رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تورطوا مصر فى حرب!
لا تورطوا مصر فى حرب! عماد الدين أديب عكس كل ما يقوله البعض، أنا ضد تعظيم احتمال إعلان الحرب على إثيوبيا واللجوء إلى القتال، وتوريط مصر وجيشها فى حرب، من أجل حل مشكلة سد النهضة الإثيوبى. القتال أو إعلان الحرب هو إحدى أدوات الضغط الدبلوماسى التى يمكن اللجوء إليها ولا يتم استخدامها فعلياً إلا عند فشل كل الوسائل الأخرى. يجب ألا يكون القتال هو الاحتمال الأول، ولكن يجب أن يكون الاحتمال الأخير. والحرب هى عمل مكلف يعرف الجنرالات صعوبته وارتفاع تكاليفه. من هنا علينا أن ننظر إلى احتمال الحرب بعين الحذر الشديد للأسباب التالية: 1- أن مسرح العمليات هذه المرة بعيد من الناحية الجغرافية بشكل يجعل خطوط الإمداد والتموين طويلة ومتباعدة وتدخل عبر دول أخرى. 2- أن القيام بعمل عسكرى لا بد أن يستبعد إرسال قوات برية، لأن مثل هذا القرار يعنى إرسال أبناء الجيش المصرى إلى أرض قتال غريبة عنهم، وهى أرض جبال وغابات ووديان بعيدة تماماً عن طبيعة تدريبات الجيش المصرى. 3- أن القيام بضربات جوية يعنى إما اللجوء إلى استخدام صواريخ كروز الذكية أو اللجوء إلى الطائرات القاذفة، فى حالة الصواريخ فإن مصر ليس لديها هذا النوع من الصواريخ، أما بالنسبة لاستخدام سلاح الجو المصرى فإن ذلك سوف يحتاج إلى إعادة إمداد الطائرات المقاتلة بالوقود أكثر من مرة، إما فى السودان أو جنوبه أو فى إريتريا وهى كلها أنظمة ودول غير مأمونة القرار الأمنى أو السياسى. 4- أن أى عمل عسكرى يحتاج إلى غطاء دولى وإقليمى، وهو أمر قد لا يكون متوافراً فى الحالة المصرية، بسبب تورط أمريكا والصين وإيطاليا وإسرائيل فى عملية بناء السد، وأيضاً وجود نوع من التعاطف الأفريقى مع حق إثيوبيا فى بناء سد على أراضيها. لقد تجاوز العالم «لغة الكلام الكبير» والتهديد الصوتى، دون وجود قوة فاعلة وقادرة على الإنجاز، لذلك أفضل أن نلجأ إلى أسلوب التفاوض الجدى، بواسطة خبراء ومتخصصين وليس من خلال هواة يعشقون الكاميرات والتهليل الأجوف. يجب ألا يكون الوضع الإثيوبى فخاً جديداً لمصر، مثلما كانت حرب اليمن، بدأت وبعدها جاءت نكسة 1967. الوطن |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|