منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 07 - 2013, 03:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,778

يوئيل والنصر العظيم
يوئيل والنصر العظيم
آمن يوئيل بالنصر وهو يمد بصره إلى آخر الأيام ، ولئن كانت رؤياه قد تحققت جزئياً فى الشعب اليهودى ، ولاحت تباشيرها فى يوم الخمسين ، كما عند سقوط أورشليم وتدميرها على يد تيطس الرومانى ، إلا أن النبوة فى كمالها تأتى بنا إلى آخر الأيام عندما تسقط الخطية نهائياً وإلى الأبد ، ولعل الدراسة الواعية للأصحاح الثالث من يوئيل ، تأتى بنا إلى حقائق عظيمة :
قائد النصر
والقائد هنا ، ليس إنساناً بشرياً ، بل هو اللّه العلى بنفسه ، والمعركة أساساً معركته ، ومن ثم نجده يقول : « شعبى » ... « ميراثى » « فضتى » .. « ذهبى » ... « نفائسى الجيدة » ... وهو يدخل المعركة - لا لمجرد أن يتمم العدالة والكرامة والحق ، بين ظالم ومظلوم ، وبين صاحب حق ، والمعتدى على هذا الحق - بل لأنه هو اعتدى عليه ، وجرح فى مركزه وكرامته ومجده ، ... وهو لا يمكن أن يهدأ على الإطلاق قبل أن يصحح هذا الوضع والأمر ، بالضبط ، أشبه بمن يلقى حجراً إلى أعلى ، ومهما يرتفع الحجر فلابد أن يعود إلى الأرض ، مأخوذاً بقانون الجاذبية وسلطانها ، .. ومهما يحاول آلإنسان أن يقاوم هذه النواميس الطبيعية ، فإنها ستتغلب عليه آخر الأمر ، لتضع المقاومة فى وضعها الصحيح ، طال الزمن أو قصر !! ... وثمة أمر آخر فى القائد ، إذ أنه القائد المحب الذى لا يهتم بالمجموع فحسب ، بل بكل فرد على حده ، إذ لكل واحد منا مكانه الثابت عنده ، وهو لهذا لا يقول شعبى فحسب ، بل يذكر أيضاً « الصبى » و « البنت » أو أصغر من فى هذا الشعب ، أو أقلهم حظاً من الحياة ، ... إنه القائد الذى اندمج فى جنوده ، وهو يخاطب الأعداء : « ماذا أنتن لى يا صور وصيدون وجميع دائرة فلسطين » " يؤ 3 : 4 "... وهو هو بعينه الذى قال : « لأنى جعت فأطعمتونى ، عطشت فسقيتمونى ، كنت غريباً فآويتمونى ، عرياناً فكسوتمونى مريضاً فزرتمونى ، محبوساً فأتيتم إليّ .. بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم » .. " مت 25 : 35 - 40 "« شاول شاول لماذا تضطهدنى ؟! .. صعب عليك أن ترفس مناخس » .. ( أع 9 : 4 و 5 ) وهو القائد المظفر : « والرب من صهيون يزمجر ومن أورشليم يعطى صوته فترجف السماء والأرض » .. " يؤ 3 : 16 " إنه الأسد الخارج من سبط يهوذا !! وإذا كان نابليون قد عد من عباقرة الحروب ، لأنه كان يعتقد قبل أن يدخل المعركة ، أن النصر لابد أن يواتيه ، ولكن نابليون هزم فى موسكو أشر هزيمة ، وعندما سئل لماذا هزم !! .. أجاب : لقد هزمنى الجنرال يناير أو برد الشتاء القارص ، وانتهت عبقريته إلى سانت هيلانة ، حيث عاش يلعق مرارة الهزيمة حتى الموت ، لكن قائدنا دائماً حى ، وقادر على كل شئ ، وخرج غالباً ولكى يغلب!! ..
