسى، قال فيه إنه قلق للغاية، وحث الجيش على استعادة حكومة ديمقراطية سريعا.