منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 06 - 2013, 11:43 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

ما هي الفضيلة؟ وكيف تُقتنى؟

ما هي الفضيلة؟ وكيف تُقتنى؟

قداسه البابا شنودة
جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 4-10-2009


ما هى الفضيلة؟ وما معنى عبارة إنسان فاضل؟

ربُّما عبارة إنسان فاضل تعنى إنه إنسان خيِّر، يحب الخير ويعمله، ويحب البر. والفضيلة قد تعنى النقاوة، نقاوة القلب، والسير في طريق اللَّه. وقد تعنى قوة في النفس تُمكنها من الإنتصار على كل نوازع الشر واغراءته، وتمارس الحياة البارة.

وربُّما الفضيلة تعنى الارتفاع فوق مستوى الذات. بحيث يخرج الإنسان من دائرة ذاته، ويعيش لغيره. يخرج من الاهتمام بنفسه، أو التركيز على نفسه، للاهتمام بالآخرين. يخرج من محبته لنفسه إلى محبته للَّه والناس.. نقول هذا لأن الخطيئة كثيرًا ما تكون انحصارًا حول الذات. كإنسان يُريد أن يرفع ذاته، ويُمتِّع ذاته، ويُشبع رغبات ذاته.

الفضيلة أيضًا هى ارتفاع فوق مستوى اللذة: لأنَّ غالبية الخطايا قد تكون مصحوبة بلذَّة حسية، أو لذَّة نفسية. فتدور حول ملاذ الجسد أو الفكر أو النَّفس. وتصبح لونًا من اشباع الذات، وبطريقة خاطئة. فالذى يُحب المال أو المُقتنيات، إنما يجد لذَّة في المال أو في المقتنيات. وكذلك مَن يحب الزينة، ومَن يحب الأطعمة، ومَن يحب المناصب أو الشهرة، إنما يجد لذَّة في كل هذا. ومَن يحب الجسد يجد لذته في الجسد. ومَن يحب الانتقام لنفسه يجد لذَّة في ذلك... الخطيئة إذن قد تكون سعيًا وراء اللذة. وحينئذ تكون الفضيلة هى ارتفاع فوق مستوى اللذة، إلى أن تجد إشباعًا لها في السعادة الروحية. والسعادة غير اللذَّة، والفرح غير اللذَّة. فاللذَّة غالبًا ما تكون مُرتبطة بالحواس، بالجسد والمادة. أمَّا السعادة والفرح فيرتبطان بالروح. ولذلك فالفضيلة إذن هى إرتفاع فوق مستوى المادة أيضًا.


بقى أن نُوضِّح كيف نقتنى الفضيلة؟ وما مصادرها؟

أول مصدر للفضيلة هو الحكمة والإفراز والمعرفة الحقيقية. أي المعرفة التي تُميِّز بين الخير والشر. ومن جهة الحكمة فالحكيم الحقيقي بالضرورة يسلُك في حياة الفضيلة. أمَّا الخاطئ فإننا نصفه بالجهل حتى ولو كان من العلماء! إنه جاهل بطبيعة الأمور، وجاهل بطبيعة الخير، وجاهل بمصيره الأبدي، وجاهل بما تجلبه الخطيئة من نتائج... فالخاطئ جاهل لا يعرف خيره من شره، ولا نفعه من ضره. ولا نقصد بكلمة جاهل المعنى السطحي للكلمة بما تعني أنه أن يتعلَّم في مدارس أو على أساتذة. إنما الحاجة إلى التوعية والإرشاد.

حتى الإلحاد: يقول المزمور: "قال الجاهل في قلبه ليس إله".. حتى ولو كان هذا المُلحِد من فلاسفة عصره. إنه جاهل!

أمَّا الإنسان الحكيم، فكُلَّما يتعب في الحكمة، فإنه يتعمَّق في فهم الأمور، ويعرف ما ينبغي أن يكون. على أن المعرفة والحكمة وحدها لا تكفي. فقد يعرف الإنسان الخيِّر، ولا يسلك فيه! وهنا نعرض المصدر الثاني للفضيلة.