أعداء النصر
وقد وصف يوئيل أعداء النصر وصفاً دقيقاً ، إذ هم أولا الأعضاء الفاسقون ، عبيد الفسق والخمر الذين « أعطوا الصبى بزانية وباعوا البنت بخمر ليشربوا » " يؤ 3 : 3 " . أى أنهم باعوا الصبى الصغير من أجل شهوة الفسق مع زانية ، وباعو البنت الصغيرة من أجل كأس من الخمر ، أو فى عبارة أخرى ، أنهم عبيد الاستباحة والشهوة والمجون ، والعربدة والفساد ، ... كان نلسون سيد البحار وعبد المرأة ، ... وقد قال روبرت برنز ، الشاعر المجيد ، الذى هز مشاعر اسكتلندا : إنه لو دخل إلى غرفة ورأى فى ركن برميلا من الخمر ، وفى الركن الآخر مدفعاً يهدد من يقف إلى جواره ، بأنه سيطلقه على من يشرب المسكر ، فإنه لا يتردد فى الشرب حتى ولو كان يواجه الموت لا محالة !! .. . ولم يستطع أدجار ألن بو » أعظم كاتب للقصة القصيرة فى أمريكا ، التخلص على الإطلاق من الإدمان على المسكر ، ... وكان الأعداء ، أعداء قساة ، والشر دائماً يقسى القلب : « وألقوا قرعة على شعبى » .. عندما اقتسموا غنائمهم التى غنموها بفرح وبهجة وهم يقترعون على الضحايا وأموالهم !! ..
وكان الأعداء أيضاً هم الأعداء اللصوص : « أخذتم فضتى وذهبى وأدخلتم نفائسى الجيدة إلى هياكلكم » ، واللصوصية سمة أعداء اللّه فهم سارقون لكل شئ للحياة ، والوقت ، والمال والمواهب ، والوزنات ... وهم - إلى جانب ذلك - الأعداء الظالمون : « من أجل ظلمهم لبنى يهوذا » ... وهل يمكن أن يكون الخاطئ القاسى الشهوانى اللص إلا ظالماً ومستبداً ، ... قيل إن روما صنعت تمثالا لأحد العشارين ، لأنه كان الوحيد الذى يجبى الأموال بالعدل !! .. وهم آخر الأمر الأعداء الوثنيون الذين أدخلوا نفائس الرب إلى هياكلهم ، كانو لصوصاً وفجاراً وأثمة وأشراراً ، ... فمن الغريب أن يكون لهم أيضاً هياكل !! ...
أبطال النصر
على أنه من الوجهة الأخرى ، كان هناك أبطال النصر الذين أطلق عليهم الوحى « الأبطال » ... وفى الواقع أن الذين يحاربون من أجل اللّه هم الأبطال حقاً : « إلى هناك أنزل يارب أبطالك » " يؤ 3 : 11 " وبطولتهم هى البطولة الحقيقية لا الزائفة ، ومن يضارع فى البطولة يوسف ، وموسى ، وداود وبطرس ، ويوحنا ، وبولس ؟ ، ونقرأ فى سفــــر الرؤيـــا فى الأصحـــاح التاســع : «وشكل الجراد شبه خيل مهيأة للحرب ، وعلى رؤوسها كأكاليل شبه الذهب ووجوهها كوجوه الناس» ، وهى صورة الأكاليل التى توضع على رؤوس الأبطال الزائفين فى الأرض ، وهى ليست ذهباً ، بل هى » شبه الذهب » لأنها بطولة زائفة كاذبة ، أما أبطال اللّه الذين يقفون إلى جانب الحق مهما كان ضعفهم ، فليقل الضعيف فيهم بطل أنا !! ..
