العصفور والورده البيضاء
=============
كانت وردة بيضاء عندما تغطيها الثلوج تبدو في الليالي المقمرة كشمعدان من الفضة يشع نورا من غير نار.. وكانت الطيور تتسلل إلى الأشجار حولها لتنعم بجمالها وحسن عبيرها..
وفي يوم من أيام الربيع المفعمة برائحة الورود العطرة رأي عصفور صغير جمال الوردة فوقع في حبها وقرر أن يصارحها بحبه.. فصمتت الوردة فظل العصفور يلح ويغرد لعله يخلب بتغريده مسمعها..
أخيراً قررت الوردة أأن تصارح العصفور فماذا فعلت؟ قالت له عندما يصبح لوني احمر سوف أحبك وأتزوجك!!
لقد فرح العصفور وظل يطير مغردا هنا وهناك.. ولكن كيف يساعد الوردة البيضاء؟ لقد قطع جناحيه .. ونشر دمائه على الوردة البيضاء فأصبح لونها احمر!!
وهكذا أدركت الوردة كم أحبها العصفور .. ولكن الوقت قد فات لأن الطائر قد فارق الحياة وهاهى الدماء سدت مسامها وعما قليل ستفنى وتذريها الرياح!!
أخى الحبيب : ما هى السعادة في رأيك؟؟ وهل تعرف الفرق بين الحب والشهوة .. تذكر قول القديس أغسطينوس: أنت لن تحيا سعيدا إلا إذا نلت ما تُحب ولكن إن كان هذا المحبوب مضراً فلن تحيا سعيداًً.
وأنت يا أختى العزيزة ربما يكون الله قد أنعم عليك بموهبة أو نعمة الجمال فلماذا تستغلين عطية الله الحسنة في إذلال البشر؟!! ثقي أنك عندما تقتلين الآخرين بجمالك سوف تموتين أنت أيضاً فما يزرعه الانسان فإياه يحصد.. ومن يعانق الشهوة عليه أن يعانق الموت أيضاً.
