رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لست تفهم يا بطرس ما أنا أفعله و لكنك ستفهم فيما بعد" الجمعة 05 يوليو 2013 القس بطرس سامى كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادى نعم يا رب عندما إنحنيتَ لتغسلَ قدمى بطرس لم يفهم مشيئتك وطريقتك لم يفهم إتضاعك و محبتك، لم يفهم طبيعة خلاصك الذى كان يراه بطريقته خلاصاً أرضياً و مُلكاً عالمياًو مكاسبَ ماديةً، و لكنك أخبرته أنه سوف يفهم فيما بعد ما أنت صانع و فى اليوم التالى بعدما نظرك فوق الصليب تدفع ثمن خطيته و إنكاره و ضعفه بموتك عنه بدأ يفهم، و كلما مرت الأيام به كان يفهم و يفهم، كنت تأخذه يا رب من يديه رويداً رويداً ليفهم و يدرك الذى لأجله أدركته أنت ؛ خلاصه الأبدى كما يقول الرسول بولس "أسعى لعلى أدرك الذى لأجله أدركنى المسيح"(فىلبى 3 ) أعترف لك يا رب أننى أنا أيضاً كبطرس كثيراً ما أعترض على أحكامك و أرفضها، كثيراً ما أكون غير مدرك أو متفهم ما تفعله فى حياتى، فمنذ عام و بعد أن إمتلأنا فى ذلك الوقت أملاً أن الرئاسة لن يفوز بها الإخوان و كان الكل يتناقل تلك الأخبار قبل إعلان النتيجة ولكن لما جاءت اللحظة التى أُعلنت فيها النتيجة أُصِبتُ بالإحباط والحزن، كان يوماً سيئاً كئيباً ليس علىَّ أنا فقط بل وعلى أسرتى وأصدقائى، لم أكن قادراً أن أفهم لماذا تركت هذا الشر ينتصر وسلاحه الكذب والغش والخداع، لماذا تترك شعبك-المصريين جميعاً- يعانى هذا الظلم و هذا الحُكم الذى يضر بنا خاصةً و قد كانت بشائره ظاهرة عندما ملؤوا البرلمان و شرعوا فى تغيير القوانين لإظلام مصر . لكنى أتذكر جيداً أنه فى نفس اليوم سمعت صوتك يقول لى أنا أيضاً إنى لستُ أفهم ما أنت فاعله و لكننى سأفهم فيما بعد. كنت أصدق كلامك و لكن يوماً بعد يوم كنت أتعلق بآمال أو بأشخاص أو بأحداث قد تكون هى المنقذ لبلدى من هذا الشر الذى غمرها و كان ردك دائماً واضحاً أنه ينبغى أن أنتظرك أنت، أنتظرُ ما أنت صانعه من أجلى ومن أجل كل شعب مصر. بدأ الكثيرون يقولون أن هذه عقوبة من الله لكى يتوب الشعب أو أن الله يريدنا أن نصلى أكثر و لكنى بمعرفتى بك كأب أعلمُ أن هذه ليست طريقة تعاملك مع بنيك حتى وإن أردتَ تأديبهم فتأديبك دائماً يكون رقيقاً ممتلىء بالحنو والحب ولهذا كنت دائماً استرجعُ صوتك أنى سأفهم فيما بعد كانت كلمتك ترنُ فى أذنى، صدقتها و آمنت بها فملأنى ذلك سلاماً عجيباً كنتَ أنت مصدره فكان سلامك الذى يفوق كل عقل يملأ قلبى و كان هو ما يريحنى و يطمئننى، كانت كلماتك ووعودك السابقة هى فقط مصدر هذا السلام الذى لم يملأ قلبى فقط بل ساعدنى يا إلهى أن أنقله لمن حولى فكنت أطالب كل من أجده يترك مصر مهاجراً هارباً منها أن يعدل عن ذلك و ينتظر خلاص الرب و أُقَوى كل من إختار الحياة فى مصر بأننى أثق أن النور