معركة النصر
وهى الحرب الضروس الشاملة للعالم كله : « أجمع كل الأمم .. جماهير » " يؤ 3: 2 - 14 " وهى ليست قاصرة على جماعة دون جماعة ، أو على أمة دون أمة ، ... كانت الحروب القديمة تقوم فى نطاق محدود ، ثم أخذ هذا النطاق يتسع حتى عرفنا الحروب العالمية ، ... وإذا كان العالم ينقسم الآن إلى كتلتين رهيبتين ، بينهما دول أطلقت على نفسها « الدول غير المنحازة » ، ... إلا أن معركة الخير والشر لا يمكن أن يكون فيها شئ اسمه الحياد أو عدم الانحياز ، لأن من ليس معنا فهو علينا ، ... ولا مهرب من الوقوف إلى جانب الخير أو جانب الشر !! .. إنها فى الواقع ، المعركة المقدسة . لقد تصور البعض أن القول : « اطبعوا سكاتكم سيوفاً ومناجلكم رماحاً ، ليقل الضعيف بطل أنا » يقصد به الأعداء الذين يشددون بعضهم بعضاً ، غير أن الراجح أنه نداء اللّه لجميع المؤمنين للدخول فى المعركة ، وأن آلات الاقتصاد فى الزرع والحصاد ينبغى أن تتحول إلى أداة للحرب ، أو فى عبارة أخرى ، بالمقابلة مع لغة ميخا وإشعياء ، والتى قيل فيها يطبعون سيوفهم سككاً ورماحهم مناجل ، من واجب المؤمنين أن يكرسوا كل جهدهم للمعركة المقدسة ، ... فالوقت والمال والجهد وكل قوة ينبغى تكريسها لهدم سلطان الشر فى الأرض ، ... وعلينا فى كل الظروف أن ندرك أن يد اللّه متدخلة فى كل شئ ، .. وكما حدث فى وادى يهوشافاط حين آمن هذا الملك بالنصر حسب وعد اللّه له عندما تألب عليه المؤابيون والأدوميون والعمونيون ، وساعد بعضهم على إهلاك بعض ، ولم يفعل يهوشافاط أكثر من الترنم والصلاة ، ... هكذا يحدث معنا فى كل العصور ، وهكذا سيحدث فى اليوم الأخير ، عندما نرنم ترنيمة موسى والحمل !! ..
مجد النصر
بدأ يوئيل نبوته بالحرب والخراب ، وانتهى بالجلال والمجد : « ويكون فى ذلك اليوم أن الجبال تقطر عصيراً والتلال تفيض لبناً وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء ومن بيت الرب يخرج ينبوع ويسقى وادى السنط » " يؤ 3 : 18 " - أو فى عبارة أخرى - إن الأرض التى ضربت باللعنة ، وضاع منها الفردوس الأرضى ، بسبب خطية الإنسان ، تعود مرة أخرى ، لتأخذ مجدها العظيم ، فى الأرض الجديدة والسماء الجديدة، عندما تكمل قصة الفداء ، فإذا كان لنا أن نحلل هذا المجد كما جاء على لسان النبى ، ... فهو فى الواقع مجد البطولة وهى بطولة الأحياء ، وليست بطولة الموتى،... وإذا كانت انجلترا قد أكرمت أبطالها ، إذ دفنت فى مقابر وستمنستر أولئك الذين أدوا أعظم الخدمات للامبراطورية البريطانية ، وبقى رفاتهم مزاراً يذهب إليه الناس ليروا أعظم الرجال والأبطال... إلا أن مجد النصر الإلهى أعظم وأكمل وأمجد ، لأنه مجد الأبطال الخالدين الذين كتبت أسماؤهم فى سفر الحياة ، وقد اجتازوا الموت إلى الخلود بيسوع المسيح ، وأعطاهم اللّه مجد التشبه به ، والسير فى معيته ، وخدمته ، ... ومهما عانوا من متاعب ومعارك فى الحياة ، ... فإنهم لا يملكون إلا أن يصيحوا مع ذلك البطل القديس ، والذى كان واحداً من أغنياء لندن ، ولكنه استمع إلى نداء المسيح ، فترك الثروة والغنى ، والجاه والنفوذ والسلطان ، وعاش فى خدمة اللقطاء ، ... وفى أخريات حياته ، وهو يموت شبه وحيد فى أحد المستشفيات قال له أحدهم : لقد كان من الممكن أن تقضى حياة أكثر ظهوراً وبروزاً ومجداً ، فلماذا دفنت نفسك بين اللقطاء؟!!.. وأضاء وجه الرجل وهو يقول : إن الذى علق على الصليب أمسكنى ، وما كنت لأهرب ، ولم أندم لأنى قضيت حياتى لمجد ابن اللّه فى الأرض !! ..
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يوئيل النبي يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوة الثانية
الرجل والنسر ، في قرغيزستان
يوئيل 3 - تفسير سفر يوئيل
يوئيل 2 - تفسير سفر يوئيل
يوئيل 1 - تفسير سفر يوئيل


الساعة الآن 01:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024