المصدر الثاني للفضيلة هو قوة الإرادة والعزيمة. لأنَّ هناك أشخاصًا لا يسلكون في طريق الفضيلة، لأنهم مغلوبون من أنفسهم. فالصالح الذي يريده كل منهم لا يفعله... ويحتاج هؤلاء أن يسلكوا في تداريب روحية لتقوية الإرادة. لذلك أن ضعف الإرادة يُسبِّب الوقوع في الخطيئة. والوقوع في الخطيئة يؤدِّي إلى مزيد من الضعف. كل منهما يكون سببًا ونتيجة للآخر...

لذلك نقول عن الإنسان الفاضل إنه إنسان قوي: قوي في الوضوح وفي الفكر، وفي العزيمة وفي التنفيذ. قوي في الإنتصار على الحروب الخارجية، وفي الإنتصار على النزعات الداخلية. أمَّا الذي تستعبده عادة رديئة فهو إنسان ضعيف. والذي لا يستطيع التَّحكُّم في لسانه، ولا التَّحكُّم في أعصابه، ولا التَّحكُّم في فكره، فهو إنسان ضعيف. وبسبب هذا الضعف يبعد عن الفضيلة. حتى وإن تاب عن الخطيئة، يعود إليها مرة أخرى.


من مصارد الفضيلة أيضًا المبادئ والقِيَم: فالإنسان الروحي الذي له مبادئ وقيم يحرص عليها تحصنه، فلا يفعل خطيئة. مهما حُورِب بخطيئة مُعيَّنة، يقول لا أستطيع مُطلقًا أن أفعل هذا الأمر. ضميري يُتعبني. وهكذا كان يوسف الصديق حينما حورب بالخطيئة.

أمَّا الإنسان الخاطئ فلا قِيَم عنده. إنه يكذب لأن الصدق لا قيمة له في نظره. ويزني لأنَّ العفة لا قيمة لها في نظره... وهكذا يكون موقفه مع باقي الفضائل. وبسبب ضياع القِيَم عنده، يقع في الاستهتار واللامبالاة... ولهذا لا الوقت له قيمة، ولا المواعيد، ولا النظام العام، ولا القانون، ولا التقاليد، ولا شيء على الإطلاق!

من مصادر الفضيلة أيضًا مخافة اللَّه. فالذي توجد مخافة اللَّه في قلبه، لا يخطئ. فالإنسان الروحي يخاف أن يكسر وصايا اللَّه، ويخاف اليوم الذي يقف فيه أمام اللَّه ليُقدم حسابًا عن أعماله. وبالمخافة يسلك في طريق الفضيلة، وبممارسة الفضيلة يحبها.

من مصادر الفضيلة أيضًا الموهبة الإلهية: والفضيلة على نوعين: نوع يُولَد الإنسان به، بطبع هادئ طيب. ونوع آخر يُجاهد فيه الإنسان حتى يصل إلى نقاء القلب والفكر. وما أعجب المَثل العامى الذي يقول: "مالك متربي؟ قال من عند ربي". على أن كثيرين جاهدوا حتى يصلوا إلى الفضيلة. مثال القديس أغوسطينوس... حتى الذين وُلِدُوا بالفضيلة يحتاجون أيضًا إلى جهاد، حتى لا يفقدوا برّهم نتيجة لحروب الشياطين. وأيضًا يلزمهم الجهاد من أجل النمو في حياة الفضيلة.


أيضًا مِمَّا يُساعد على الوصول إلى الفضيلة والنمو فيها، النعمة. أي نعمة اللَّه التي تُقوِّي وتُشجِّع وتقود إلى الخير. إنما يجب على كل إنسان أن يتجاوب مع نعمة اللَّه العاملة فيه. كذلك طاعة الإنسان لوخذ الضمير الذي يوبِّخه كُلَّما أخطأ، ويدعوه إلى اليقظة الروحية باستمرار، وإلى التوبة كُلَّما بعد عن الفضيلة. فطاعة الضمير وسيلة هامة نقتنى بها الفضائل. وقد وضع اللَّه الضمير في كل إنسان قبل أن يُرسل الشريعة المكتوبة. والضمير الصالح هو مُرشد قوي...

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا تُقتنى الحكمة بالمجهود البشري ذاته
الوداعة تُقتنى أيضًا بعمل النعمة في القلب
حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة من عوائق الفضيلة سوء الفم او عدم الفهم
ما هو الملء المتكرر وكيف تختبره وكيف تكون في الروح دائما
ماهي الفضيلة وكيف تقتني؟


الساعة الآن 04:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024