آتٍ ولا أنسى كلمات قداسة البابا تواضروس الثانى بعد رسامته أن "مصر هتنور". لقد كان فى ترتيب إختيار قداسة البابا والسلام الذى ملأ الكنيسة وتدبير تعطفك الذى أحاط بهذا الحدث و كلمات قداسة البابا الأولى التى قالها بدلاً منه المطران العظيم الأنبا باخوميوس أن البابا يعرف مسئوليته من أجل وحدة الجميع و أنه يدرك تماماً أن هذه الوحدة هى هدفه لأنها هى هدف المسيح شخصياً كانت هذه الكلمات تؤكد لى إنك تصنع شيئاً عظيماً من نحو مصر كلها. إلهى لقد رأتك عيناى فى هذا العام و سمعتك أذناى كما لم أرك أو أسمعك من قبل فى حياتى و لمستك يداى من جهة كلمة الحياه فى أمورٍ كثيرة مررتُ بها أنا و مرت بها مصر حتى كانت النهاية السعيدة بهذا البلد، ليس فقط لأنك خلصته من الأشرار الذين ملأهم الشيطان كرهاً بهذا الشعب و لكنك أيضاً فعلتَ ما يلذُ لك، ما عرفتك به، و حَّدْتَ كلَ المصريين معاً بقلبٍ واحد. آه يا رب إنها المحبة هى كلمة السر، إنها الوحدة هى هدفك هى ما تريد هى ما قد جئتَ من أجله، إن جاز لى يا رب أن أقول إنها الوسط الوحيد الذى تستطيع أنت أن تَحل فيه و تعمل به. حقاً يا رب أنت تعمل فقط وسط أناس متحدين معاً و تملأهم المحبة، لا تقدر أن تعمل وسط الفرقاء هناك يعمل إبليس فينشر البغضة والكذب والظلام والخوف، أنت الذى توحد القلوب يا رب أنت الذى تستطيع أن تجعل الجميع واحداً حينئذ تستطيع أن تحل فينا، ألم تكن هذه هى طلبتك الأخيرة قبل الصليب (يو 17) أن يكون الجميع واحداً. أشكرك يا إلهى و تشكرك عنى خليقتك كلها لأنى عاجز عن شكرك كما يستحق حبك، أشكرك يا رب لأنك فعلتَ و صنعتَ عجباً فى وسط شعبك فكل المصريين يا رب يدركون أن ما حدث ليس من صنع البشر، كل المصريين يا رب يرفعون قلوبهم لك من أجل ما فعلت فأضىء بوجهك يا رب على مصر، إفتح أعين العميان وأذنى كل إنسان أصم إجعل الأعرج يقفز كالأيل حسب وعدك (أش 35). فلتفرح يا رب برية مصر، نعم ستفرح لأنك ظهرت فيها ولأن من فيها إتحدوا بك، إجعل فيها يا رب حسب وعدك السكة التى يقال لها الطريق المقدسة؛ طريق محبتك و طريق الوحدة فى شخصك، التى لا يعبر فيها نجس، لا تجعل فيها حسب وعدك يا رب أى أسد أو وحش مفترس ليسلك فيها مفديوك يا رب حسب كلمتك. إحفظ بلادنا يا رب و باركها وحصنها وأذكر جيشها وشرطتها وشبابها ومثقفيها و كل شعبها. إحفظ الكل فى إسمك وحل بيننا وإجعلنا واحداً وأغمرنا بمائك الحى الذى يروى كل إنسان عنده عطش ليرتوى بك يا إلهى لك القوة والمجد والبركة والعزة الآن و كل أوان و إلى الأبد أمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لكنك ستفهم فيما بعد |
لكنك ستفهم فيما بعد ( يو 7:13 ) |
لكنك ستفهم فيما بعد |
لكنك ستفهم فيما بعد |
" لست تفهم الان ما انا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد " |