رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملاك كنيسة ساردس والبقية المضمونة على أنه مهما كثر الضلال أو المضلون ، فإن ذلك لا يضيع عند السيد حق الأقلية الأمينة ، وهو لا يمكن أن يأتى بالكارثة شاملة للجميع دون تفرقة بين شرير وبار وبين آثم وصالح ، .. وهو لذلك سيحفظ القلة الصالحة ويعتنى بها ويصونها كحدقة العين ، ولو جاء الطوفان فإنه سيذكر نوحاً وبيته ، من بين كافة الناس على وجه الأرض ، وعندما يلحق الدمار بسدوم وعمورة ومدن الدائرة ، فإنه سيلتقط لوطاً من وسطها ، وعندما يأتى الضياع لكل من فى ساردس ، فإنه سيذكر قلة صغيرة قد لا يذكرها الناس لقلة عددها أو ضآلة شأنها فى نظر المجتمع ، ولكن اللّه القدير السرمدى يراها على الدوام عزيزة فى عينيه ، وهو يعلم معركة هؤلاء مع الحياة والشر والإثم والخطية والعالم ، ولابد لهم من مكافأة وجزاء ، ... وأول مكافأة هى أن يعطيهم الثوب الأبيض الذى يظهرون به أمامه فى الأرض وفى الأبدية : « من يغلب فذلك سيلبس ثياباً بيضاء» ( رؤ 3 : 5 ) .. والثياب البيضاء رمز النقاوة ، والنصر ، .. والغريب أنه يقول هنا: «فسيمشون معى فى ثياب بيض لأنهم مستحقون» ... واستحقاقنا نابع أصلاً لا من جهد فينا أو عمل عملناه بل لأنه كسانا بالصليب رداء البر ، وألبسنا ثياب الخلاص ، وكل ما يمكن أن ينسب إلينا هو القبول للدم ووضعه على العتبة العليا والقائمتين فى حياتنا على هذه الأرض ، فيرى الدم ويعبر عنا غضبه وهلاكه .. فى أعقاب الحرب العالمية دخل الجيش الأحمر فنلندا ، واستبسل الفنلنديون فى الدفاع عن وطنهم ، وفى معركة أسروا بعض الروس ، وحكم على سبعة منهم بالإعدام ، .. وكانوا من الشباب الروسى الذى تعلق بالشيوعية ، ولفظ دين أبائه وأجداده ، وقد حدث أن سجن هؤلاء الأسرى ، وأوكل إلى أحد الضباط حراستهم حتى ينفذ فيهم حكم الإعدام ، وكان اسم الضابط نوردمبرج ، .. وفكر واحد من رجال جيش الخلاص زيارة هؤلاء الجنود ، ووعظهم عن المسيح ، وبدا كما لو أن خطابه كان بدون أدنى تأثير ، على أنه ختم الاجتماع بالترنيم والصلاة . وكانت الترنيمة معروفة وتقول : آمنا آمنا فى سلام بلا رعب آمنا آمنا آمنا فى أذرع الرب وفى الليلة التى كان فيها الجنود سيقدمون فى الصباح للموت حدث أمر عجيب إذ بدأ أحد الأسرى يغنى وكان اسمه كوسكنن ، ولم يكن يلعن أو يهذى كعادته بل كان يغنى نفس الأغنية التى استمع إليها من رجل جيش الخلاص ، وقد أثرت هذه الأغنية فى الجميع ، وسأله أحدهم أين تعلم الترنيمة ، وهل أصبح متديناً ، وتبين أن الترنيمة التى استمع إليها لم تملك عليه شغاف قلبه فحسب، بل إنها أكثر من ذلك ذكرته بأيام الطفولة ، عندما كانت أمه تحدثه عن المسيح المخلص،.. تكلم كوسكنن وقد انعكس على وجهه المجد الذى كان يملأ قلبه ، .. وهنا قال أحد رفاقه وهو يستمع إلى شهادة الشاب : لقد أصبت ياكوسكنن ، وآه ليت لى هذه النعمة ، ولكن يدى مخضبتان بالدم ، ولم يبق لى سوى الجحيم فهو المكان المناسب لأمثالى . وانطرح ينتفض وهو يصرخ بدموع قائلاً: صل ياكوسكنن ، وانحنى كوسكنن يصلى لأجل زميله ، لم تكن الصلاة طويلة لكنها كانت قوية ، فقد فتحت السماء لكليهما ، .. وكان منظرهما مؤثراً ، حتى أن البقية تأثروا، .. وهب روح اللّه على المكان ، .. وعندما جاء الصباح قال أحدهم : غن ياكوسكنن ، واشترك الجميع فى الترنيم والأغنية ، ... وتمنى الضابط المكلف بإعدامهم لو أمكنه استصدار العفو لهم ، ... ولكن كان هذا مستحيلا ... وبعد الانتهاء من الترنيم ، أطلق الرصاص عليهم ، وأحنى الضابط الفنلندى رأسه فى الصلاة ، وجاء به المنظر إلى المسيح ، إذ لم يكن قد سبق أن سلم حياته للّه ، ... وسار الكل فى ظل الصليب وقد ارتدوا الثياب البيضاء التى يرتديها المؤمنون المخلصون بدم المسيح !! .. والثياب البيضاء