منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 07 - 2013, 12:17 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

ميخا والديانة المطلوبة من الإنسان
ميخا والديانة المطلوبة من الإنسان

تحدث ميخا عن الخراب الذى جلبته الخطية ، والمستقبل اللامع الذى يراود أحلام الإنسان فى كل الأجيال والعصور ، وكان لابد أن يتحدث عن السبيل للوصول إلى هذا المستقبل ، وأكد ميخا أنه لا يوجد سوى الدين الذى ينقل الإنسان إلى العصر الذهبى اللامع ، عصر السلام ، ... ومن الغريب أن الرئيس « كارتر » وهو يخطو إلى تولى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أكد هذه الحقيقة فى حفل تنصيبه ، إذ جعل شعاره ما قاله ميخا فى الأصحاح السادس وهو يعبر تعبيراً عظيماً رائعاً عن مضمون الحياة الدينية : « قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح . وماذا يطلبه منك الرب ، إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مع إلهك » " ميخا 6 : 8 " وقد لا يعلم الكثيرون أن هذه الآية قد وضعت فى الغرفة الملحقة بالقسم الدينى فى مكتبة الكونجرس فى واشنطون ، ومبنى هذه المكتبة من أفخم المبانى فى العالم ، وهو يشمل أقساماً عديدة مستقلة لكل العلوم والمعارف ، ولكل فرع غرفة مطالعة خاصة به زينت بما يلائمها ، وعندما أرادوا أن يضعوا فى غرفة المطالعة بالقسم الدينى آية مناسبة ، إستشاروا بعضاً من كبار رجال الدين وأساتذته ، وأخيراً تم الاتفاق على الآية المذكورة فى نبوات ميخا !! .. وقد كشف ميخا بهذه الآية عن خلاصة الدين الصحيح ، على أروع ما يمكن أن يكون ... فالحياة الدينية أولا وقبل كل شئ علاقة شخصية بين الإنسان وربه أينما يكون وكيفما يكون : « قد أخبرك أيها الإنسان » ... وفى الحقيقة أن هناك علاقة بين اللّه والأمة ، وقد أسس اللّه علاقته مع شعبه على أجمل أسلوب ، وهو حتى فى محاكمته للشعب يذكره بهذه العلاقة العظيمة : « ياشعبى ماذا صنعت بك وبماذا أضجرتك ؟ أشهد على . إنى أصعدتك من أرض مصر وفككتك من بيت العبودية وأرسلت أمامك موسى وهرون ومريم ياشعبى أذكر بماذا تآمر بالاق ملك موآب وبماذا أجابه بلعام بن بعور - من شطيم إلى الجلجال لكى تعرف إجادة الرب » " ميخا 6 : 3 - 5 " ..
ومن الحقيقة أيضاً أن هناك علاقة بين اللّه والأسرة : « أما أنا وبيتى فنعبد الرب » " يشوع 24 : 15 " ... لكن هذا كله ، يؤسس على العلاقة الشخصية الفردية بين الإنسان وربه ... وهذه العلاقة لا يعرفها الإنسان خيالا أو ظناً أو تصوراً أو هماً بل هى ثمرة إعلان اللّه للبشر : « قد أخبرك » ... إذ إن اللّه ليس ساكناً أو ساكتاً فى السموات ، بل إنه يسعى وراء كل إنسان ليخبره ، وقد أكد السيد المسيح هذه الحقيقة بقوله : «خرافى تسمع صوتى » " يو 10 : 27 " إذ أنه يتكلم إلينا بأصوات متعددة ، وهو يريد أن ننصت ونسمع ، وكلمته فى الكتاب ، والضمير ، والحوادث ، والظروف المحيطة بنا ، تتحدث إلينا ، وطوبى لمن يصغى لهذه الأصوات ، ... وهو يؤكد أكثر من ذلك أن هذه الأصوات ملزمة ، وليس لى أن أختار قبولها أو رفضها كما يشاء لى الهوى أو الرفض : « وما يطلبه منك الرب » ..
والديانة المطلوبة فى الواقع ليست شخصية فحسب ، بل وروحية أيضاً ، إذ أنها ليست مجرد فرائض أو طقوس ، ويبدو أن كثيرين تصوروا هذا ، وربما سألوا اللّه عن طريق ميخا : « بم أتقدم إلى الرب وأنحنى للإله العلى ؟ هل أتقدم بمحرقات بعجول أبناء سنة ؟ هل يسر الرب بألوف الكباش بربوات أنهار زيت ؟ هل أعطى بكرى عن معصيتى ثمرة جسدى عن خطية نفسى » " ميخا 6 : 6 و 7 " على أن اللّه أجاب أن الديانة الحقيقية أعمق من ذلك بما لا يقاس ، إذ أنها ديانة روحية لبابها السجود للّه بالروح والحق !! ..
