![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() تأمل الإختلاء
أما إذا أنعمنا النظر في دوافعهما العميقة، وتحرِّينا أسباب اختيارها الصريح لتأمّل الإختلاء لوجدناها ماضيةً في عزمها، صريحةً في مقالها، جادّةً في تحريضها، خبيرةً في تعليمها، غيورةً على إظهار نير الربّ ليِّناً وحملِه خفيفاً. قتريزا لا تعلّم إلاّ ما خَبِرَت، وأفضلَ ما خبِرَت. وأيةُ غايةٍ أفضلُ من الاتحاد الأسمى بالله؟ وأيُّ معلم أفضل ممّن يعلّم الطريقَ الأقصر والأسرعَ إلى هذا الهدف السامي؟ فتأمّل الإختلاء، كما يقول أوسونا، "هو الكريق الأقصر والإستعداد الأسرع لتلقّي محبّة الله وأفضاله، ولأنّ النفس تسمو به أكثرَ نقاوةً وأخلصَ حبّاً لله...بالحبِّ الذي كلما اشتدّ كلّما قلَّت كلماتُه... وبالصمتِ يأتي عظائم" (أوسونا). ![]() تقول في كتاب السيرة: "ما التأمل في رأيي، إلاّ حديثُ صداقةٍ نُجريه غالباً على انفراد مع مَن نعرف أنّه يُحبُّنا". (سيرة 5،8). هو حديث أي حوار وكلمات تُوَجَّه إلى شخصٍ حيٍّ بصيغةِ المخاطَب الحاضِر لا بصورة الغائب؛ هو حوار Dialogue وليس حوار مع الذات Monologue، بل الحاضر يجيب في الأعماق وعندما يشاء. صداقة: هذا الحاضر أكنّ له حبّاً عميقاً صافياً كحبِّ الصديق لصديقه، فأُحدِّثه بثقةٍ ودالّةٍ وجرأة. نجريه على انفراد: تعبير عن العزلة المادية بالمكان والأجواء الهادئة، والعزلة الباطنية باستجماع القوى النفسية في موضوع الحبّ أو في ذات المحبوب. "وهدف الإختلاء هو أن يقودَ النفس إلى هيكل الله الحميم".(P. Marie Eugène) مع مَن نعرف: هذه المعرفة تتأتّى من الإيمان، ومن الذاكرة التي تعيد إلينا ما صنعه الله لأجلنا بالخلق أو بالفداء, أنه يحبّنا : وجودُ الله ليس مجرّدَ وجود، بل حضورُ مُحبّ، حضورُ شخصٍ حبيبٍ يحرّك حضورُه أعماق الصديق الوجدانية فيستجيب لنداءِ الحبّ. |
||||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة تريزا الأفيلية عن القديس يوسف |
مِن أقوال القدِّيسَة تريزا الأفيلية ليسوع |
القديسة تريزا الأفيلية |
أقوال القديسة تريزا الأفيلية |
القديسة تريزا الأفيلية |