رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
أنا الله القدير. سِر أمامي وكُن كاملاً، فأجعل عهدي بيني وبينك، وأُكثرك كثيرًا جدًا ( تك 17: 1 ، 2) إن أشد ما يحتاج إليه المؤمنون في كل زمان ومكان هو النظر إلى الله بثبات واستمرار بحيث يشعر المؤمن في كل حين أنه ”أمام الله“ وأن الله على الدوام ”أمامه“ أي ”مقابله“. وفي هذا الشعور وحده أكبر ضمان للقوة والنُصرة والراحة والطمأنينة والفرح. وكل رجال الله الذين تمتعوا بهذا الشعور كانت لهم مواقف جليلة ومُشرِّفة. وقد ذكر لنا الوحي أمثلة منها تظهر أمامنا كالأعاجيب، ولكن متى عُرف السبب بَطُل العَجَب. فلا عَجَب في موقفهم لأن السبب هو شعورهم بأنهم ”أمام الله“. أمام الله يمتلئ القلب شعورًا بوجوب العيشة في مخافته. كان يوسف شابًا وبعيدًا عن وطنه وأهله ومتسلطًا في بيت فوطيفار، وكانت التجربة تهاجمه بأشد قوتها، ولكنه إذ رأى الرب أمامه استطاع أن يقول: «فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟» ( تك 39: 9 ). أمام الله يمتلئ القلب قناعة واكتفاء. جاء ملك سدوم يومًا بعد انتصار إبراهيم في حربه مع الملوك الذين هاجموا الأول، وبعد أن أخذ الثاني منهم غنائم كثيرة، يطلب إليه أن يعطيه النفوس فقط ويحتفظ لنفسه بالباقي، ولكن إبراهيم رفض بشمم وإباء، وأعاد إليه كل ما أحرزه بمجهوده الشخصي وهو يقول: «رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض، لا آخذن لا خيطًا ولا شِراك نعلٍ ولا من كل ما هو لك، فلا تقول: أنا أغنيت أبرام» ( تك 14: 22 ، 23). وجاء نعمان السرياني إلى أليشع النبي ومعه عشر وزناتٍ من الفضة، وستة آلاف شاقل من الذهب، وعشر حُلل من الثياب، وبعد أن أبرأه أليشع من مرض البرص، أراد أن يقدمها كلها له قائلاً: «خُذ بركة من عبدك». وكان يمكن أن يعتبرها غيره أجرةً له، ولكن أليشع أجاب في عزة نفس قائلاً: «حيٌ هو الرب الذي أنا واقفٌ أمامه، إني لا آخُذ. وأَلحَّ عليه أن يأخذ فأبى» (2مل5). ”أمام الله“ يمتلئ القلب هيبة والضمير طاعة والنفس سرورًا والعين نورًا، بل يمتلئ القلب قناعةً وشجاعة، والضمير سلامًا ووئامًا، والنفس هناء وصفاء. فما أحوجنا أن نعيش على الدوام ... أمام الله أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو ينبوع الحياة بيدو... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|