تتحدث إلى جانب التطهير ، عن المجد ، فهى إعلان عن المجد السماوى الذى يناله المؤمنون وقد تخلصوا من كل دنس الأرض وشرورها وتجاربها فهى « رداء الحياة الأبدى » الممنوح من يسوع المسيح !! .. ومن المناسب أن نلاحظ ارتباط هذا الوعد بالقول : « ولن أمحو اسمه من سفر الحياة » (رؤ 3 : 5) .. وهو تعبير مجيد يرتبط حتما بانتصار المؤمن وغلبته ، ولا يجوز أن نأخذه بمعنى أن المؤمن يمكن أن يرتد ويهلك ، أو أن اللّه يكتب اسمه أولا عند التجديد فى سفر الحياة ، ثم يمكن أن يعود فيمحو ذلك الاسم، إذ أن هبات اللّه ودعوته هى بلا ندامة ، ومعلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله ، لكن التعبير أخذ أساساً من أن الموتى ترفع أسماؤهم من سجلات الأحياء فى المدينة ، ولا يجوز أن يحسبوا أحياء وهم موتى ، .. وقد يحسب الكثيرون أعضاء فى جسد المسيح لمجرد أن أسماءهم مكتوبة فى سجلات العضوية فى الكنيسة أو أنهم عمَّدوا أو مارسوا أعمالا أو وظائف كنسية، فقد تكتب هذه الأسماء وتمحى ، لكن أسماء الغالبين لا يمكن أن تمحى من سفر الحياة،... والتعبير مهما قيل فيه، فهو من الألفاظ المستخدمة للتذكرة والتنبيه والتحذير على مستوى فهم الإنسان، كالقول: «ندم اللّه» واللّه أساساً لا يندم أو يتحول عن فكره ، ولكنها للتعبير عما يبدو أنه تغيير فى الاتجاه فى مفهوم الإنسان،... واللّه هنا يريد أن يذكر حقيقتين متلازمتين ، وهما الجهاد المنتصر واستحالة المحو من سفر الحياة ، ... وهو من قبيل القول : «إذا يا أحبائى كما أطعتم كل حين ليس كما فى حضورى فقط بل الآن بالأولى جداً فى غيابى تمموا خلاصكم بخوف ورعدة لأن اللّه هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة » ( فى 2 : 12 ، 13 ) فإذا كان الجزء الأول من العبارة يتحدث عن مجهود الإنسان فى الخلاص ، فإن هذا لا يتناقض البتة مع احتواء هذا الجهد فى نطاق الإرادة والقدرة الإلهيتين ، والمسيح هنا مع أنه هو الذى يعطينا رداء البر ، وهو الذى يكتب أسماءنا فى سفر الحياة ، إلا أنه حريص فى الوقت نفسه على أن يشجعنا على الإحساس بالمسئولية الموضوعة علينا ، التى لا يجوز تجاهلها البتة ، إن الحياة الروحية معركة ، تتطلب الصراع المستميت المنتصر!! .. وهو يضيــــف إلى ذلك ، ولهـذا السبب: «وسأعترف باسمه أمام أبى وأمام ملائكته».. وهو اعتراف لا يمكن أن يتم إلا للذين اعترفوا به رباً وسيداً وملكاً على حياتهم، وكانوا على استعداد للشهادة والاستشهاد من أجل اسمه !! .. على أية حال إن الكنيسة الواحدة يختلط فيها الموتى والأحياء ، وقد يكون الموتى أكثر عدداً وأبهى منظراً من وجهة النظر العالمية ومع ذلك فهم موتى ، ... ولكن مهما كثر عددهم فإن من رحمة اللّه هناك قلـــة باقية أمينة لربها متسربلة بثياب النور البيضاء !! .. وهى لا يمكن أن تضيع متى ثبتت على الثقة فى السيد والانتصار به ، ... عندما كان كرومويل فى ضجعة الموت سأل واحداً من رجال اللّه قائلا : هل يسقط الإنسان من نعمة اللّه - وهو يقصد التمسك بنعمته - وقد حصل عليها يوماً من الأيام !! .. وكان الجواب: كلا !! ومات الجندى الإنجليزى العظيم الشجاع وعلى شفتيه هذه العبارة: أشكر اللّه لأنى نلت هذه النعمة فى يوم من الأيام !! .. أيها القارئ ليت لك هذه النعمة، وليتها تكون فيك النعمة الفعالة التى تمسك بيدك من مدينة الموتى مدينة ساردس إلى فردوس اللّه !! .. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سفر الرؤيا 3 :1 و اكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس |
كنيسة ساردس |
ملاك كنيسة ساردس الحى الميت |
واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ساردس .... لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله (رؤ3: 1،2) |
ملاك كنيسه ساردس |