وفد على مدينة أدنبره ، جماعات لا هم لها دينيا إلا إثارة الإنفعالات والعواطف والتغير من مذهب إلى مذهب ، .. وقد كتب أحد وعاظهم إعلاناً فى الصحف عن المجئ الثانى للمسيح تحت عنوان : « ملايين الناس لن يروا الموت » ... إذ كانوا يعتقدون أن المجئ سيأتى وشيكاً ، ... وما أن قرأ أحد خدام اللّه هذا الإعلان . حتى كتب إعلاناً عن عظته المزمع أن يلقيها يوم الأحد تحت عنوان : « ملايين الناس مائتون فعلا » ... ومن الواجب إنقاذهم ، قبل إشباع غرائزهم وفضولهم ، وشكراً للسيد الذى أغنانا بذبيحته عن ألوف الكباش وربوات أنهار الزيت !!
والديانة المطلوبة : « أن تصنع الحق » ... إذ أن الدين ليس مجرد نظريات غيبية أو تخيلية ، بل هو حقيقة عملية » ... والحق دائماً مثلث ، يبدأ بالحق تجاه اللّه الذى هو الحق ، وما نحن إزاء اللّه إلا وكلاء فى كل شئ ، ... فى العهد القديم لم تكن الأرض ملكاً لأصحابها ، وكانت تقسم ، ولا يجوز لإنسان أن يبيعها أو يتخلى عنها مطلقاً ، لأن الأرض ملك اللّه ، والإنسان مجرد وكيل وبهذا المعنى نحن جميعاً وكلاء أمام اللّه !! .. والحق تجاه الآخرين ألا نكيل بكيلين ونزن بميزانين ، ... أخذ مدير الشركة يقرع أحد الموظفين أمامه ، لأن الموظف أخبره بأن ابنه فشل فى الامتحان ، ونسب إلى الأب الإهمال وسوء التربية ، وما هى إلا لحظات حتى وصلت برقية تقول إن ابن المدير قد رسب فى الإمتحان ، ... فغمغم قائلا : إن الوقت ما يزال أمامه إذ هو صغير ، !! ... لم يستطع أن يطبق الحق على نفسه كما طبقه على الآخرين !! والحق تجاه النفس ، هو مناقشتها ومحاسبتها على الدوام ، والتوفيق معها دون تساهل أو تهاون أو كسل !! ..
على أن الديانة أكثر من ذلك هى ديانة الرحمة : « وتحب الرحمة » ... فإذا كان الإنسان على الدوام يتجه صوب الحق ، فإن الأجمل والأعظم أن يحب الرحمة ، وأن يمتلئ قلبه بها ، وأن يشفق على الآخرين ، وأن يتسامح مع خطاياهم وآثامهم ، قتل رجل فى حماقته فى الحرب طفلة فى التاسعة من عمرها ، ومات هو ، وذهب أبواها إلى زوجة الرجل وقالا : لقد سامحناه إذ كنا ننظر إليه كمريض أكثر منه قاتلا !! .. تحدث أحدهم إلى كلارا بارتون مؤسسة الصليب الأحمر الأمريكى ، عن إساءة قاسية حدثت فى حياتها ، فأجابت : لقد تعودت أن أنسى إساءات الناس !! ... والديانة الرحيمة هى التى تجتهد فى أن تقيل عثرة الآخرين .. قال مدير المدرسة لشاب أخطأ : يا ابنى أنا أعلم أنك تعثرت ، وسأكتب عثرتك هذه بقلم رصاص ، فإذا لم تتكرر سأمحوها !!... وليس أعظم وأجمل من أن نمد أيدينا إلى الضعيف والمنكوب ، والمتألم والعاجز لأنه : « طوبى للرحماء لأنهم يرحمون » .. " مت 5 : 7 " .
ثم هى آخر الأمر ديانة التواضع : « وتسلك متواضعاً مع الهلاك ، والتواضع الصحيح هو النضوج بعينه ، إذ هو التواضع أمام عظمة إلهنا ، ومن نحن التراب والدود والرمة ، أمام إله عظيم مجيد سرمدى !! ... بل نتواضع إزاء إحسانه : « صغير أنا عن جميع ألطافك وجميع الأمانة التى صنعت إلى عبدك » ... " تك 32 : 10 " وأكثر من هذا كله أمام غفرانه العجيب ، ولا نملك هنا إلا أن نقف مع ميخا ، وهو يختم سفره بأقوال من أروع الأقوال التى سطرت أمام عين الإنسان فى كل التاريخ: « من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه . لا يحفظ إلى الأبد غضبه ، فإنه يسر بالرأفة . يعود يرحمنا يدوس آثامنا وتطرح فى أعماق البحــــر جميع خطاياهم . تصنع الأمانة ليعقــــوب والرأفة لإبراهيـــــم اللتين حلفت لآبائنا منذ أيام القدم » .. ! " ميخا 7 : 18 - 20 " ..
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مجدا لمن تنازل حتى ينير المحفل مجدا لمن في وسطنا مجدا لساكن العلا
لقد أحيا الإنسان فيه، فإنه لأجل هذا اتحد الكلمة بالإنسان
لعل أحدا يقول إن موت الإنسان يعنى موت المخ
الكرامين والخيانة
إن ثمار الروح هى المطلوبة لخلاص الإنسان


الساعة الآن 04:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024